هاجس عودة ترامب.. «فرصة» الصين لدى أوروبا
يراقب قادة أوروبا بقلق الانتخابات الرئاسية الأمريكية وسط المخاوف من العودة المحتملة للرئيس السابق دونالد ترامب وتأثيرها على الشراكة مع واشنطن.
وتفاقمت التوترات بعد التصريح المثير للجدل لترامب الذي قال إنه لن يدافع عن الحلفاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذين فشلوا في إنفاق ما يكفي على الدفاع.
- مخصصات حملاته القانونية على وشك النفاد.. ماذا سيفعل ترامب؟
- تصنيف جديد لأفضل رؤساء أمريكا.. بايدن يتفوق على ترامب
تعليق ترامب جاء في توقيته المناسب بالنسبة للصين التي يزور وزير خارجيتها وانغ يي أوروبا حيث تكافح بكين لإصلاح علاقاتها المتدهورة مع دول الاتحاد الأوروبي خاصة مع الأزمة الاقتصادية المحلية والاحتكاكات المستمرة مع واشنطن وذلك حسبما ذكرته شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.
وخلال مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن قال وانغ: "بغض النظر عن كيفية تغير العالم، فإن الصين، باعتبارها دولة كبرى مسؤولة، ستحافظ على مبادئها وسياساتها الرئيسية متسقة ومستقرة وستكون بمثابة قوة قوية للاستقرار في عالم مضطرب.. وعلى الصين وأوروبا أن تبتعدا عن الانحرافات الجيوسياسية والأيديولوجية، وأن تعملا معًا".
وقد يجد عرض وانغ آذاناً صاغية في بعض العواصم الأوروبية التي يأمل قادتها في تحقيق الاستقرار في علاقاتهم مع الصين، إلا أن إحراز تقدم حقيقي يواجه معضلة رئيسية هي علاقة بكين الثابتة مع موسكو.
مع بداية الحرب في أوكرانيا قبل عامين، عمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الصيني شي جين بينغ على تعزيز العلاقات بين البلدين مع مواجهة البلدين توترات متزايدة مع الغرب.
ولم تقم بكين بإدانة روسيا وأكدت حيادها في الصراع لكنها ظهرت كشريان حياة رئيسي للاقتصاد الروسي في مواجهة عقوبات الغرب وهو ما أثار المخاوف الأوروبية حول طموحات الصين العالمية.
وخلال اجتماعه مع وانغ في ميونخ، الجمعة، كرر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، "توقعات الكتلة بأن تمتنع الصين عن دعم روسيا".
وسعى وانغ لمعالجة المخاوف بشأن علاقات بلاده مع روسيا، وقال في ميونخ إنها تأتي كجزء من جهود بكين للتعاون مع "الدول الكبرى" لمواجهة التحديات العالمية.
وأضاف أن "روسيا هي أكبر دولة مجاورة للصين"، مكررا أن العلاقة بينهما ليست تحالفا ولا "تستهدف أي طرف ثالث".
ورفض وانغ ما اعتبرها محاولات "لإلقاء اللوم على الصين أو تحويل مسؤولية حل الأزمة الأوكرانية إلى الصين" مؤكدا أن بلاده عملت "بلا هوادة" لتعزيز محادثات السلام مشددًا على أن بكين "لا تبيع أسلحة فتاكة إلى مناطق الصراع أو أطراف الصراع" و"لن تتخلى عن جهودها" لإحلال السلام.
ويقول المراقبون إن "محاولات تخفيف المخاوف الأوروبية بشأن موقف الصين من الحرب قد يكون لها تأثير ضئيل داخل الاتحاد الأوروبي".
وقال ليو جي، زميل أبحاث في شؤون الصين بمركز تشاتام هاوس للأبحاث في لندن إنه " طالما استمرت الحرب في أوكرانيا فإن الاتحاد الأوروبي سيتجه نحو توافق أقوى مع الولايات المتحدة".
ومع ذلك قد تنجح محاولات الصين في تحقيق استقرار العلاقات مع الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي المهتمة بتعزيز العلاقات الاقتصادية وأيضا مع الدول التي تنظر بشك إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وفي جولته الأوروبية التي تشمل إلى جانب ميونيخ كلا من إسبانيا وفرنسا، قد يستخدم وانغ "عامل ترامب" للإشارة إلى أن الانحياز الكامل للولايات المتحدة ليس في مصلحة الدول الأوروبية" وفقًا لليو دونجشو، الأستاذ المساعد في جامعة سيتي في هونج كونغ.
وقال ليو "قد يشير وانغ يي إلى أنه إذا أصبح ترامب رئيسا فستكون هناك مشكلة إذا لم تكن أوروبا على علاقة جيدة مع الصين... إنه يريد إقناع الدول الأوروبية بأن تكون أكثر حيادية".
وكان ترامب خلال ولايته الأولى لم يكتف بالتعبير عن شكوكه في نظام التحالفات الأمريكية الأوروبية لكنه فرض أيضا تعريفات جمركية على الصلب والألومنيوم القادمين من أوروبا مما أدى إلى اتخاذ إجراءات انتقامية ضد البضائع الأمريكية.
والعام الماضي، أحرزت بكين بعض التقدم في تسهيل العلاقات مع الدول الأوروبية بما في ذلك زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصين في الربيع الماضي وهو التطور الذي يأمل وانغ في البناء عليه.
aXA6IDE4LjExNi4xNC40OCA= جزيرة ام اند امز