السياحة في إثيوبيا.. نصب تذكاري يتوج "أواسا" بالعلم والنضال
وسط مدينة أواسا" الإثيوبية، حاضرة إقليم جنوب إثيوبيا وإحدى مناطق السياحة بالبلاد، يوجد نصب تذكاري
ما أن تدخل مدينة أواسا حاضرة إقليم شعوب جنوب إثيوبيا إلا ويلفت انتباهك النصب التذكاري الذي يتربع وسط المدينة، معبرا عن رمزية وطنية وشعبية للإقليم.
تأتي أهمية أواسا" الإثيوبية، كأحدى مناطق السياحة بالبلاد، فالمدينة المترعة بالجمال، والمسكونة بالإبداع الخلاق وبسحر الطبيعة، فضلا عن كونها بوتقة انصهرت فيها عشرات القوميات، بثقافاتها وعاداتها، مما أضفى عليها بعدا آخر لسياحة الفنون والتراث .
و"أواسا" التي تبعد 270 كلم عن العاصمة أديس أبابا، هي حاضرة إقليم شعوب جنوب إثيوبيا الذي تقطنه أكثر من 56 قومية من مجموع القوميات الإثيوبية التي تتجاوز الـ83 ، وسميت بهذا الاسم، نسبة إلى بحيرة "أواسا" التي تنام على شواطئها المدينة .
والنصب التذكاري الذي تورد العين الإخبارية قصته، يعتبر أحدى المعالم السياحية لمدينة أواسا، ويعود لـ "ولدأ مانوئيل دوبالي"، المعروف برجل الحرية في قومية الـ"سيداما" جنوب إثيوبيا .
تم تشيد النصب التذكاري في العام 2011 ، تخليدا لدور " دوبالي " كقائد ثوري بدأ نضاله من أجل التصدي لحقوق قومية شعب السيداما كاحدى أكبر قوميات شعوب جنوب إثيوبيا .
وبرز إسم " ولدا مانويل دوبالي " في الفترة من عام 1931 - 2008، عندما بدأ حياته السياسية بتقلد مناصب ومسئوليات حكومية في عهد الامبراطور هيلا سيلاسي ( 1930 -1974 ) ، كما عاصر نظام الدرق " منقيستو هايلي ماريام " 1974 – 1991 ) ، ليظهر كمعارض للنظام متعللا بأن حكم الدرق لم يقدم لشعوب جنوب إثيوبيا ما يستحقونه ، وأسس " دوبالي " في العام 1978 ، حركة تحرير قومية السيداما .
وقال ملكامو تفرا دافاتو ، مسؤول العلاقات العامة بإدارة مدينة أواسا ، لـ "العين الإخبارية" ، إن المناضل "ولدأمانوئيل دوبالي"، يعتبر رمزا من رموز إقليم شعوب جنوب إثيوبيا لما قدمه من أجل مجتمعه ، موضحا أن النصب التذكاري الذي بوسط المدينة هو للمناضل " دوبالي " ،
أضاف شيد النصب التذكاري خصيصا له وهو ما لم يحظى بها أي شخص آخر ، كرمز واحد الأباء الذي دفعوا الثمن غاليا من أجل حرية شعوبهم من الإستبداد ، لافتا الى أنه من أبرز الشخصيات النضالية لقومية السيداما .
وقال المسؤول بإقليم شعوب جنوب إثيوبيا، إن ولدأمانوئيل دوبالي، عرف برفضه للظلم والإستبداد الذي كان يمارسه نظام الاباطرة ونظام الدرق الشيوعي " منقيستو هايلي ماريام " .
وتناول تفرا ، السيرية النضالية لصاحب النصب التذكاري ، وقال إنه بدأ حياته السياسية كمسؤول حكومي في عهد الامبراطور هيلي سلاسي (1930-1974) ، وأيضا في عهد الدرق " منقيستو هايلي ماريام ، ( 1974 -1991 ) وهو ما اعطاه فكرة عن ما يم من ممارسات ضد الشعوب بحسب تعبيره .
أضاف أن دوبالي ، لم يرضى بطريقة حكم منقستو ومستوى تعامله مع شعوب جنوب إثيوبيا خاصة قومية السيداما التي تمثل أكبر قوميات الإقليم ، معتبرا ذلك سببا لتمرد دوبالي على حكومة الدرق في العام 1978 حيث خرج من البلاد الى الصومال وهناك أسس حركة مسلحة بإسم حركة تحرير شعب سيداما .
وأنطلقت حركته المسلحة من داخل الأراضي الصومالية ، التي بدأ يدرب بها المجموعات المسلحة من قومية السيداما ،حتى وصل عدد قواته حينها إلى 20 ألف جندي ، لتكون حركته إحدى الحركات المسلحة التي أسهمت في سقوط نظام منقيستو هيالي ماريا في العام 1991 .
وأشار الى أن الحركة المسلحة التي أسسها دوبالي بإسم قومية السيداما كانت تمثل كل قوميات إقليم جنوب إثيوبيا وقدم تضحيات جسام حتى سقوط نظام منقيستو في العام 1991 .
ويعتبر " دوبالي " من أكبر المناضلين من أجل حرية قومية الـ"سيداما" وشعوب جنوب إثيوبيا وهو دفع إدارة الإقليم بتشيد نصب تذكاري له أمام مقر إدارة مدينة أواسا حاضرة إقليم شعوب جنوب إثيوبيا .
وظل الرجل يمثل رمز التحرر والانعتاق لشعب السيداما وكل شعوب جنوب إثيوبيا ، حتى وافته المنية بالمهجر ببريطانيا عام 2008 .
ولفت مسؤول العلاقات العامة بإدارة مدينة أواسا ، الى أن وضع النصب التذكاري هدف منه تخليد دور المناضل وتعريف أبناء المنطقة بدور ونضالات الآباء كرمز من الرموز القومية .
وإقليم "شعوب جنوب إثيوبيا"، يمتد جنوب البلاد متاخما لدولة كينيا، فيما يحادد دولة جنوب السودان من جنوبه الغربي، وتنتهي حدود الإقليم مع إقليم غامبيلا الإثيوبي في الشمال الغرب، فيما يحده إقليم الأرومو من شرقه وشماله.