خبير فلسطيني لـ"العين الإخبارية": "حماس" أكثر المتضررين من التقارب التركي- الإسرائيلي
اعتبر خبير في الشأن الفلسطيني والإقليمي أن حماس هي أكثر المتضررين من التقارب الإسرائيلي- التركي الأخير.
وقال فراس ياغي، الخبير والمحلل السياسي الفلسطيني، في حديث لـ"العين الإخبارية": إن "هناك مطالب إسرائيلية واضحة تتعلق بالوجود العسكري لقيادات حماس في تركيا والتي استجابت لذلك".
وأضاف: "السلطات التركية وضعت بالفعل محددات ومحظورات فيما يتعلق ليس فقط بنشاط الحركة بل أيضا منع بعض القيادات من الإقامة على أراضيها، ومراقبة الأنشطة الاقتصادية للحركة خوفا من اتهام تركيا بدعم الإرهاب".
وشهدت الأشهر الماضية تقاربا ملحوظا بين إسرائيل وتركيا من خلال زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى أنقرة.
كما قام وفد تركي رفيع المستوى بزيارة إلى إسرائيل تلاه زيارة وزير الخارجية التركي إلى إسرائيل في أول زيارة لمسؤول في منصبه منذ 15 عاما.
وتم الإعلان خلال الزيارة عن إعادة إطلاق اللجنة الاقتصادية المشتركة وبدء إعادة صياغة اتفاق الطيران المدني بين البلدين.
ومضى الخبير الفلسطيني في حديثه: "تركيا بحثت عن مصالحها في الإقليم وانحازت لهذه المصالح والتي ترتبط بأن يكون لها دور في منظومة الطاقة والغاز وبالذات في غاز البحر المتوسط".
ولفت إلى أن "هذا الدور يدعم الاقتصاد التركي الذي يعاني من تضخم وانخفاض في قيمة الليرة، إضافة للمتطلبات الأمنية الإقليمية والتي لم تنقطع أصلا مع إسرائيل".
وأشار إلى أن "هذا كله يستدعي التقارب مع إسرائيل لكي تحصل تركيا على دور إقليمي ورضا أمريكي وأوروبي".. وإلى نص الحوار:
- إلى أي مدى تعتقد أن التقارب الإسرائيلي -التركي سيؤثر على العلاقات الرسمية الفلسطينية-التركية؟
لا أعتقد أنه سيكون هناك تأثير سلبي أو إيجابي على طبيعة العلاقات الرسمية بين فلسطين وتركيا، لأن طبيعة العلاقة مستندة إلى دعم أنقرة لقرارات الشرعية الدولية ومنظمة المؤتمر الإسلامي المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
تركيا مع عملية السلام ومع مفهوم الدولتين لشعبين والقدس الشريف عاصمة للدولة الفلسطينية، وهذا موقف ينسجم مع المواقف الرسمية الفلسطينية، إضافة لاستمرار العلاقات الثنائية بين البلدين في برامج متعددة تتمثل في دعم إنساني واقتصادي وتقديم منح طلابية في الجامعات التركية.
ببساطة أنقرة بحثت عن مصالحها في الإقليم وهي انحازت لهذه المصالح والتي ترتبط بأن يكون لها دور في منظومة الطاقة والغاز وبالذات في غاز البحر المتوسط، وهذا يدعم الاقتصاد التركي الذي يعاني من تضخم وانخفاض في قيمة الليرة التركية.
هذا إضافة للمتطلبات الأمنية الإقليمية والتي لم تنقطع أصلا مع إسرائيل، وهذا كله يستدعي التقارب مع إسرائيل لكي تحصل تركيا على دور إقليمي ورضا أمريكي وأوروبي.
- تحدث وزير الخارجية التركي في إسرائيل عن أن علاقات البلدين ستساعد الفلسطينيين.. هل ستقبل إسرائيل أنقرة كوسيط؟
إسرائيل مستعدة لسماع أي دولة لها علاقات دبلوماسية معها في أي حديث، لكن مفهوم التوسط بحاجة لدولة قادرة على التأثير على إسرائيل مثل الولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بعملية السلام والذي يعتبر احتكارا أمريكيا.
أما في أمور أخرى فتستطيع تركيا نقل رسائل بين الأطراف لا غير، وتصريحات وزير الخارجية التركية هي أماني أنقرة أكثر من كونها واقع يمكن تحقيقه، ومع ذلك كل دولة لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل تستطيع لو أرادت أن تحاول.
ولكن فيما يتعلق بتركيا فهي انحازت لمصالحها قبل أي شيء آخر وهذا لا يمكن أن يؤدي بها لأن تكون وسيطا ممكنا.
- للجانب الإسرائيلي مطالب من تركيا كوضع حماس على أراضيها.. لأي مدى تعتقد أن الحركة ستتأثر بهذا التقارب؟
أكثر المتضررين في التقارب التركي الإسرائيلي هي حركة حماس، فهناك مطالب إسرائيلية واضحة تتعلق بالوجود العسكري لقيادات حماس في تركيا والتي استجابت لذلك ووضعت محددات ومحظورات بما يتعلق ليس فقط بنشاط الحركة بل أيضا منع بعض القيادات من الإقامة في تركيا، ومراقبة الأنشطة الاقتصادية لها خوفا من اتهام أنقرة بدعم الإرهاب.
وبشكل عام يبدو واضحا وجود فتور إلى حد ما في العلاقات بين تركيا وحماس لكن لا تزال لدى أنقرة علاقات بالجناح السياسي في حماس والذي ترى فيه تركيا أنه جناح براغماتي ومستعد للتعاطي السياسي وتراهن على علاقتها فيه وسوف تستخدمه في تحقيق تقارب أكثر مع الجانب الإسرائيلي، لكن سيكون ذلك على حساب حماس وليس إسرائيل خاصة بما يتعلق بالجانب الأمني.
- ما مدى إمكانية أن تلعب تركيا دور الوسيط بين حماس وإسرائيل بما في ذلك قضية تبادل الأسرى مثلا؟
ستعلب تركيا دور الوسيط الرديف، لأنها لا تستطيع تجاوز مصر فهي الوحيدة القادرة على لعب دور الوسيط بين إسرائيل وحركة حماس وبما في ذلك تبادل الأسرى.
تركيا تحسب حسابها وفقا لتوجهاتها الجديدة في الإقليم حيث تبحث عن تحسين وترتيب جديد لعلاقاتها بالسعودية والإمارات ومصر، لذلك لن تقوم بخطوات تؤدي بها للعودة للمربع السابق.
- تحدث وزير خارجية تركيا عن حساسية بلاده إزاء ما يجري بالقدس.. لأي مدى يمكن أن يؤثر هذا على علاقات البلدين؟
تركيا ليست الدولة الوحيدة التي لديها حساسية تجاه المسجد الأقصى والقدس، لأن هذا الموضوع يشكل حساسية لكل الدول العربية والإسلامية، خاصة المملكة الأردنية الهاشمية الوصي المباشر على مجمل الأوقاف ومن ضمنها المسجد الأقصى.
لكن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يحاول تبرير التقارب بين دولته وبين إسرائيل من خلال هذا التصريح خاصة أن أنقرة حاولت سابقا أن يكون لها دور مباشر وتدخلت بشكل كبير في شؤون المسجد الأقصى وقدمت دعما ماليا كبيرا للعديد من النشاطات فيه وبالذات في شهر رمضان.
الآن التقارب التركي الإسرائيلي يتناقض مع مواقف أنقرة السابقة، لذلك جاء هذا التصريح في محاولة منه للتخفيف من حدة الانتقادات التي قد تتعرض لها تركيا، لكني أعتقد شخصيا أن هناك خطوطا حمراء تتعلق بالمسجد الأقصى وقبة الصخرة لكل الدول الإسلامية والعربية وأي تجاوز لها بالتأكيد ستؤثر على علاقات إسرائيل بالدول التي لها علاقات دبلوماسية معها وليس فقط تركيا.
aXA6IDMuMTM5LjIzNS4xNzcg
جزيرة ام اند امز