"الفار" ضد "الشلفوح".. الغرب الليبي يكتوي بنار المليشيات
تجددت المناوشات بين المليشيات المسلحة بمناطق غرب ليبيا، في إطار صراع محتدم على النفوذ.
وأكدت مصادر أمنية ليبية أن مناوشات تجددت اليوم الجمعة بين المليشيات في مدينتي العجيلات وجنوبي، غربي العاصمة طرابلس.
وأوضحت المصادر لـ"العين الإخبارية" أن المناوشات في مدينة العجيلات الليبية استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وسط تحشيد من مليشيا الشلفوح ومليشيا الفار.
وأضافت المصادر أن اشتباكات أخرى تجددت بين مليشيات مجموعة "444" التابعة لمليشيات الردع، ومليشيات الجويلي في منطقة العزيزية وورشفانة تحت ستار الحرب على مجموعات تهريب البشر والوقود والمخدرات من الجنسيات الأفريقية.
وترى المصادر أن هذه المناوشات والتحشيدات في باطنها حرب إزاحة للمليشيات ونزاع على السيطرة والنفوذ تقف وراءه تركيا، ويستهدف مناطق الغاز التي تعمل بها شركات إيطالية.
حرب الفار مع الشلفوح
وفي وقت سابق هاجمت مليشيا محمد بحرون الملقب بـ"الفار" التابعة لمدينة الزاوية والمقربة من الإخواني خالد المشري، رئيس ما يعرف بـ"المجلس الأعلى للدولة"، ومليشيا محمد بركة الملقب بـ"الشلفوح" والتابعة لمدينة العجيلات.
و"الفار" متهم في العديد من القضايا الجنائية، ولا تزال التحقيقات في غالبيتها مستمرة، ورغم ذلك عينته وزارة الداخلية بحكومة فايز السراج السابقة رئيسا للبحث الجنائي بمدينة الزاوية.
ويقود "الفار" أكبر مليشيات مدينة الزاوية، ويتهم بارتكاب عدد من الجرائم على رأسها التعاون مع أفراد منتسبين لتنظيم "داعش" قبل انهياره في صبراتة، وهو المطلوب رقم 6 في قضية تحمل قم 131 لعام 2017/إرهاب، المنظورة لدى النائب العام.
ويتولى "الفار"، منذ مطلع 2017، تأمين الطريق الساحلي بتكليف من السراج عقب الهجوم المسلح على تمركزات الحرس الرئاسي غربي الزاوية.
تدخلات بلا جدوى
وأدى تجدد الاشتباكات بين مليشيات الغرب الليبي، منذ الإثنين الماضي، إلى أعمال نهب وحرق لممتلكات المواطنين وترويع الآمنين، في مدينة العجيلات غربي ليبيا.
ورغم إصدار المجلس الرئاسي تعليماته إلى وزارة الداخلية ورئاسة الأركان العامة بالمنطقة الغربية باتخاذ الإجراءات الحازمة لوقف هذه الاشتباكات في المدينة إلا أنها تتجدد من وقت لآخر.
كما طالب النائب العام الليبي المستشار الصديق الصور بضرورة إدخال قوة شرطية إلى المدينة بسرعة بعد ارتفاع معدل الأفعال الإجرامية في المدينة بينها القتل والحرابة والخطف والإخفاء القسري والتعذيب وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة وتهريب المحروقات.
معضلة المليشيات
ولا تزال معضلة المليشيات تواجه الدولة الليبية خاصة مع تلقي الأولى دعما من بعض الدول الإقليمية والدولية رغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار والاتفاق السياسي القاضي بحل المليشيات ونزع سلاحها.
ولم يسلم من تهديد المليشيات وسطوتها في الغرب الليبي أحد، فقد سبق واقتحمت مقر المجلس الرئاسي للضغط على رئيسه محمد المنفي لإلغاء قرارات اتخذها، كما سبق وفعلت الشيء نفسه مع سلفه فايز السراج الذي استجاب لها وعين بعض قياداتها في مناصب عليا والبعثات الدبلوماسية بالخارج.
aXA6IDMuMTQ3LjY1LjExMSA= جزيرة ام اند امز