الأناقة ليست مكلفة بفضل المصمم العالمي عزالدين علية
عزالدين علية "كان أول من قام بتعاون مع ماركة شعبية جدا" في حين لم تكن متاجر مثل "زارا" و"إتش أند أم" موجودة في فرنسا.
في عام 1991، أحدث مصمم الأزياء العالمي عزالدين علية ثورة في عالم الأزياء الفاخرة بتقديمه مجموعة مصنوعة من قماش فيشي السميك مأخوذ من متجر "تاتي" الشعبي، ضمت حقائب وقمصانا قطنية وأحذية لهذه السلسلة الفرنسية.
عزالدين علية هو مصمم فرنسي تونسي توفي في نوفمبر/تشرين الثاني 2017.
وافتتح، الإثنين، في "جاليري علية" على هامش أسبوع الأزياء الراقية في باريس بمشاركة 37 دارا، معرض مكرس لهذا التعاون غير المسبوق الذي أتى بفضل الرسام التعبيري الجديد والسينمائي الأمريكي جوليان شنابل.
وقال مؤرخ الموضة ومفوض المعرض أوليفييه سايار: "ثمة حيز من الجرأة في فكرة أن تكون الملابس الفاخرة قادرة على الاستعانة بأي مادة. فلو أعطينا عزالدين علية "شرشف طاولة" أو ممسحة لحولهما إلى فستان سهرة أو فستان مثير للغاية. عندما نتقن القص كل شيء ممكن"، معربا عن أسفه لعدم التركيز بشكل جيد على هذه المهارة في مدارس الموضة.
وأكد أن عزالدين علية "كان أول من قام بتعاون مع ماركة شعبية جدا" في حين لم تكن متاجر مثل "زارا" و"إتش أند أم" موجودة في فرنسا.
زخارف "باريسية بامتياز"
ولم يأتِ تعاون كارل لاجرفيلد مع "إتش أند ام" الذي حظي بتغطية إعلامية واسعة، إلا في عام 2004 مع ترويجه لفكرة أنه من غير الضروري أن تكون الأناقة مكلفة.
ويضم المعرض تحت سقف "جاليري علية" الزجاجي في حي ماريه في باريس لوحات لجوليان شنابل، رسمها على قماش سميك من متجر "تاتي" مع مربعات زهرية وبيضاء شهيرة جدا، فضلا عن 27 تصميما لعلية من سراويل ولباس بحر وبزات ونظارات.
وقال كريستوف فون فيهي الرسام ورفيق عزالدين علية: "شنابل هو الذي حمّسه على العمل على هذه المادة. لم يكن عزالدين يملك استراتيجية تسويق بل كان يعمل استنادا إلى مواضيع وهذا الموضوع بالذات دخل التاريخ. وقد اعتمدته العارضات بكثير من الفرح".
وخلال رحلة له إلى باريس في عام 1990 اكتشف جوليان شنابل هذا القماش في متجر "تاتي" وشعار "الأسعار الأدنى"، وقال مستذكرا "أردت أن أنجز لوحات فرنسية وهذه الزخرفة المرتبطة ببعض الأحياء الشعبية حيث حياة الشارع نشطة وحية كان فيها الكثير من الطابع الباريسي".
وقد استوحى المصمم الشهير من سلسلة "تاتي باينتنجز" هذه فكرة تصميم مجموعة على هذا الطراز.
وقال عزالدين علية في عام 2004 بمقابلة مع صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية: "وافقت في المقابل على أن أرسم لهم حقيبة وقميصا قطنيا وحذاء رياضيا مجانا. وقد لاقى سروال الجينز والكنزة القطنية اللذان صممتهما نجاحا، لكن الأمر لا يقارن بنجاح التصاميم الخاصة بتاتي".
وكانت ستارة المنصة في عرض أزياء صيف 1991 تحمل اسم تاتي وليس علية.
حقيبة تاتي في زواج إليزابيث تايلور
وقال أوليفييه سايار "يحتاج قص سترات قصيرة وتصاميم أخرى في هذا القماش السميك إلى مهارة كبيرة. وحدهم الكبار ينجحون في ذلك".
وكانت مجموعة علية مع هذا "القماش ذي الحضور الكبير" تتنافر مع جماليات تلك الفترة وقد صورت كثيرا.
ويؤكد سايار: "في تلك الفترة، كانت الخطوط البسيطة بدأت تفرض نفسها في أوساط الموضة وكان الرمادي والبيج والأسود الألوان الطاغية".
في عام 1991، مزجت مجلة "إيل" على صفحاتها تصاميم لعزالدين علية وملابس من متجر "تاتي" فيما ظهر المغني البريطاني ديفيد بووي مرتديا سروالا قصيرا بقماش فيشي زهري.
ومن الذكريات الكبيرة من مرحلة "تاتي" التي تحدث عنها عزالدين علية "عارضة الأزياء بيتينا جرازياني التي دعيت إلى زواج إليزابيث تايلور في بيت مايكل جاكسون بكاليفورنيا وقد التقط المصورون صورا كثيرة لها وهي تحمل حقيبة يد صممتها لحساب تاتي".
aXA6IDMuMTI4LjMxLjIyNyA= جزيرة ام اند امز