مسار "إيفر جيفن" يكشف تفاصيل جديدة في أزمة قناة السويس

رصدت الأقمار الصناعية، صورا ومقاطع فيديو لتحركات غريبة في مسار سفينة "إيفر جيفن" العملاقة قبل دخولها قناة السويس، وجنوحها.

وأعلنت هيئة قناة السويس المصرية، الخميس، تعليق حركة الملاحة في الممر الملاحي العالمي، حتى يتم الانتهاء من تعويم سفينة الشحن العملاقة "إيفر جيفن"، التي تسببت في إغلاق القناة.

وجنحت السفينة "إيفر جيفن"، يوم 23 مارس/ آذار الجاري، وتسببت في إغلاق قناة السويس، التي تعد أحد أكثر الممرات التجارية ازدحاما في العالم، بحسب موقع "مارين فيسيل ترافيك" الألماني.

• من يتحمل تكلفة أزمة السفينة الجانحة في قناة السويس؟

إيفر جيفن هي شاحنة عملاقة تحمل علم بنما ويتم تشغليلها بواسطة شركة النقل البحرية التايوانية "إيفر جرين"، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.

وذكرت "أسوشيتد برس" أن تقريراً أولياً أفاد بأن السفينة عانت من انقطاع في التيار الكهربائي، قبل الحادث، وهذا أمر نفته شركة "برنارد شولته شيبمانجمنت" (مقرّها سنغافورة)، التي تشرف على الإدارة التقنية للسفينة، مشيرة إلى أن "التحقيقات الأولية تستبعد أي عطل ميكانيكي، أو عطل في المحرك، كسبب للجنوح".

وأعلنت شركة "إيفرجرين مارين"، وهي شركة شحن كبرى تتخذ من تايوان مقراً، وتشغّل السفينة، أن "إيفر جيفن" جنحت بفعل الرياح القوية لدى دخولها القناة من البحر الأحمر، ولكن لم تغرق أيّ من حاوياتها.

وأشارت "برنارد شولته شيبمانجمنت" إلى أن جرافات تزيل رمالاً وطيناً من حول السفينة، لتعويمها، فيما تعمل زوارق القطر، مع الرافعات الموجودة على السفينة، لتحريكها.

مسار الرحلة

يقول موقع "فيسيل فايندر" إن السفينة "إيفر جيفن" انطلقت في رحلة تجارية تشمل 5 دول بدأتها من الصين، وكان من المقرر وصولها إلى ميناء روتردام الهولندي في 31 مارس/آذار الجاري

وأوضح موقع "فيسيل فايندر" إن غاطس السفينة يصل إلى 15.7 متر، وأنها من فئة سفن الحاويات العملاقة، التي تم بناؤها عام 2018، وتتجاوز حمولتها الإجمالية 219 ألف طن.

ويصل طول السفينة إلى 400 متر وعرضها 59 مترا، بينما تصل سرعتها إلى 98 عقدة (نحو 181 كلم/ الساعة).

ويقول موقع "فيسيل فايندر": "تملك السفينة شركة "لاستر ماريتايم إس إيه" وشركة "هايجاكي سانجيو كايشا" اليابانيتان".

وأورد موقع "شيبمنت لينك" الياباني 11 محطة للسفينة "إيفر جيفن"، قال إنها قطعت 7 منها قبل وصولها إلى قناة السويس، التي شهدت جنوح السفينة العملاقة.

وفي 1 مارس/آذار الجاري، وصلت السفينة إلى ميناء شنجهاي الصيني، وبعدها وصلت إلى ميناء نينغبو الصيني، في بحر الصين الشرقي، في 4 مارس/آذار، ووصلت إلى تايبيه عاصمة تايوان في 5 مارس/آذار.

ويقول الموقع إن السفينة كانت في ميناء كاوهسيونج التايواني في 22 فبراير/ شباط الماضي، ثم توجهت إلى ميناء تشينغداو الصيني المطل على البحر الأصفر في 26 فبراير/ شباط الماضي.

ووصلت ميناء يانتيان الصيني في 7 مارس/آذار، وفي 12 مارس/آذار، وصلت السفينة إلى ميناء الحاويات العالمي تانجونج بيليباس، في ماليزيا.

وذكر الموقع أن السفينة وصلت إلى قناة السويس يوم 23 مارس/آذار الحالي، وتعرضت للجنوح أثناء عبورها المجرى الملاحي قبل أن تصل إلى وجهتها المقرر في ميناء روتردام الهولندي في 31 مارس/آذار.

تحرك غريب

نشرت وكالة "نوفوستي" الروسية صورا وفيديو يكشفان عن مسار غريب سلكته سفينة الحاويات Ever Given، العالقة في قناة السويس قبل دخولها والجنوح.

وقالت الوكالة إنه وفقا للصور اتبعت السفينة مسارا مثيرا للجدل في البحر الأحمر.

ويظهر من الصور أن السفينة الجانحة سلكت مسارا دائريا وغير مفهوم، قبل أن تدخل ممر قناة السويس.

ليست الحادثة الأولى

وذكّرت "أسوشيتد برس"، أن الحادث في قناة السويس هو الثاني الضخم الذي تواجهه "إيفر جيفن" في السنوات الأخيرة.

• قناة السويس.. الشركة المالكة للسفينة الجانحة تتحدث عن "صعوبة قصوى"

ففي عام 2019، اصطدمت السفينة، التي شُيدت في 2018، بعبّارة صغيرة راسية في نهر "إلبه" بمدينة هامبورج الألمانية. وبرّرت السلطات الأمر آنذاك برياح قوية، علماً أن الاصطدام ألحق أضراراً بالغة بالعبّارة.

إشادة عالمية بقناة السويس

أشادت شركة SMIT الهولندية واحدة من أكبر الشركات العالمية المتخصصة في مجال الإنقاذ البحري، بالإجراءات التي اتخذتها هيئة قناة السويس لتعويم السفينة الجانحة.

جاء ذلك خلال اجتماع فريق عمل الشركة الهولندية، اليوم الخميس، مع لجنة إدارة الأزمات بالهيئة لمناقشة سبل تعويم السفينة، وطرح السيناريوهات المقترحة بما في ذلك إمكانية القيام بأعمال التكريك بمحيط السفينة من خلال كراكات الهيئة.

يأتي ذلك تتويجا للتواصل والتنسيق المستمر بين هيئة قناة السويس و الخط الملاحي EVER GREEN المالك للسفينة في إطار جهود حل الأزمة وتعويم السفينة واستئناف حركة الملاحة مرة أخرى بالقناة.

ومن المقرر أن تقوم شركة SMIT الهولندية بتقديم الاستشارات الفنية للهيئة الخاصة بإجراءات تعويم سفينة الحاويات البنمية العملاقة EVER GIVEN، على أن يتم التعامل من خلال الوحدات البحرية الخاصة بالهيئة.

ويجرى العمل حالياً على القيام بأعمال التكريك بمحيط السفينة بواسطة كراكتين من كراكات الهيئة وهما الكراكة مشهور والكراكة العاشر من رمضان، فضلا عن جهود تسهيل عملية التعويم بإزالة الرمال المحتجزة عند مقدمة سفينة من خلال أربعة حفارات أرضية، كما شملت جهود التعويم، القيام بأعمال الشد والدفع للسفينة بواسطة 9 قاطرات عملاقة في مقدمتهم القاطرتين بركة 1 وعزت عادل بقوة شد 160 طن لكل منهما.

اعتذار الشركة الأم

وأعربت شركة "شوي كيسن" اليابانية، المالكة للسفينة، عن "أسف شديد للتسبّب بقلق هائل للسفن التي تسافر، أو تخطط للسفر في قناة السويس، وجميع الأشخاص المرتبطين بها"، علماً أن الحادث يهدّد الشحن العالمي.

وأشارت الشركة إلى أنها تتعاون مع شركة الإدارة الفنية والسلطات المحلية، لتحرير السفينة، مستدركة أن "العملية صعبة جداً"، حسبما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".

وأكدت الشركة أن جنوح السفينة لم يسفر عن إصابات أو تسرّب نفطي، مضيفة أن عدد طاقمها يبلغ 25 فرداً، جميعهم من الهند.

والسفينة محمّلة بالكامل بسلع استهلاكية متجهة إلى الأسواق الأوروبية، في 20 ألف حاوية شحن.

ونقلت عن مصادر في القطاع إن "شوي كيسن" وشركات التأمين على السفينة، تواجه مطالبات بتعويضات تبلغ ملايين الدولارات.

وأفادت رويترز، بأن نحو 30% من حاويات الشحن في العالم، تمرّ يومياً عبر قناة السويس، البالغ طولها 193 كيلومتراً، إضافة إلى نحو 12% من إجمالي التجارة العالمية لكل السلع.

وتعد قناة السويس ممرا ملاحيا حيويا للتجارة بين الدول الآسيوية والشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا الشمالية.

"حوت على شاطئ"

وأصدرت شركة وكالة الخليج مصر المحدودة للملاحة مذكرة لعملائها، أفادت باستمرار جهود تعويم السفينة، باستخدام زوارق قطر، مستدركة أن عملية التعويم تواجه عراقيل بسبب الرياح وحجم السفينة الضخم.

وأفادت "رويترز" بأن برمجيات تتبع السفن تُظهر 5 زوارق قطر تحيط بالسفينة، و3 أخرى تتجه نحوها. لكن نظام تحديد المواقع "جي بي إس" الخاص بالسفينة، يُظهر أنه لم تطرأ سوى تغيرات طفيفة على وضع "إيفر غيفن" في الساعات الأربع والعشرين الماضية.

ولم يستبعد بيتر بيردوفسكي، الرئيس التنفيذي لشركة "بوسكاليس" الهولندية، التي تحاول تعويم السفينة، أن "تستغرق المسألة أسابيع، بحسب الوضع".

وأشار إلى رفع مقدمة السفينة ومؤخرتها، على جانبَي القناة، وتابع: "الأمر يشبه جنوح حوت ضخم على شاطئ. إنه وزن هائل على الرمال. قد نُضطر إلى الجمع (في مهمتنا)، بين تقليل الوزن عبر نقل الحاويات والزيت والمياه من السفينة، إضافة إلى زوارق القطر وجرف الرمال"، وفق "رويترز".