"Antigym".. تمارين السعادة والطاقة تغنيك عن صالة الألعاب الرياضية
مئات المختصين المعتمدين يمارسون هذه الطريقة في أكثر من 15 بلدا، حيث يوجد في بعضها مدارس تأهيل وتدريب.
يشعر الكثير من الأشخاص بأنهم بحاجة إلى الذهاب لصالة الألعاب الرياضية لتنشيط عضلات أجسامهم قبيل العودة إلى العمل وانتهاء الإجازة، إلا أن تدريبات "Antigym" تساعدك على تحقيق ذلك حتى وإن كنت في منزلك، حيث تُعد عملا بدنيا يأتي في إطار تلبية رغبات الجسم من خلال القيام بحركات بسيطة وقوية.
وتُمثل تدريبات "Antigym" وسيلة مثالية لتحسين الحالة النفسية والبدنية، إذ إنها تساعد على تخليص أجسامنا من الضغط والتوتر اللذين يصاحبان العودة إلى العمل والمرور والالتزامات ونقص الوقت.
وقالت الخبيرة أنا بينيرو، المختصة في هذا النوع من التدريبات: "إنها لا تتطلب ممارسة شاملة ولا تحتاج إلى تحديد وقت معين ولا تمثل ضغطا إضافيا على أجندتنا، حيث يمكن أن تكون ساعة ونصف الساعة كافية أسبوعيا".
وتعد هذه التدريبات بديلا رائعا عن الذهاب إلى الصالات البدنية المعتادة، حيث تساعد على الحصول على السعادة والطاقة وتحسين المرونة والحركة والتخلص من الضغوطات، ما يسهم في الحفاظ على الفوائد النفسية للعطلات خلال جميع فترات العام.
وأوضحت الخبيرة أن مصطلح "Antigym" يعني تدريبات بدنية تؤدي إلى الشعور بالسعادة والرفاهية، كما أنها تساعد من يمارسونها على معرفة طبيعة أجسادهم.
وتم ابتكار هذه الطريقة في سبعينيات القرن الماضي بواسطة الخبيرة الفرنسية تيريزا بيرتيرات، مؤلفة كتاب "الجسم يمتلك أسبابه" والمختصة في العلاج الحركي "النفسي البدني".
ويمارس مئات المختصين المعتمدين هذه الطريقة في أكثر من 15 بلدا، بينها: ألمانيا وإنجلترا والأرجنتين وكولومبيا وإسبانيا والولايات المتحدة والسويد وأوروجواي، حيث يوجد في بعضها مدارس تأهيل وتدريب.
وقالت أنا بينيرو إنه لدى إجراء كل حركة، يتركز الاهتمام على الخبرة الحسية المكتسبة من الحركة والإنصات للجسم.
وأضافت: "لا نقترح التكرار الميكانيكي لحركة ما، لأنه بمجرد أن يُمنع الجسم من تكرار ذلك سيعود إلى عاداته القديمة"، موضحة أن إجراء تدريب ذاتي يأتي بناء على احتياجات الجسد، حيث إن إجباره على حركة معينة ضد رغبته لا يفيد كثيرا.
وأشارت إلى أنه خلال كل جلسة، يُقترح انتقاء مجموعة حركات محددة وقوية تأخذ في عين الاعتبار كل جزء من العضلات وعلاقاتها، لأن عضلاتنا لا تعمل بشكل منعزل، إنما تتحرك بشكل متشابك.
وتابعت: "تبدو الحركات بسيطة ولكن تُفاجئنا الصعوبة في إجرائها أو عدم تحريك جزء ما بالجسم من أجل محاولة القيام بها، لكن في الحال تظهر الرغبة في تعلم طريقة أفضل للتحرك".
وتُمارس تدريبات "Antigym" في مجموعات صغيرة بواسطة اتباع تعليمات تظهر على شاشة رغم أنه يمكن إجراء نفس الحركات أيضا في المكتب أو المنزل، بشكل منفرد أو وسط العائلة، بمساعدة سلسلة من الكتب أو الأسطوانات، فضلا عن مجموعة من الصوتيات المسجلة.
ويشرح كتاب "دورتي لتدريبات Antigym" آخر أعمال تيريزا بيرتيرات مع ابنتها ماريا بيرتيرات التي أخذت منها الراية في هذا المسار العلمي، 40 حركة لتأديتها في المنزل أو العمل، قبل أو بعد ممارسة الرياضة المفضلة.
وخلال التدريبات، يقوم المدرب بالاستماع إلى كل مشارك، ولا توجد مستويات ولا أي نوع من التنافسية، ولا تقييمات للأداء، وأيضا ليس من الضروري إجراء كل الحركات المقترحة.
ويقترح المدرب خلال كل جلسة حركات جديدة، مسترشدا بالدافع الطبيعي للجسم بالبحث عن الفاعلية والنشاط ومنحه الفرصة للتخلص من التوترات المتراكمة في الماضي والتي في الحاضر تحد من تحركاته أو تجعلها مؤلمة، حسبما ذكرت بينيرو.
ومن المفضل أن يتم تحديد واكتشاف ما لا يستطيع الشخص القيام به أو ما لا يجرؤ على فعله، وإدراك أن الاستفادة القصوى من أي حركة ليس الهدف، وأن يعمل كل شخص على طبيعته ويحاول الاقتراب من الحركة المقترحة واستكشاف في هذه المحاولة موارد جديدة واحتماليات للتمرين.
وبحسب بينيرو، فإن ممارسة رياضة "Antigym" تُطور بشكل جيد الانتباه والتنسيق والدقة والإنصات، وتعمل على تحرير القوة التي توجد بشكل طبيعي عالقة في التوترات غير الضرورية.
ويمكن ممارسة هذه الرياضة في صالة هادئة دون موسيقى ودون وجود مرآة باستخدام أدوات بسيطة مثل كرات صغيرة من الفلين ووسائد مليئة بالحبوب وعصي خشبية.