"واشنطن بوست": أوروبا تخشى موجة "داعشية" بعد هجوم الموصل
معركة الموصل تثير المخاوف من تجدد الهجمات الإرهابية بعد عودة المزيد من عناصر داعش إلى أوروبا
حذرّت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، من أن الهجوم الذي طال انتظاره لطرد تنظيم داعش الإرهابي من معقله في مدينة الموصل، يثير المخاوف من تجدد الهجمات الإرهابية، حيث يقول مسؤولو مكافحة الإرهاب في أوروبا إن المزيد من عناصر التنظيم الإرهابي يعودون إلى بلادهم بعد القتال في سوريا والعراق.
وفي تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، قالت الصحيفة الأمريكية إن المخاوف الأمنية تمثل التركيز الرئيسي لوكالات الاستخبارات الأوروبية، في وقت يكثف الجيش العراقي وشركاؤه الهجوم على الموصل، التي استخدمها التنظيم لأكثر من عامين كعاصمة للتخطيط والعمليات، ومن بينها هجمات باريس وبروكسل التي نفذها مهاجمون ولدوا محليا، تدربوا في بعض الحالات مع "داعش" في العراق وسوريا، ثم عادوا إلى ديارهم.
ورأت الصحيفة أن هذا التهديد يؤكد معضلة رئيسية تواجه قادة الدول، التي استهدفتها هجمات "داعش" الإرهابية، فبينما يدعمون الجهود المبذولة لهزيمة التنظيم على الأرض، فإنهم يخاطرون بطرد أتباعه ونشرهم في أماكن أخرى، وهو ما دفع كبار المسؤولين إلى رفع حالات التأهب مع تدفق الآلاف هربا من الموصل تحت القصف الثقيل في أكبر عملية لقوات الأمن العراقية.
وفي غضون ذلك يقول مسؤولو مكافحة الإرهاب إنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت عملية الموصل ستفجر موجة جديدة من المتطرفين العائدين إلى أوروبا، لكنهم يشيرون إلى أنه عندما تعرض "داعش" لضربات في ساحة المعركة العام الماضي، عاد الكثير من أتباعه إلى بلادهم.
من جانبه، قال روب وينرايت، رئيس وكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول)، التي تقوم بتنسيق جهود مكافحة التنظيم داخل حدود الاتحاد الأوروبي، إن "المزيد من الخسائر العسكرية، وزيادة الضغط العسكري عليهم (داعش) في المنطقة، قد يؤدي إلى استجابة تلقائية من الجماعة في أوروبا".
وأضاف أن تدفق المسلحين العائدين "زاد قليلًا" في الأشهر الأخيرة، ولكن "ليس بعد بأعداد كبيرة"، وقد تغير (معارك) الموصل والرقة ذلك، مشيرا إلى أن معقل "داعش" في سوريا، هو الهدف الرئيسي التالي بعد الموصل.
وتشير التقديرات إلى أن ما بين 4 و5 آلاف مواطن أوروبي ذهبوا إلى سوريا والعراق للمشاركة في القتال، الذي اندلع منذ احتجاجات الربيع العربي في سوريا عام 2011، والغالبية العظمى من المقاتلين الأوروبيين وفقا لوينرايت على الأرض هناك، بينما عاد الثلث، والباقي قتلوا.
ولفتت الصحيفة إلى أن رحلة العودة باتت أصعب بعد إغلاق تركيا لحدودها مع سوريا، وهي خطوة خفضت إلى حد كبير حركة المرور في كلا الاتجاهين، ومن المعروف أن "داعش" يقتل عناصره المحبطين الذين يحاولون ترك المعارك، ما أدى للحد من حركة العودة.
وفي الوقت نفسه، ربما تسعى الجماعة أيضًا لتنفيذ هجمات كبيرة كوسيلة لإثبات استمرار وجوده باستمرار في ظل تباطؤ تدفق المجندين الأوروبيين الجدد للقتال إلى حد كبير هذا العام، بعد أن شكلوا تحديا كبيرًا للسلطات في السنوات الأخيرة.
من جانبه، قال منسق مكافحة الإرهاب الاتحاد الأوروبي جيل دي كيرشوف: "علينا أن نكون مستعدين، هذا هو المهم، هناك الكثير من الأشخاص، ونحن لا نعرف هل ستكون عودة جماعية أم على مدى فترة طويلة من الزمن"، معربًا عن شكوكه بأن الخطر سيتبدد بالنسبة لأوروبا، حتى لو أُجبر التنظيم على التراجع بشكل كبير على الأرض.
ومضى قائلا: "لقد أظهروا خفة حركة في الماضي، وأظن أولئك الذين لم يقتلوا أو يقبض عليهم سيحاولون إعادة الكرة"، وحذر من أن أحد المخاوف، هو أن المواطنين الأوروبيين يمكنهم اكتساب المهارات في ميدان المعركة وتطبيقها في بلادهم، وهو احتمال يمكن أن يشمل كل شيء من الأسلحة الكيميائية إلى السيارات المفخخة".
ويعتقد محللون ان تدهور الوضع الأمني في أجزاء كثيرة من المنطقة، لا سيما الفوضى الجارية في ليبيا توفر طريق هروب مختلف لمسلحي التنظيم وكذلك يقول محللون متخصصون في شؤون مكافحة الإرهاب إنه حتى لو تعرض "داعش" لهزيمة كبرى في المعركة، فإنه من المحتمل أن يبقي على قدرته على نشر الفوضى في أنحاء المنطقة.
وطبيعة تلك الجماعات هي "إيجاد وسيلة لاستعادة التوازن والعودة" وفقا محمد محمود ولد محمدو، نائب مدير "مركز جنيف للسياسات الأمنية"، الذي أضاف متسائلا: "ما أفضل طريقة للإشارة إلى أنهم لا يخسرون الأرض من شن عملية صادمة؟".