"أحد" الانتخابات في أوروبا.. هل تترجل زعيمة فنلندا من المشهد؟
موجة من الانتخابات في عدة دول أوروبية غمرت أحزابا وسياسيين، لكن الضحية الأبرز هي زعيمة فنلندا، سانا مارين، التي تتجه للخروج من السلطة.
ففي فنلندا، تصدّر حزب يمين الوسط نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد، متقدّماً بفارق ضئيل على الحزب اليميني المتطرف.
بينما حلّ ثالثاً الحزب الاجتماعي-الديمقراطي بزعامة رئيسة الوزراء سانا مارين التي ستخسر تالياً منصبها، بحسب تقديرات لوسائل إعلام.
وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون العامة "إيل" إنّ تقديراتها التي غالباً ما تكون قريبة جداً من النتائج النهائية تشير إلى أنّ حزب الائتلاف الوطني بزعامة بيتيري أوربو سيحصل على أكبر عدد من المقاعد في البرلمان المقبل (48 مقعداً)، متقدّماً على "حزب الفنلنديين" اليميني المتطرف المناهض للهجرة (46 مقعداً).
في حين سيحصل الحزب الاجتماعي الديمقراطي على 43 مقعداً.
وأتت هذه التقديرات بعدما أظهرت نتائج أولية جزئية أنّ الفارق ضئيل للغاية بين الأحزاب الثلاثة.
عُرف وأغلبية
بحسب العُرف السائد في فنلندا منذ 1987، فإنّ الحزب الذي يتصدّر الانتخابات التشريعية هو الذي يحصل على منصب رئيس الوزراء شرط أن يكون قادراً على تشكيل ائتلاف يحظى بالأغلبية في البرلمان.
ولدى وصولها إلى مقرّ البرلمان لمتابعة عملية فرز الأصوات، قالت مارين (37 عاماً) التي تتمتع بشعبية داخل البلاد وخارجها "أنا ممتنّة جدّاً لجميع الأصوات التي تمّ فرزها حتى الآن، وآمل أن تكون الأصوات التي تمّ الإدلاء بها في يوم الانتخابات كثيرة أيضاً".
في المقابل، قال أوربو فور صدور هذه النتائج الأولية "فلننتظر، لكنّها بداية جيّدة، بداية جيّدة جداً".
أمّا اليمينية المتطرّفة ريكي بورا، زعيمة حزب الفنلنديين، فقالت إنّ "التشويق سيستمرّ طويلاً. في 2019، كان أداؤنا (لجهة الأصوات التي تمّ الاقتراع بها نهار الانتخابات) أفضل ممّا كان عليه في الاقتراع المبكر".
وهذه المعركة الشرسة على منصب رئيس الوزراء كانت متوقعة، إذ إنّ استطلاعات الرأي توقّعت أن يكون الفارق بين نتائجها أقلّ من هامش الخطأ.
وتأتي هذه الانتخابات عشية انضمام الدولة المتاخمة لروسيا إلى حلف شمال الأطلسي، في حدث تاريخي يتوقع حصوله رسمياً في الأيام القليلة المقبلة.
وصباح الأحد، فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في البلد الواقع في شمال أوروبا والذي يضمّ 5,5 مليون نسمة. وصوّت نحو أربعين بالمئة من الناخبين مسبقاً.
وبعد تقدّم القوميين في السويد المجاورة وانتصار اليمين المتطرف في إيطاليا العام الماضي، يتساءل كثيرون عمّا إذا كانت فنلندا ستنضمّ إلى قائمة دول الموجة القومية الشعبوية في أوروبا.
مونتينيغرو
ومن فنلندا إلى مونتينيغرو، حيث فاز الاقتصادي الشاب الحديث العهد في السياسة ياكوف ميلاتوفيتش الأحد في الانتخابات الرئاسية بفارق كبير على المخضرم ميلو دوكانوفيتش، بحسب تقديرات لمنظمة غير حكومية متخصّصة في رصد عمليات الاقتراع.
وأفادت تقديرات منظمة "سيمي" التي تشمل غالبية مكاتب الاقتراع أنّ ميلاتوفيتش حاز في الدورة الثانية من الانتخابات نحو ستين في المئة من الأصوات مقابل أربعين في المئة لمنافسه.
وقالت مديرة المنظمة آنا نينيزيتش للصحفيين "أهنّئ الرئيس الجديد ياكوف ميلاتوفيتش".
وفي شوارع العاصمة بودغوريتشا ومدن أخرى في البلاد، احتفل مناصرو مرشح حركة "أوروبا الآن" بانتصاره، وأطلقوا الأسهم النارية وأرخوا العنان لأبواق سياراتهم.
ومن شأن نتيجة هذه الانتخابات أن ترخي بثقلها على توازن السلطات في البلد البلقاني الصغير حيث تمّت الدعوة الى انتخابات تشريعية مبكرة في 11 يونيو/جزيران.
بلغاريا
وفي بلغاريا، أظهرت استطلاعات لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع، مساء الأحد أنّ النتائج متقاربة للغاية بين المحافظين بزعامة رئيس الوزراء السابق بويكو بوريسوف ومنافسيهم الليبراليين بزعامة كيريل بيتكوف الموالي لأوروبا.
ووفقاً لهذه الاستطلاعات، فقد راوحت حصّة كلّ من القوتين بين 25% و26% من الأصوات.
وكانت استطلاعات للرأي جرت قبيل الانتخابات توقعت أن يحصل الحزب المحافظ "مواطنون من أجل تنمية أوروبية لبلغاريا" بقيادة بوريسوف (63 عاماً)، والحزب الليبرالي "لنواصل التغيير" بزعامة كيريل بيتكوف (42 عاماً) على الأرقام نفسها.
وتنذر هذه النتائج المتقاربة بأزمة جديدة في عملية تشكيل حكومة مستقرة في بلد شهد لتوّه خامس انتخابات تشريعية في عامين.
وهذا البلد البلقاني البالغ عدد سكّانه 6,5 مليون نسمة هو أفقر دولة في الاتّحاد الأوروبي.
وتفاقمت الأزمة السياسية في بلغاريا بسبب النزاع في أوكرانيا. وأحدثت الحرب شرخاً في المجتمع القريب تاريخياً وثقافياً من موسكو، والمنقسم بشأن تقديم المساعدة لكييف.
aXA6IDE4LjIxOS40Ny4yMzkg جزيرة ام اند امز