الصين تخطط لتربية الحمير لمواجهة حظر التصدير الأفريقي
الشركات الصينية تقيم عشرات المسالخ في أفريقيا يتم فيها ذبح آلاف الحمير يوميا لتلبية الطلب المتنامي على جلود الحمير.
تخطط الصين إلى إقامة مراكز لتربية الحمير في البلاد لتخفيف اعتمادها على الدول الأفريقية، حيث أدى الطلب المتزايد لصناعة العقاقير الطبية الصينية المصنوعة من جلود الحمير إلى تضاؤل عددها في العديد من البلدان الأفريقية مما آثار مخاوف حول انقراضها.
وكانت الصين تعتمد خلال السنوات الطويلة الماضية على شراء جلود الحمير من الدول الأفريقية، حيث تقوم بغلي تلك الجلود لاستخراج مادة "إيجياو" الجيلاتينية، والتي تُعتبر عنصرا رئيسيا في الطب الصيني، ويستخدم كدواء لعلاج نقص الدم والسعال، والآثار الجانبية للعلاج الكيماوي ومنع العقم والإجهاض.
وذكرت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية أن الطلب الهائل على الأدوية المصنوعة من جلود الحمير أدى إلى انخفاض عددها بشكل كبير في البلاد من حوالي 11 مليون في عام 1990 إلى نحو 6 ملايين في عام 2014، مما دفعها للجوء إلى الاستيراد من الدول الأخرى.
وقالت منظمة “دونكي سانكتوري” البريطانية في تقرير لها بعنوان “تحت الجلد” إن طلب الصين على جلود الحمير يصل إلى 10 ملايين كل عام، في حين أن العرض العالمي يقتصر على 1.8 مليون فقط، ومن أجل الحصول على المزيد من الجلود تعاقدت الشركات الصينية مع الدول الأفريقية لتعويض هذا العجز، الأمر الذي بات يشكل خطرا محتملا على الثروة الحيوانية من الحمير في العالم".
وكانت الشركات الصينية أقامت عشرات المسالخ في أنحاء أفريقيا، يتم فيها ذبح آلاف الحمير يوميا لتلبية الطلب المتنامي على جلود الحمير خلال السنوات الماضية.
إلا أن القارة السمراء وجدت نفسها ضحية للأغراض الصينية، حيث باتت تزداد المخاوف بشأن انقراض الحمير في البلاد، في حين أثرت أيضاً ذبح الحمير وتصدير جلودها إلى الصين على معيشة المجتمعات المحلية في القرى النائية، والتي يعتمد فيها السكان على الحمير في التنقل وحمل البضائع وتوصيل المياه.
ولذلك اتخذت بعض الدول الأفريقية مثل كينيا وبوركينا فاسو وأوغندا وتنزانيا وبوتسوانا والنيجر ومالي والسنغال إجراءات حظر تصدير جلود الحمير، أو رفع ضريبة التصدير إلى الصين، الأمر الذي دفع كبرى شركات الأدوية الصينية التقليدية إلى التفكير في الاستثمار في مراكز محلية لتربية الحمير.
وقال ليو قوانغ يوان، نائب رئيس الشركة الصينية دونجى ايجياو، الرائدة في مجال استخلاص المواد الطبية من جلود الحمير، والتي كانت تستورد أكثر من 450،000 جلد حمار سنويا، إن أسعار جلود الحمير ارتفعت بشكل كبير لتصل إلى 473 دولارا أمريكيا للحمار الواحد، إضافة إلى صعوبة الاستيراد التي باتت تواجهها الصين وقلة الكمية التي لا تكفي بالغرض.
وأضاف ليو "لذلك فإن دونجى ايجياو استثمرت في إقامة مراكز صينية محلية لتربية الحمير في 3 مقاطعات شمال الصين باستخدام التلقيح الصناعي للحمير الكبيرة جدا، التي تصل جلودها إلى أكثر من ضعف الأصناف العادية".
وبحلول عام 2020 سوف تنتج تلك المراكز الثلاثة ما يكفي من جلود الحمار لتلبية احتياجات البلاد الأساسية، دون الحاجة إلى الاستيراد من الدول الأخرى.