هروب رضوان فايد.. تحذيرات مسبقة للسجن وقائد الطائرة يروي التفاصيل
لا تزال وقائع وتفاصيل حادث هروب المجرم الأخطر في فرنسا من أحد سجونها، على طريقة أفلام هوليوود، تزداد إثارة يوما بعد يوم.. ما الجديد؟
لا تزال وقائع وتفاصيل حادث هروب رضوان فايد، المجرم الأخطر في فرنسا من أحد سجونها، على طريقة أفلام هوليوود، تزداد إثارة يوماً بعد يوم كلما تكشف تفاصيل جديدة، وجوانب مختلفة من القضية.
ففي الوقت الذي أعلنت فيه السلطات الفرنسية حالة استنفار، وقامت بنشر نحو 3 آلاف من قوات الأمن للبحث عن المجرم الأخطر الهارب من أحد أكبر سجون فرنسا، سجن "رو" من سان إي مارتان"، المحكوم عليه بنحو 30 عاماً، كشف أحد حراس السجن وثائق لمراسلات بشأن معلومات عن هروب المجرم وأنه طالب بنقله إلا أن إدارة السجن لم تلبِ الطلب.
- رضوان فايد.. معلومات جديدة عن "الدماغ" أخطر مجرمي فرنسا
- بالفيديو.. لحظة هروب رضوان فايد من سجنه على الطريقة الهوليوودية
وذكرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن أحد الحراس حذر السجن من مخاطر قبل 9 أيام، وطالب بنقله إلى سجن مجهز، وبالفعل قامت إدارة السجن في باريس مخاطبة الإدارة العامة للسجون المركزية الفرنسية، إلا أنها رفضت في الوقت الحالي لخطورة نقل مجرم على درجة عالية من الخطورة، وكان من المقرر نقله إلى سجن "ديجون" في سبتمبر/أيلول المقبل.
وكانت إدارة السجن في باريس قبل 9 أيام من الهروب، حذرت الإدارة العامة للسجون المركزية من خطر وقوع "حوادث وشيكة" من قبل ذلك السجين، لكون درجة الحراسة في ذلك السجن ليست محكمة بما فيه الكفاية.
ونشرت الصحيفة الفرنسية وثيقة لمقتطفات من مراسلات البريد الإلكتروني لإدارة سجن باريس، التي قالت فيها "ينبغي نقل المسجون لأسباب حرجة، لأنه لا يجب أن يترك رضوان في ذلك السجن، لكونه يمثل تهديداً خطيراً على الحراس والموظفين، ولا بد من نقله إلى سجن أكثر إحكاماً وتأميناً، خاصة أن ذلك المجرم نجح في الهروب منذ نحو 5 سنوات عن طريق تفجير السجن، وتسبب في مقتل شرطية".
في المقابل، ردت إدارة السجون المركزية قائلة "نقل مجرم خطير كهذا لا يعقل وينطوي على مخاطر جسيمة للحراس القائمين على عملية النقل"، وبعد عدة مراسلات وإصرار إدارة سجن باريس، ردت إدارة السجون المركزية بأنه" ليس متاحاً في الوقت الحالي نقله، ولكن يمكن أن يتم ذلك في سبتمبر/أيلول المقبل بعد قيام الاستعدادات اللازمة".
وعقب ذلك الرد المحبط أجابت إدارة سجون باريس في استهجان وكأنه يتنبأ بما سيحدث "نحن لن نتحرك إلا في حالات الطوارئ، وغداً سنتحرك بعد وقوع الحدث"، حسب الصحيفة.
من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي، إدوارد فيليب، أن الأولوية في الوقت الحالي تحديد موقع الهارب وإعادته إلى السجن، مشيراً إلى إعلان حالة استنفار أمني، ونشر أكثر من 2900 رجل أمن من الشرطة والدرك للبحث عن فايد وشركائه الثلاثة في جميع أنحاء البلاد.
شهادة سائق "الهليكوبتر"
حول وقائع الحادث، كشفت التحقيقات أن العصابة التي قامت بتهريب رضوان فايد اتخذت قائد الطائرة المروحية رهينة وأجبرته على القيادة تحت تهديد السلاح لاقتحام السجن، ثم أطلقت سراحه.
ونقلت إذاعة "أر تي إل" الفرنسية عن قائد الطائرة ستيفن باي، شهادته حول الواقعة خلال مقابلة حصرية، قائلاً: "حياتي كانت تسير بشكل جيد حتى ليلة الحادث (...)، لا أزال تحت تأثير الصدمة وأشعر بالإجهاد".
وأضاف "رجلان اتخذاني رهينة في 1 يوليو/تموز، وأعتقد أنها المرة الثانية أو الثالثة التي رأيتهم فيها"، إذ كانوا يحضرون للتدريب على الطيران".
وتابع: "عمر أحدهما في العشرينيات، والآخر في الخمسينيات.. كنت أظنهما أبا وابنه".
ومضى قائلاً: "كان الرجلان مطلعين على طريقة الطيران التي أتبعها بشكل جيد، كأنهما قضيا 3 آلاف ساعة طيران.. وطلبا أن أطير بطريقة معينة في الطبقة الثانية من الجو، وعندما رفضت لأن عمود الهواء لم يكن مناسباً في ذلك اليوم، هدداني بطريقة عنيفة، مع تصويب البندقية على رأسي، حتى اضطررت لمجاراتهما، ولم يكن لدي خياراً آخر".
وعندما حاولت أن أتبع مساراً مختلفاً عما طلباه ضرباني بعنف أكبر، وطلبا مني الهبوط مرة أخرى وقاما بتحميل معدات ثقيلة وأسلحة وبعد ثوان انضم إليهما ثالث لم أره من قبل، ثم طلبوا مني وضع قناع على وجهي، ونظرت خلفي وجدتهم يعدون معدات ثقيلة.
وأجبروني على التحليق على مستوى منخفض جداً حتى اقتربنا من السجن، وطلبوا مني الهبوط، لم أشهر حينها بالخطر، كنت أركز فقط على القيادة فقط، وأعلم جيداً أن ذلك السجن هو الوحيد الذي ليست لديه شبكة مضادة للطائرات.
ونزل رجلان لإحضار رضوان فيما تركا ثالثاً للاستمرار في تهديدي، وعندما حضر رضوان ظل صامتاً طوال الرحلة، ولم أتعرف على هويته إلا من وسائل الإعلام.
وبعد نحو 10 دقائق من عملية التحليق في مستوى وقود منخفض، على بعد أمتار من السجن، أوقفوا المروحية وقفزوا منها وأضرموا فيها النيران.
من جهتها، أشارت إذاعة "أر تي إل" الفرنسية إلى أن واقعة هروب فايد جاءت نتيجة فشل المراقبة داخل السجن.
التشويش على الهواتف واستبعاد استقالة الوزيرة
بدورها، طالبت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبن باستقالة وزيرة العدل الفرنسية نيكول بينلوبي، من منصبها لتقصيرها في عملية تأمين السجن.
في المقابل، استبعدت بينلوبي تقديم استقالتها، مشيرة إلى أن حظر الهواتف المحمولة للمساجين مطبق رسمياً بالفعل، إلا أنه تدخل لهم بطرق غير مشروعة، لذا سيتم التشويش على إرسال الهواتف المحمولة بأكملها داخل السجون بدءا من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، كما ستحصل على العناصر الضرورية في التحقيقات بشأن الهروب قبل 14 يوليو/تموز المقبل.
من جانبها، نقلت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية عن مصدر قضائي، قوله إنه "تم إطلاق سراح شقيق رضوان، الذي يدعى إيراهيم، المتحفظ عليه منذ الهروب المسلح لشقيقه من سجن "رو".