خبير: التحول السياسي في "القرن الأفريقي" بحاجة لتوجهات اقتصادية تعززه
ساندي أوكيلو اعتبر أن التحولات التي تشهدها منطقة القرن الأفريقي نتاج لوصول قادة إصلاحيين إلى سدة الحكم.
قال الخبير في قضايا النزاعات والمختص في منطقة شرق أفريقيا الإثيوبي، ساندي أوكيلو، إن التحول السياسي في منطقة "القرن الأفريقي" بحاجة إلى توجهات اقتصادية تعززه وتربط شعوب المنطقة بالمصالح المتبادلة.
وشهدت الساحة السياسية في منطقة شرق أفريقيا متغيرات وحراكا سياسيا كبيرا كان أبرزها توقيع اتفاق سلام تاريخي بين إثيوبيا وإريتريا أنهى أطول عداء بين دولتين في القارة السمراء.
وانتهت الأزمة عقب تولي رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد منصبه في 2018 الذي نجح كذلك في لفت الأنظار بتبنيه سياسات إصلاحية جريئة في المجالين السياسي والاقتصادي، عززت من صورة إثيوبيا لدى المجتمع الدولي، والقارة الأفريقية ككل.
ومنطقة القرن الأفريقي تضم من الناحية الجغرافية الصومال، وجيبوتي، وإريتريا، وإثيوبيا، غير أنه سياسيا تضاف لها السودان، وكينيا، وأوغندا، وتنزانيا.
"أوكيلو" اعتبر أن التحولات التي تشهدها منطقة القرن الأفريقي نتاج لوصول قادة إصلاحيين إلى سدة الحكم.
وأوضح في حديث مع "العين الإخبارية" أن تولي آبي أحمد رئاسة الوزراء في إثيوبيا، رسم خارطة جديدة للقرن الأفريقي، كان أولها أن عم السلام المنطقة.
وأشار إلى أنه رغم العقبات الداخلية التي تواجه آبي أحمد في الوقت الرهن بسبب إصلاحاته الجريئة التي سحبت البساط السياسي من تحت أقدام أطراف إثيوبية تصدرت المشهد السياسي في البلاد لسنوات طويلة، فقد استطاع إحداث تغيرات على مستوى المنطقة احتلت مساحة كبيرة من الجهود السياسية والدبلوماسية الإثيوبية.
وأكد الخبير الإثيوبي على أن التحول في القرن الأفريقي تحول سياسي بحاجة إلى توجهات اقتصادية تعزز هذا التحول بالتكامل الاقتصادي، وربط شعوب المنطقة بالمصالح المتبادلة.
وكشف عن أن هناك مناقشات تجري على قدم وساق من خبراء ومختصين لدعم هذه التحولات من خلال تقديم دراسات حول كيفية الاستفادة من هذه التغيرات ودعمها لضمان استدامتها.
وحول الأوضاع في السودان، قال أوكيلو إن ما يجري في السودان من عزل لعمر البشير بعد نحو 3 عقود على السلطة لا ينفصل عن دول المنطقة والتغيرات التي بدأت في إثيوبيا، مؤكدا على أن ما يحدث في الخرطوم تغير استراتيجي نحو قادة أكثر إصلاحا.
وأوضح أن السودانيين بحاجة للجلوس إلى حوار للتفاهم حول كيفية إدارة بلادهم وتجنيبها المخاطر، من خلال التوصل إلى تفاهمات سياسية تؤدي إلى استقرار الأوضاع.
وعن التحديات التي تواجه القارة السمراء، قال الخبير الإثيوبي إن أفريقيا تعاني مشكلات عديدة بينها التشدد والتطرف وتنامي الجماعات الإرهابية وانتشارها.
وقال إن ارتباط الحركة الإرهابية بتنظيمات عالمية يشكل خطرا على استدامة التحوالات الجارية في القرن الأفريقي، مطالبا بضرورة اليقظة وتنسيق الجهود المشتركة للقضاء عليها.
كما لفت إلى دور كبير لدولة الإمارات وسياساتها الخارجية المرنة القائمة على دعم السلام ومكافحة التطرف والإرهاب.
وأكد على أن دولة الإمارات العربية المتحدة استطاعت تحقيق أكبر تحول جيوسياسي في منطقة القرن الأفريقي عبر الدور المحوري الذي لعبته في تحقيق المصالحة التاريخية بين الجارتين إريتريا وإثيوبيا ووضع نهاية لحالة الخصومة السياسية والاحتراب التي سادت بينهما لنحو عقدين من الزمن.
aXA6IDMuMTI4LjMxLjIyNyA= جزيرة ام اند امز