ذوو الهمم في إثيوبيا.. اهتمام رسمي وشعبي نحو مزيد من الحقوق
احتفل اتحاد الروابط الوطنية لأصحاب الهمم في إثيوبيا بالذكرى الـ25 لتأسيسه، وسط مشاركة رسمية وشعبية واسعة، تحت شعار "رحلتنا مستمرة".
وشهد الاحتفال، برامج ثقافية وعروضا رياضية عبرت عن قدرات أصحاب الهمم وإمكاناتهم الإبداعية في مختلف مجالات الحياة، الأمر الذي وجد استحسانا من المشاركين.
وعبرت وزيرة الشؤون الاجتماعية والمرأة الإثيوبية، إرجوجي تسفاي، عن سعادتها لحضور الحفل، مؤكدة أن وزارتها تعمل بجد من أجل إشراك ذوي الهمم في عملية التنمية من خلال إدراجهم في الخطة العشرية للوزارة.
وأشادت الوزيرة، في كلمتها خلال الحفل، بدور المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني في إدماج المعاقين بجميع أنشطتها، ووصفته بالأمر المشجع.
وكشفت المسؤولة الإثيوبية عن تزايد أعداد المعاقين في البلاد لأسباب مختلفة، من بينها الحروب والصراعات، لافتة إلى أن أعداد المعاقين وصلت إلى 20 مليون معاق، وأن الحروب والصراعات تزيد من أعدادهم.
وشددت على ضرورة الاهتمام بهذه الشريحة المهمة في المجتمع، ودعت ممثلي المنظمات الدولية والمحلية إلى جعل قضية الإعاقة شاغلاً مشتركاً للجميع.
وأضافت أن هذه النسبة الكبيرة من ذوي الهمم تتطلب الاعتناء والاهتمام، مع إشراكهم في مناشط الحياة، مشيرة إلى الأنشطة الجبارة التي نفذتها اللجنة الوطنية للانتخابات في إعداد لوائح الانتخابات للمكفوفين والتسجيل الصوتي، بجانب إشراكهم في العملية الانتخابية الوطنية؛ بهدف تمكينهم من ممارسة حقوقهم الديمقراطية والإنسانية.
واتحاد الروابط الوطنية لأصحاب الهمم في إثيوبيا الذي تأسس قبل 25 عاماً كمؤسسة اجتماعية، يهدف لإبراز مواهب منتسبيه من أصحاب الهمم، وتعبيد الطريق أمامهم، وفتح الأبواب المغلقة؛ لتمكينهم في المجتمع، محققاً الكثير من أهدافه بفتح نوافذ الأمل، ومد أشرعة الحياة لأصحاب الهمم.
من جانبه حذر دانئيل بقلي، رئيس لجنة حقوق الإنسان الإثيوبية، من تجاوزات وقعت على حقوق أصحاب الهمم في الحرب التي دارت في شمال البلاد، مشيرا إلى أنه وقعت حوادث قتل متعمد للمعاقين خلال الحرب، دون أن يشير لجهة بعينها بالمسؤولية عن ذلك.
وأوضح بقلي لـ"العين الإخبارية" أن "هناك قتلا متعمدا وقع على المعاقين عقلياً في الحرب بحجة أنهم جواسيس وهذه جريمة ارتكبت بحقهم".
بدوره أكد أباينه غوجو، رئيس اتحاد الروابط الوطنية لأصحاب الهمم في إثيوبيا، أن أسباب الإعاقة في إثيوبيا تتمحور حول نقص الغذاء للأطفال والكوارث الطبيعية وحوادث المرور، فضلاً عن الحرب التي شهدتها البلاد في الفترة الأخيرة.
وتابع أن الحكومة تعمل من أجل الوصول إلى هذه الشريحة الكبيرة من المجتمع وإشراكها في نهضة البلاد، رغم التحديات، مشيراً إلى أن الاتحاد يضم 4 روابط هي (المكفوفون، مرضى الجذام، الصم والبكم، والمعاقون جسدياً).
ويهدف الاتحاد إلى تحسين مفاهيم المواطنين والمسؤولين بشأن المعاقين عبر دمجهم في الحياة العامة والقيام بأدوار كغيرهم مثل حملات التبرع بالدم وغرس الأشجار وغيرها من القضايا المجتمعية.
من جانبه قال تشارلز أمكوي، ممثل مكتب الأمم المتحدة للمفوض السامي لحقوق الإنسان، إن إدارتهم بالاشتراك مع لجنة حقوق الإنسان الإثيوبية أجرت تحقيقات مشتركة حول قضايا حقوق الإنسان عقب الحرب الأخيرة بشمال إثيوبيا.
وأوضح أمكوي في تصريحات لـ"العين الإخبارية" على هامش الاحتفالية، أن قضايا حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والانتهاكات بحقهم كانت واحدة من المجالات التي بحثها التحقيق المشترك.
وأشار إلى أن هناك توصيات تم تقديمها لتحسين حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بما في ذلك أثناء حالات النزاع، مشددا على ضرورة أن يكون العدد الهائل من المعاقين في إثيوبيا جزءًا من عملية صنع القرار في البلاد.
aXA6IDMuMTM5Ljk4LjEwIA== جزيرة ام اند امز