ضربة أوروبية لأنقرة.. رسوم إغراق على واردات الصلب التركي في الأفق
صناعة الصلب في الاتحاد الأوروبي تعاني من التراجع في 2019 وازداد الأمر سوءا الأن بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد
هددت المفوضية الأوروبية بفرض رسوم على واردات الصلب التركي في أحدث إشارة إلى مخاوف شركات الصلب الأوروبية مثل أرسيلور ميتال وتيسنكروب من تأثيرات واردات الصلب الرخيصة.
وفتحت المفوضية الأوروبية تحقيقا لمعرفة ما إذا كانت صادرات الصلب التركي المسحوب على الساخن إلى أسواق الاتحاد الأوروبي تنطوي على ممارسات إغراق.
- تركيا على أعتاب كارثة اقتصادية تنهي حكم أردوغان
- تركيا أسيرة الركود.. 5 مليارات دولار عجزا في المعاملات الجارية
يذكر أن قيمة سوق الصلب المسحوب على الساخن في الاتحاد الأوروبي بلغت في العام الماضي 17 مليار يورو تقريبا بحسب وكالة بلومبرج للأنباء.
ويستخدم هذا الصلب في عدد كبير من الصناعات بدءا من مشروعات التشييد وحتى صناعة السيارات. وبلغ إجمالي المعروض في سوق الصلب بالاتحاد الأوروبي خلال العام الماضي 31 مليون طن، قدمت تركيا منها حوالي 2.8 مليون طن.
وذكرت المفوضية وهي الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي في بيان رسمي، الخميس، أن التحقيق يستهدف معرفة ما إذا كانت لفائف الصلب التركي المسحوب على الساخن "تمثل إغراقا وما إذا كان هذا الأغراق سبب ضررا للصناعة في الاتحاد".
يذكر أن صناعة الصلب في الاتحاد الأوروبي عانت من التراجع في 2019 وازداد الأمر سوءا الأن بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد خلال العام الحالي.
وقبل تفشي الجائحة كانت شركات صناعة الصلب الأوروبية قد حذرت من ضعف السوق الأوروبية نتيجة فوائض الطاقة الإنتاجية للصناعة على مستوى العالم، وتداعيات الرسوم على الواردات الأمريكية من الصلب وخروج بريطاينا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق.
ويفرض الاتحاد الأوروبي منذ 2017 رسوم إغراق لمدة 5 سنوات على واردات لفائف الصلب المسحوب على الساخن من روسيا والصين وأوكرانيا والبرازيل وإيران.
يأتي التحقيق في تهمة إغراق الصلب التركي على اساس شكوى مقدمة يوم 31 مارس/آذار الماضي من اتحاد الصلب الأوروبي نيابة عن الشركات الأوروبية التي تمثل حوالي ربع إنتاج الاتحاد الأوروبي من لفائف الصلب المسحوب على الساخن.
ويعد تراجع صادرات الحديد ضربة قوية للاقتصاد التركي الذي يعاني من أزمة مزدوجة، حيث انخفضت العملة المحلية أمام الدولار إلى أدنى مستوياتها، وارتفعت نسبة التضخم بسبب سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاقتصادية الخاطئة.
وصدرت تركيا خلال عام 2018 حوالي 21.4 مليون طن حديد، وتراجعت هذه الكمية إلى حوالي (15-16) مليون طن خلال 2019، وفقا لتصريحات عدنان أرسلان، رئيس الاتحاد التركي لمصدري الحديد والصلب
وأكد عدنان أرسلان أن زيادة التدابير الحمائية تعتبر أهم عنصر كان من شأنه التأثير بالسلب على أوضاع تصدير الحديد للخارج.
كما أوضح أن اتجاه الصين إلى تصدير الحديد الذي تنتجه إلى الخارج بسبب انخفاض الطلب في السوق المحلي، يعتبر خطرا آخر بالنسبة للصلب التركي.
وأشار أرسلان أيضا أنه يتوقع حدوث انكماش بنسبة 40% في طلب الحديد والصلب داخل تركيا، بسبب التراجع الكبير في قطاع الإنشاءات.
ومنتصف مايو/آيار 2019، فرض البيت الأبيض رسوم على واردات الصلب التركية بنحو 25%. وأضاف ”الإبقاء على رسم 25% الحالي على معظم الدول ضروري ومناسب في هذا التوقيت للتصدي لتهديد الإضرار بالمصالح الوطنية“.
aXA6IDMuMTYuNjkuMjQzIA== جزيرة ام اند امز