نظام دفاعي جديد.. "كمين" أوروبي لصواريخ روسيا بالفضاء
"مظلة صاروخية فوق القارة الأوروبية" هذه بالتحديد كانت مبادرة ألمانية بعيدة المنال حتى وقت قريب، لكنها تكسب أرضا بشكل مستمر.
ففكرة تدشين نظام دفاع جوي أوروبي مشترك ضد الصواريخ الباليستية، والتي قدمها المستشار الألماني أولاف شولتز، مؤخرا، كسبت أرضا وتأييدا أوروبيا كبيرا في الفترة الأخيرة.
وفي هذا الإطار، قالت مجلة "دير شبيجل" الألمانية إن الدول الأوروبية الراغبة في المشاركة في النظام الدفاعي، ستوقع على إعلان نوايا مشترك على هامش اجتماع وزارء حلف شمال الأطلسي "النانو" الجاري في بروكسل.
وقال دبلوماسيون للمجلة الأمريكية، إن بلجيكا وبلغاريا وجمهورية التشيك وإستونيا وفنلندا والنرويج وليتوانيا ولاتفيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا وهولندا تريد التوقيع على إعلان النوايا، بالإضافة إلى ألمانيا.
وبمجرد التوقيع على إعلان النوايا، تبدأ مرحلة التخطيط الأولي للمشروع الواسع، لكن باب المشروع لا يزال مفتوحا أمام انضمام دول أوروبية أخرى في الفترة المقبلة.
وكان شولتز أطلق شرارة الفكرة في خطاب في براغ في أغسطس/آب الماضي، وتحدث عن رغبته في بناء نظام دفاع جوي جديد مع الجيران الأوروبيين، واصفا إياه بأنه "مكسب في الأمن لأوروبا بأكملها"، و"أكثر فعالية من حيث التكلفة وأكثر كفاءة من الأنظمة الوطنية".
وبرزت الفكرة بالأساس من حقيقة أن أوروبا أهملت الدفاع الجوي لفترة طويلة، حتى جاءت الحرب في أوكرانيا والتهديد الروسي، ليظهر للقادة أن وقت التحرك بهذا الاتجاه حان، وفق المجلة الألمانية.
ويتعلق النظام الجديد بتدشين مظلة دفاعية ضد الصواريخ الباليستية وهجمات الطائرات بدون طيار على سبيل المثال، ومن المحتمل أن يتم شراء نظام "أرو" الدفاعي الإسرائيلي، بحسب دير شبيجل.
وحتى الآن، يملك الجيش الألماني (البوندسفير) نظام "باتريوت" الدفاعي الأمريكي، والذي يعتبر أيضًا فعالًا للغاية، ولكنه غير مناسب كدرع حماية كبير.
أما فكرة النظام الدفاعي الأوروبي المشترك فتقوم على فكرة بسيطة للغاية، تتمثل في نشر عدة أنظمة "أرو" في الدول المشاركة، وبالتالي زيادة الدرع الواقي من الهجمات الصاروخية بشكل كبير.
وفي بعض البلدان، من المحتمل أن تكون بطاريات الصواريخ الخاصة بالنظام المشترك هي النظام الدفاعي الوحيد ضد الصواريخ، وغالبا ستكون الدول القريبة من روسيا.
لكن لا يزال من غير الواضح من سيدفع ثمن النظام، إذ تود ألمانيا أن تلعب دورًا رائدًا في المشروع، لكنها لا تستطيع تحمل الميزانية الكاملة والتي تقدر بالمليارات، وفق التقرير ذاته.
ووفق دير شبيجل، جرى تصميم نظام "أرو" الإسرائيلي لإطلاق الصواريخ خارج الغلاف الجوي للأرض، بحيث تنفصل الرؤوس الحربية الفردية عن جسم الصاروخ خارج الغلاف الجوي، وتتولى تتبع أهدافها وتحييدها.
ووفق "دير شبيجل"، تهدف عمليات الإطلاق بهذه الطريقة، بشكل أساسي إلى تدمير الصواريخ النووية أو البيولوجية أو الكيميائية المهاجمة بأمان.
وكان من المتوقع أن تكون كل دول أوروبا الشرقية مهتمة بالانضمام لمشروع الدفاع الصاروخي المشترك، لكن بولندا، على سبيل المثال، لا تريد الانضمام إلى المشروع وتريد بناء نظام دفاع جوي خاص بها.
وعلى نقيض ألمانيا، لا تهتم فرنسا حتى الآن بالمشروع المشترك. وكدولة نووية، اعتمدت باريس تقليديًا على التأثير الرادع لترسانتها النووية أكثر من اعتمادها على أنظمة الدفاع الجوي التقليدية.
وتعليقا على الخطوة، كتب الكاتب بيرن مولر، على حسابه على "تويتر"، "درع مضاد للصواريخ بقيادة ألمانيا.. اهتمام كبير بأوروبا الشرقية، لكن بولندا تريد بناء نظام دفاع جوي خاص بها".
أما الصحفية المتخصصة في شؤون الأمن والدفاع، دوريت فرانك، فطرحت تساؤلات حول النظام الجديد لا تزال بحاجة إلى إجابة، مثل "كيف سيجري التنسيق بين النظام الأوروبي المشترك، ونظام الدفاع الصاروخي لحلف الناتو"، وكذلك "هل سيقوم النظام الجديد على مشاركة كل دولة راغبة بما تملكه من أنظمة دفاع، أم بناء نظام مشترك؟، وفق ما رصدته "العين الإخبارية.