زواج الأقارب سبب "بروز الفك" في أوروبا القديمة
الباحثون يوظفون 10 جراحين للوجه والفكين، لتشخيص تشوه الوجه في 66 صورة من 15 عضوا من أسرة هابسبورج.
توصلت دراسة أجراها باحثون بجامعة "سانتياجو دي كومبوستيلا" الإسبانية، إلى أن سبب "بروز الفك"، وهي الحالة الطبية المعروفة باسم "الفك هابسبورج"، قد يكون سبب ظهورها قديما هو زواج الأقارب.
وكانت أسرة هابسبورج واحدة من أكثر الأسر نفوذاً في أوروبا، وأمنت أجيال من الزواج الداخلي نفوذ الأسرة عبر إمبراطورية أوروبية شملت إسبانيا والنمسا لأكثر من 200 عام، ولكن كان نتيجة هذا الزواج الداخلي ظهور مرض "بروز الفك" أو "الفك هابسبورج"، كما يعرف طبياً.
ووفقاً للدراسة التي نشرت نتائجها، الإثنين، في مجلة حوليات علم الأحياء البشري، قام الباحثون بتوظيف 10 جراحين للوجه والفكين، لتشخيص تشوه الوجه في 66 صورة من 15 عضواً من أسرة هابسبورج.
ورغم الاختلافات في الأسلوب الفني، تتميز الصور بنهج واقعي للوجه الإنساني، حيث طُلب من الجراحين تشخيص 11 سمة من حالات التهاب الفك السفلي، والمعروفة باسم "الفك هابسبورج"، بالإضافة إلى 7 ميزات لنقص الفك العلوي، وأبرزها شفة سفلية بارزة وطرف أنفي متدلٍ.
وأعطى الجراحون درجات للحصول على درجة من تشخيص الفك السفلي ونقص الفك العلوي في كل فرد من عائلة هابسبورج.
وكانت ماري بورجوندي، التي تزوجت من الأسرة في عام 1477، أظهرت أقل درجة من كل الصفات، وكان وضوح الفك العلوي أكثر في فيليب الرابع، ملك إسبانيا والبرتغال من 1621 إلى 1640.
وتم تشخيص نقص الفك العلوي إلى أقصى درجة في 5 أفراد من العائلة: ماكسيميليان الأول (حكم من 1493)، وابنته مارجريت، وابن أخيه تشارلز الأول، ملك إسبانيا، وحفيد تشارلز، فيليب الرابع والأخير، وتشارلز الثاني.
واكتشف مؤلفو الدراسة وجود أساس وراثي مشترك بين كل الحالات، وتم حساب مدى زواج الأقارب من شجرة عائلة واسعة النطاق، بما في ذلك أكثر من 6000 فرد ينتمون إلى أكثر من 20 جيلاً، وتم إجراء التحليل لتحديد ما إذا كان متصلاً بدرجة تشوه الوجه.
واكتشف الباحثون وجود علاقة قوية بين درجة زواج الأقارب، وتشوهات الفك السفلي، وكانت العلاقة بالنقص الفكي أيضاً إيجابية، لكنها كانت ذات دلالة إحصائية فقط في اثنين من الميزات الـ7 التي تم تشخيصها.
aXA6IDMuMjM4LjgyLjc3IA== جزيرة ام اند امز