مسؤول بـ«الفاو»: COP28 فرصة لتعزيز تحول النظم الغذائية الزراعية (حوار)
زيتوني ولد دادا: أكثر من 800 مليون شخص يعانون من الجوع
تبقّت أيّام قليلة على انطلاق مؤتمر الأطراف COP28 في دبي، ومن بين ملفات عديدة مهمة، يحظى ملف «الأمن الغذائي وتحويل النظم الغذائية» باهتمام خاص هذا العام.
وكانت دولة الإمارات العربية قد أطلقت بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية مبادرة "الابتكار الزراعي للمناخ"، في عام 2021، لتشجيع الزراعة الذكية مناخياً، وابتكار نظم غذائية قادرة على مواجهة آثار التغير المناخي.
وقد قامت "العين الإخبارية" بإجراء حوار مع الدكتور زيتوني ولد دادا، نائب مدير مكتب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو» لتغير المناخ والتنوع البيولوجي والبيئة، وتطرق الحوار إلى أهم القضايا التي سيناقشها COP28، ومخاطر تغير المناخ على الغذاء، وأهمية التحول السريع للنظم الغذائية المستدامة.
وإلى نص الحوار:
- ما أبرز الملفات التي سيناقشها COP28؟
هناك ملفات عديدة أهمها خفض الانبعاثات الكربونية لأنها آخذة في الازدياد. لذا؛ يجب أن تكون لدينا مبادرات وأهداف طموحة لتحقيق ذلك، وكذلك دعم التكيف لأنه الآن ليس لدينا خيار آخر.
من الملفات المهمة أيضاً تعزيز وتوفير التكنولوجيا والابتكار لأن لها دورا خاصا في خفض الانبعاثات وأيضاً في تحقيق التكيف، إضافة إلى ملف "التمويل المناخي" لأن الدول المتقدمة وعدت بتحقيق 100 مليون دولار سنوياً لكنها حتى الآن لم تحقق هذا الهدف.
أيضاً نتطلع في COP28 إلى رفع طموحات الدول في خططها المناخية لأن المستوى الحالي غير كافٍ للحد من درجة حرارة الأرض حتى لا تتخطى 1.5 درجة مئوية، كما نتطلع إلى مناقشة تسريع الانتقال إلى الطاقة المتجددة، وتعزيز النظم الغذائية المرنة أمام تغير المناخ، وفي هذا السياق، نرحب بجهود دولة الإمارات في منحها الأولوية لتحويل النظم الغذائية ومواجهة آثار تغير المناخ على الغذاء، لذا تم تخصيص يوم 10 ديسمبر/كانون الأول المقبل لمناقشة قضايا الأغذية والزراعة والمياه.
- هل هناك مبادرات متعلقة بالغذاء وتغير المناخ سيتم إطلاقها خلال المؤتمر؟
دولة الإمارات ستطلق مبادرة لتعزيز النظم الغذائية يوم 1 ديسمبر/كانون الأول، لأن هناك حاجة كبيرة إلى تطويرها لتكون أكثر فعالية واستدامة، ولتصبح جزءا أساسيا من الحلول التي نحتاج إليها لمعالجة الأزمات المتواصلة مثل تغير المناخ وتدهور التنوع البيولوجي وأزمة نقص المياه وتدهور التربة.
وفي هذا السياق نحن نحتاج إلى تنويع إنتاج الغذاء وهذه المبادرة التي ستطلقها دولة الإمارات خلال اجتماع رؤساء الدول ستسلط الضوء على أهمية وتعزيز النظم الغذائية لنستطيع تقليل نسبة الجوع في العالم وتأمين الأمن الغذائي.
هناك للأسف 800 مليون شخص في العالم يعانون من الجوع، كما أن هناك تلوثا ناتجا عن النظم الزراعية التقليدية التي تنتج انبعاثات كربونية عالية تسهم في زيادة أزمة تغير المناخ. لذا؛ فإن التحول إلى نظم غذائية مستدامة يمثل فرصة للاستثمار في العلوم والتكنولوجيا والابتكار، ودعم ممارسات الزراعة الذكية مناخيا، إضافة إلى خلق الوعي العام فيما يخص النظم الزراعية، والعمل على دعم الأمن الغذائي لجميع الناس حول العالم.
-كيف تضاعفت تأثيرات تغير المناخ على الأمن الغذائي في السنوات الأخيرة؟
الأمن الغذائي في العالم بأكمله يواجه تهديدات كبيرة بسبب أزمات متشابكة ومعقدة مثل أزمة تغير المناخ، وأزمة الطاقة، وجائحة كوفيد-19، والنزاعات ومن ضمنها الحرب الأوكرانية، وأيضاً أزمة نقص التنوع البيولوجي. وكشف تقرير «الفاو» حول حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم، أن هناك تقريباً 800 مليون شخص يعانون من الجوع، و122 مليون شخص إضافي دُفعوا إلى الجوع منذ عام 2019 -أي منذ جائحة كوفيد-19.
ومن المتوقع أن يعاني نحو 600 مليون شخص من الجوع بحلول 2030 وهذا يعكس التحدي الهائل الذي يواجه العالم للحد من الجوع، لا سيما في الدول النامية وخاصة في القارة الأفريقية التي تعد الأكثر تأثراً بتغير المناخ.
في الوقت نفسه، زيادة عدد السكان في العالم تعني الحاجة إلى مضاعفة إنتاج الغذاء، لأنه سيكون هناك ضغط كبير على الموارد الطبيعية واستغلال الماء والتربة لإنتاج المزيد من الغذاء.
- ما أهمية تفعيل صندوق الخسائر والأضرار في COP28؟
تفعيل هذا الصندوق من أهم الموضوعات التي ستطرح على أجندة COP28 لأن الدول المتأثرة تنتظر هذا القرار لتستطيع مواجهة آثار تغير المناخ، ولاحظنا هذا العام تزايد موجات الحر والفيضانات في العديد من الدول مثلما حدث في ليبيا التي شهدت كارثة إنسانية، لذا من المتوقع أن يحدد هذا المؤتمر تفاصيل هذا الصندوق وتشكيل لجنة انتقالية لوضع الإجراءات والتدابير اللازمة.
في السياق ذاته، ما زالت هناك العديد من الأسئلة حول تحديد من سيساهم ومن سيستفيد من هذا الصندوق، لذا ننتظر أن تكون هناك نتائج إيجابية بعد المفاوضات التي سيشهدها COP28.
- كيف يمكن دعم النظم الغذائية لتصبح أكثر مرونة مع تغير المناخ؟
قطاع الزراعة هو أول قطاع يتأثر بظواهر الطقس المتطرفة الناتجة عن تغير المناخ مثل الجفاف والعواصف والفيضانات، وينعكس ذلك على الأمن الغذائي وسبل العيش، لذا فإن مؤتمر COP28 يمثل فرصة لتحويل النظم الزراعية لتصبح أكثر مرونة، وللتركيز أيضاً على احتياجات الدول العربية بصفة خاصة، في ضوء أن المستضيف للمؤتمر هي دولة عربية، إضافة إلى فرصة خلق مشاريع قابلة للاستثمار فيها، وتعزيز وبناء القدرات المحلية، ومساعدة المزارعين بشكل عام، خاصة المزارعين الصغار.
- هل هناك إجراءات أخرى تطالب بمناقشتها في COP28؟
من المهم جدا زيادة ضخ الاستثمارات في نظم الإنذار المبكر لبناء تكيف أكبر مع تغير المناخ، كما يجب أن تكون هناك حملة لتوعية المواطنين بمخاطر تغير المناخ، ولتغيير سلوك الأفراد، بالتزامن مع دعم الإرادة السياسية القوية للنظم الزراعية، والمزارعين الصغار، مع تعزيز دور المجتمع المدني لمواجهة تغير المناخ.
aXA6IDMuMTQyLjIwMS45MyA=
جزيرة ام اند امز