دعم المزارع يدمر البيئة ويهدد المناخ
دراسة حديثة تحذر من أن الدعم العالمي للمزارع الذي تبلغ قيمته نحو 700 مليار دولار يدمر الحياة البرية ويفاقم أزمة المناخ.
حذرت دراسة حديثة من أن الدعم المالي العالمي للمزارع، يدمر الحياة البرية ويفاقم أزمة المناخ بما يهدد أمن مليارات من البشر.
وقالت الدراسة التي أجراها "ائتلاف الأغذية واستخدام الأراضي" (فولو)، ويضم 30 منظمة دولية، إن شعوب العالم تقدم أكثر من مليون دولار في الدقيقة لدعم المزارع العالمية.
ووجد تحليل أجرته الدراسة أن 1٪ فقط من إجمالي مبلغ 700 مليار دولار، تقدم للمزارعين حول العالم سنويا تستخدم لصالح البيئة، وبدلاً من ذلك فإن أغلبها يشجع إنتاج الماشية عالي الانبعاثات، وتدمير الغابات، والتلوث الناجم عن الإفراط في استخدام الأسمدة.
وأشارت الدراسة إلى أن أمن البشرية في خطر دون إصلاح هذا الدعم، واتخاذ تدابير لخفض كبير في معدلات أكل اللحوم في الدول الغنية وغيرها من الاستخدامات الضارة للأراضي.
واعتبر أن إعادة توجيه هذا الدعم لتخزين الكربون في التربة، وإنتاج أغذية صحية، وخفض النفايات، وزراعة الأشجار يمثل فرصة هائلة.
ورفضت الدراسة فكرة أن الدعم مطلوب لتوفير الغذاء الرخيص، مؤكدة على أن تكلفة الأضرار التي تسببها الزراعة حاليا أكبر من قيمة الأغذية المنتجة.
وأشارت تقييمات الدراسة إلى أن إنتاج الغذاء الصحي المستدام من شأنه أن يخفض أسعار المواد الغذائية، جراء تحسن حالة الأرض.
وقال جيريمي أوبنهايم، مدير (فولو)، الذي أجرى الدراسة بالتعاون مع مجموعات البحوث الغذائية والزراعية: "هناك استهداف مباشر صغير بشكل لا يصدق (من خلال الدعم) للنتائج البيئية الإيجابية، وهو أمر مجنون.. يتعين علينا تحويل هذه الإعانات إلى تدابير إيجابية صريحة".
ورجح أن يصل إجمالي الإنفاق العالمي الحقيقي على الدعم إلى تريليون دولار سنويًا، حيث يصعب تحديد حجم بعض الإعانات بدقة.
وأردف: "مبلغ التريليون دولار هذا من التمويل العام متاح وهو وسيلة ضخمة ومحفزة لتحفيز المجتمع الزراعي في جميع أنحاء العالم على العمل بشكل مختلف".
وخلصت سلسلة دراسات أجرتها 130 أكاديمية وطنية للعلوم والطب في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إلى تعطل نظام الأغذية في العالم، وهو ما يقود الكوكب نحو كارثة مناخية ويخلف مليارات البشر الذين يعانون من نقص التغذية أو زيادة الوزن.
ووجد تقرير آخر أن تجنب استهلاك اللحوم والألبان هو أكبر وسيلة لتقليل التأثير البيئي للبشر على الكوكب، حيث تستخدم الماشية 83٪ من الأراضي الزراعية لإنتاج 18٪ فقط من السعرات الحرارية.
وأكدت الدراسة أن تحويل أنظمة استخدام الغذاء والأراضي في العقد المقبل فرصة رائعة، يمكن أن تجني عائدا أكثر من 15 أضعاف تكاليف الاستثمار المطلوبة، التي تقدر بأقل من 0.5 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.