الحمار مهدد بالانقراض في مصر.. ذبح غير قانوني وتهريب غير شرعي
المكسب الكبير لجلد الحمار، الذي كان يباع حيا بمبلغ لا يتجاوز 500 جنيه، خلق حالة من الهوس بذبحه، بما يهدد انقراض هذا الحيوان.
قبل نحو عامين أعطت وزارة التجارة والصناعة المصرية موافقتها لتصدير جلود الحمير للصين، وهو القرار الذي يرى نشطاء في مجال رعاية الحيوان بمصر أن تداعياته السلبية بدأت تظهر في تناقص أعداد الحمير بشكل كبير، ربما ينذر بانقراض هذا الحيوان خلال 20 عاما على الأكثر.
وتقول دكتورة هويدا الحضري، المدير الإقليمي لجمعية رعاية الدواب، في حديثها لـ"العين الإخبارية"، إن عدد الحمير في مصر وفق إحصائية منظمة صحة الحيوان الدولية كان حوالي 3.2 مليون حمار خلال عام 2010، ومع تزايد عمليات ذبح الحمير لتصدير جلودها خلال العامين الماضيين فإنها تتوقع انقراض هذا الحيوان خلال 20 عاما على الأكثر.
وترى الحضري أن وقف التصدير الرسمي لجلود الحمير ربما ينهي عمليات الذبح غير القانوني والتهريب غير الشرعي للجلود، والذي تزايد بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، بشكل انعكس على تزايد سرقات هذا الحيوان.
وتصدر مصر جلود الحمير إلى الصين من خلال كوته رسمية أعلنت عنها وزارة التجارة الخارجية والصناعة، وهي 8 آلاف جلدة سنويا، حيث تعتبر حديقة حيوان الجيزة هي المصدر الرسمي لذبح الحمير وجمع جلودها وطرحها بمزاد علني للمصدرين، ويبلغ سعر جلد الحمار بآخر مزادات الحديقة 2200 جنيه.
وتضيف الحضري: "هذا المكسب الكبير لجلد الحمار، الذي كان يباع حيا بمبلغ لا يتجاوز الـ500 جنيه، خلق حالة من الهوس بذبحه، وهو ما حدث في دول أفريقية أخرى مثل أوغندا والسنغال وتنزانيا، فأوقفت تصدير الجلود للصين خشية انقراض هذا الحيوان".
وحذرت دينا ذو الفقار، الناشطة في حقوق الحيوان، من هذا الخطر الذي أشارت إليه الحضري، عبر صفحة دشنتها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك تحمل عنوان "ارفعوا أيديكم عن الحمار المصري".
وتقول ذو الفقار في تعليق كتبته عبر الصفحة: "عملية التهريب غير الشرعي لجلود الحمير يفوق الكوتة الرسمية، وهي 8 آلاف جلدة، أضعاف مضاعفة، وهو ما ينذر بانقراض هذا الحيوان من مصر".
وحذرت ذو الفقار من نغمة أصبحت سائدة وهي أن التوكتوك والتروسيكل (وسائل نقل شعبية) يمكنهما أن يكونا بديلا للحمار، مضيفة: "من يقول ذلك لا يعي أبعاد ما يقوله، فسوف ينعكس ذلك، ليس فقط على ما تحدثه هذه الوسائل من تلوث بيئي، ولكن سينعكس أيضا على أسعار الغذاء في مصر".
وأوضحت أن الفلاح الذي كان يستخدم الحمار في النقل، عندما يستخدم الوسائل الأخرى التي تحتاج إلى المحروقات، فإنه سيقوم بتحميل المستهلك أعباء ما يدفعه من أموال لتوفير المحروقات.
ومن جانبهم يرى خبراء الطبي البيطري أن مخاوف نشطاء حقوق الحيوان تبدو في محلها، ولكن الحل من وجهة نظرهم لا يكون في المنع ولكن بالتقنين.
وقال دكتور حسن شفيق، نائب رئيس هيئة الخدمات البيطرية السابق: "عدد الـ8 آلاف جلدة سنويا ملائم جدا، من حيث إنه يحافظ على وجود هذا الحيوان الهام، ومن ناحية أخرى يمنح البلد فرصة الحصول على العملة الصعبة من خلال تصدير جلوده للصين".
وأضاف شفيق: "بدلا من المطالبة بالمنع يجب أن نطالب بمزيد من الرقابة والضبط للسيطرة على الذبح غير الشرعي الذي يتم خارج المكان المخصص لذلك، وهو حديقة الحيوان".
وشدد شفيق على أن هذه المسؤولية لا تتحملها الخدمات البيطرية بمفردها، بل يجب أن يكون هناك توعية بمخاطر الإفراط في ذبح الحيوان، وأن تكون هناك عقوبات مغلظة على من يقوم بذلك خارج المكان المخصص للذبح.
وكانت الصين لجأت إلى التوسع في استيراد جلود الحمير من الخارج، بعد تحذير باحثين في جامعة بكين من أن الإفراط في ذبح الحمير قد يتسبب في انقراضها من الصين.
وتستخدم الصين جلود الحمير لإنتاج مادة الـ"إيجياو"، وهي مادة جيلاتينية كانت مخصصة كدواء للأسرة الملكية في الصين في العصور القديمة، ويوجد اعتقاد قديم أنها تعمل كمحفز جنسي وتعالج الأرق وتمنع ظهور أعراض الشيخوخة.
وحذرت في وقت سابق منظمة "دونكي سانكتشري" ومقرها بريطانيا من أن الهوس الصيني بمادة الـ"إيجياو" قد يعرض حيوان الحمار للانقراض.
وقالت المنظمة إن من بين 44 مليون حمار في العالم يتم ذبح نحو 1.8 مليون حمار سنويا لإنتاج الـ"إيجياو".