دعوات فلسطينية للوحدة قبل ساعات من نشر البيت الأبيض لـ"صفقة القرن"
الفلسطينيون يخشون من أن تقضي الخطة الأمريكية على آمال إقامة دولة متواصلة جغرافيا وذات سيادة
دعا مسؤولون وفصائل فلسطينية للوحدة الوطنية عشية نشر البيت الأبيض تفاصيل خطته لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن" يوم الثلاثاء المقبل.
وعد المسؤولون الوحدة الوطنية الفلسطينية ضرورة لمواجهة الخطة الأمريكية التي يخشى الفلسطينيون من أن تقضي على فرص إقامة دولتهم المستقلة ذات السيادة والمتواصلة جغرافيا.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن أن البيت الأبيض سينشر خطة "صفقة القرن" قبل لقائه المرتقب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعيم المعارضة الإسرائيلية بيني جانتس في البيت الأبيض يوم الثلاثاء.
وقال صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن أي محاولة أو صفقة أو إملاء يتنكر لحقيقة أن إسرائيل قوة تحتل دولة فلسطين على حدود 1967 (الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، قطاع غزة)، سيدخل التاريخ على اعتباره "احتيال القرن".
- مصدران فلسطيني وغربي يرجحان إطلاق صفقة القرن قبل نهاية يناير
- وسط تقديرات بقرب إعلانها.. "صفقة القرن" ستحسم وضع الضفة الغربية
فيما رأى منير الجاغوب، رئيس المكتب الإعلامي بمفوضية التعبئة والتنظيم لحركة "فتح"، أن "صفقة القرن هي مرحلة استعمارية جديدة تسعى الولايات المتحدة وإسرائيل إلى فرضها".
وأشار إلى أن الصفقة لا تعدو كونها صيغة للتحايل على الحقائق ومحاولة لمكافأة الجلاد على جرائمه، بينما تطلب من الضحية أن ترضى ببقائها خاضعة لإرادة المعتدي.
وأضاف الجاغوب، في تصريح لـ"العين الإخبارية": "لن تغير الصفقة من الواقع ولن تلغي حق الشعب الفلسطيني في وطنه".
وذكر مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، أن "الخطر على الأبواب، ولا بد من العمل الفوري على إنهاء الانقسام المؤذي".
وزاد: "لا بد من توحيد الصف الوطني لمواجهة صفقة القرن، وإجراءات الضم الإسرائيلية لما تمثله من خطر كبير على مستقبل وحياة الشعب الفلسطيني".
ووصف البرغوثي، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، الخطة الأمريكية بأنها "مشروع إسرائيلي عنصري صاغه نتنياهو وغُلف بغطاء أمريكي".
وأوضح أن الصفقة ليست إلا خطة لتصفية الحقوق الوطنية بما في ذلك حق الفلسطينيين في عاصمتهم القدس، وحق اللاجئين في العودة، وتكريس ضم وتهويد القدس غير الشرعي.
وتابع: "بالإضافة لنسف إمكانية قيام دولة فلسطينية، ولتشريع الاستيطان الاستعماري المخالف للقانون الدولي، والضم الإسرائيلي لمعظم الضفة الغربية المحتلة".
وأضاف البرغوثي: "بنود الصفقة ليست إلا تكريسا لنظام الأبرتهايد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، ومحاولة لفرض التطبيع مع منظومة الأبرتهايد على حساب شعبنا وحقوقه الوطنية، وأن موعد تقديمها ودعوة جانتس ونتنياهو إلى واشنطن يكشف عن محاولة ترامب لإنقاذ نتنياهو، واستخدام البطش بالحقوق الفلسطينية كوسيلة لدعم الحملات الانتخابية لترامب ونتنياهو".
- القطيعة الفلسطينية-الأمريكية بـ2019.. كرة ثلج تغذيها قرارات منحازة
- فلسطين: قرارات واشنطن بشأن القدس والمستوطنات أكبر جرائم العصر
من جانبها، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اليوم السبت، إن "صفقة القرن حلقة جديدة من حلقات التآمر على الشعب وقضيته، وهي بالطبع ستُشكّل حصيلة الاتفاقيات والمسارات العبثية للتسوية على الطريقة الأمريكية".
وحذرت الجبهة الشعبية من أن تؤدي الصفقة إلى تعزيز جرائم الاحتلال الإسرائيلي الجارية على الأرض، ومنها سياساتُ التهويد والاستيطان ومحاولات الاعتداءات المتكررة على المقدّسات، والتهديد بضم الأغوار وحصار غزة وتهويد القدس.
ودعت، في تصريح صحفي تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه السبت، إلى استثمار وحدة الموقف الرافضة للصفقة الأمريكية بالدعوة العاجلة لعقد اجتماع الإطار القيادي الذي تم الاتفاق عليه وطنيا.
وأردفت: "لا بد من مناقشة سبل مواجهة هذه الصفقة والعدوان الصهيوني الأمريكي، وصياغة استراتيجية المواجهة الشاملة القادرة على تفعيل كل أشكال المقاومة للتصدي للصفقة، بما يؤسس لشقِّ مسارٍ سياسيٍّ جديدٍ قائم على التمسك بالثوابت والحقوق؛ بعيداً عن اتفاقية أوسلو والتزاماتها الأمنية والسياسية والاقتصادية".
ويترقب الفلسطينيون بقلق نشر البيت الأبيض لتفاصيل خطته لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن" يوم الثلاثاء المقبل.
وأبلغ مسؤول في الرئاسة الفلسطينية "العين الإخبارية" بأن الرئيس محمود عباس سيدعو فور نشر البيت الأبيض الخطة إلى سلسلة اجتماعات قيادية لاتخاذ موقف من هذه الخطة.
ونوه المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لحساسية القضية، بأن الرئيس عباس سيسعى إلى مواقف عربية وإسلامية ودولية مؤيدة للموقف الفلسطيني من هذه الخطة.
وكشف المسؤول الفلسطيني النقاب عن الخطة، مشيراً إلى أن عباس طلب من زعماء التقى معهم مؤخرا بمن فيهم الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين مساندة الموقف الفلسطيني من الخطة الأمريكية.
ولفت إلى أنه تم الطلب من الزعماء مواجهة الخطة الأمريكية القادمة واعتبارها خارجة عن الشرعية الدولية.
وتجري مساعٍ للاتفاق معهم على التمسك بالشرعية والمرجعيات الدولية والقانون الدولي وعدم القبول بالخطة الأمريكية كمرجعية جديدة لعملية السلام.
وأضاف: "تم التأكيد على ضرورة رفض الاستيطان والضم الذي تقوم به إسرائيل وفق الخطة الأمريكية".
وفي هذا الصدد، فقد كتب حسين الشيخ، رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية، في تغريدة على "تويتر": "لم يكن هناك أي حديث مع الإدارة الأمريكية بشأن خطة العصر لا جزئيا ولا بإسهاب. والصفقة مرفوضة جملة وتفصيلا وسيقاومها شعبنا وسيسقطها كما أسقط كل مؤامرات التصفية لقضيتنا الوطنية، وحال الإعلان عنها ستجتمع القيادة الفلسطينية وتتخذ القرارات المناسبة مع حجم هذه المؤامرة".
وأضاف الشيخ، وهو من الدائرة الصغيرة المقربة من الرئيس الفلسطيني: "صفقة القرن بدأت بقرارات الإدارة الأمريكية التي تجاوزت الشرعية الدولية وحل الدولتين؟! في موضوع القدس والاستيطان وحدود ١٩٦٧!!!!! ماذا تبقى من صفقة القرن لننتظره؟!".
ويخشى الفلسطينيون أن تكون الخطة الأمريكية غطاء لضم إسرائيلي للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وغور الأردن وشمال البحر الميت.
وما عزز من هذه المخاوف هو تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أشار فيها إلى أن الخطة تسمح لإسرائيل بضم غور الأردن والمستوطنات في الضفة الغربية.
ولكن الرئيس الأمريكي قال للصحفيين، مساء الخميس، إن الخطة إيجابية للفلسطينيين.
وقال بهذا الشأن: "تحدثنا إليهم لفترة وجيزة، لكننا سنتحدث إليهم بعد فترة من الزمن. إن لديهم الكثير من الحوافز للقيام بذلك. أنا متأكد من أنهم قد يتصرفون بشكل سلبي في البداية، ولكنها في الواقع إيجابية للغاية بالنسبة لهم. لكن لديهم الكثير من الحوافز للقيام بذلك".
وأضاف: "إنها خطة رائعة، بصراحة إنها خطة رائعة. إنها خطة ستنجح فعلا".
وكانت القيادة الفلسطينية أوقفت في نهاية عام 2017 اتصالاتها السياسية مع الإدارة الأمريكية إثر قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها.
ومنذ ذلك الحين، فإن القيادة الفلسطينية ليست على علم بما سيأتي بمحتوى هذه الخطة إلا ما تسمعه من أطراف على اتصال بالإدارة الأمريكية.
aXA6IDMuMTQyLjE1Ni41OCA= جزيرة ام اند امز