الموضة تنتصر.. كيف تفوق برنارد أرنو على إيلون ماسك وأصبح أغنى رجل بالعالم؟
نجحت الموضة في أن تتصدر المشهد بعد أن احتل أحد رموزها البارزين عرش أغنى رجل في العالم، وهو برنارد أرنو وعائلته، متفوقا على إيلون ماسك.
ما أصاب أسهم التكنولوجيا عالمياً، دفع صحيفة “ذي غارديان” البريطانية على القول في تقرير لها نشر مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، إن “فقاعة شركات التكنولوجيا انفجرت”!.
وبرنارد أرنو، الملياردير الفرنسي البالغ من العمر 73 عاماً، وهو مؤسس ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة لويس فيتون (LVMH) المختصة ببيع السلع الفاخرة، وتمكن هو عائلته من اعتلاء عرش أغنياء العالم بإجمالي ثروة تقدر 176.4 مليار دولار، أن يتفوق على إيلون ماسك البالغ من العمر 51 عاماً ومصنف ثاني أغنى رجل في العالم بثروة 146.5 مليار دولار، بحسب قائمة فوربس اللحظية للأغنياء حول العالم.
ويعود ارتفاع أسهم الأزياء والموضة والسلع الفاخرة إلى توجه الأشخاص لادخار أموالهم في العلامات التجارية الفاخرة، وخصوصا التي ترتفع قيمتها مع مرور الوقت مثل الساعات الرولكس، والماركات العالمية الشهيرة والنادرة.
ومُنيت شركات التكنولوجيا بخسائر مليارية خلال 2022، بلغت 156 مليار دولار منذ مطلع 2022 وحتى منتصف يوليو/تموز الماضي.
ومطلع عام 2022، كان مؤشر ناسداك لأسهم التكنولوجيا يحوم فوق 15.500 ألف نقط، أما اليوم، يحوم حول 11.600 ألف نقطة، فاقداً نحو ثلث قيمته منذ ذروته التاريخية عند 16.659 ألف نقطة المحققة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011.
ورغم أن التكنولوجيا كانت بمثابة المنقذ لملايين المستخدمين حول العالم خلال عام 2021 عندما انتشرت جائحة كوفيد- 19، فلجأ الجميع إلى التكنولوجيا وأدواتها للتواصل والتسوق والعمل من الخارج والترفيه، بأشكال غير مسبوقة.
لماذا انهارت أسهم التكنولوجيا
والصعود الصاروخي لأسهم التكنولوجيا في عام الجائحة دفع عمالقة التكنولوجيا إلى تنمية أعمالهم تنمية غير مسبوقة، إما من ناحية التشغيل، أو الاستثمارات، أو التوسعات، أو الديون والتطوير، لكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، ليبدأ عام 2022 بحرب غير متوقعة بين روسيا وأوكرانيا، جرّت في ذيلها النمو العالمي إلى خانات الركود والتضخم، ما دفع المستهلكين على مستوى العالم إلى موجة تقشف غير مسبوقة، نالت من قطاع التكنولوجيا أولاً.
وثمة سبب آخر لانهيار القطاع عالميا وتراجع شركات التكنولوجيا يكمُن في رفع الفائدة الأمريكية التي وصلت إلى 4.5% بعد زيادة ديسمبر/ كانون الأول الأخيرة، ودفعت كثيراً من المستثمرين إلى التخلي سريعاً عن أسهم التكنولوجيا “الخاسرة” حالياً، لتوجيه استثماراتهم نحو أصول مضمونة أكثر وأكثر ربحية، سواء في السندات أم حتى في الملاذات الآمنة وعلى رأسها الدولار والذهب.
وبناء على ما سبق تأثرت شركات التكنولوجيا بشكل فوري، وبدأت تتعرض لخسائر غير مسبوقة، وتبدأ موجة تسريحات لم يشهدها القطاع من قبل.
وتوقعت صحيفة “فايننشال تايمز” الأمريكية انخفاض أرباح شركات التكنولوجيا العملاقة بنسبة 5%، وهي الخسائر التي ينتظر تفاقمها إلى 20% في الشركات التي تعتمد على أرباح الإعلانات عبر الإنترنت أو التجارة الإلكترونية اعتماداً أكبر.
وانهار العديد من أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى خلال الأسبوع الثاني من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، مع ظهور تراجع في الأرباح خلال العام بأكمله، إذ كان أداء “الأسهم العالية النمو” (سابقاً) أقل بكثير من أداء السوق، أو حتى مقارنة بأدائها خلال الأعوام الماضية.
وانخفضت أسهم شركة “ميتا” المالكة لتطبيق فيسبوك بنحو 70% منذ بداية العام، بما في ذلك انخفاض قدره 24% يوم الخميس الماضي وحده، في أعقاب الإعلان عن انخفاض الإيرادات في الربع الأخير، واحتلت “ميتا” الآن قمة الشركات الأسوأ أداءً، وكانت من أسوأ خمسة أسهم على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في عام 2022 إجمالاً.
وتعافت شركة البث العملاقة “نتفليكس” إلى حد ما بعد احتلالها مرتبة الأسوأ أداءً على مؤشر ستاندرد آند بورز 500، لكنها ما زالت متراجعة بنحو 50% منذ بداية العام حتى الآن، بعدما أصيب المستثمرون بالذعر على مدار ربعين متتالين من خسائر كبيرة للشركة، وتجري الآن محادثات غير رسمية لاستحواذ شركة مايكروسوفت عليها.
تسلا تسقط في بئر الخسائر
تكبدت أسهم شركة Tesla أسوأ أداء أسبوعي منذ مارس آذار 2020 لتفقد 85 مليار دولار من قيمتها السوقية، وسط مخاوف المستثمرين حول مستقبل الشركة.
وأنهى سهم شركة السيارات الكهربائية جلسة الجمعة الثالث والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول عند أقل مستوى في أكثر من عامين لتهبط القيمة السوقية دون 400 مليار دولار.
وتراجع سهم الشركة بنحو 18% هذا الأسبوع.
وكانت القيمة السوقية لـ Tesla عند 1.2 تريليون دولار مطلع العام الجاري، ويعادل التراجع في القيمة السوقية بنحو 800 مليار دولار إجمالي قيمة أكثر من 80 شركة من صغار الشركات داخل مؤشر S&P500.
وتراجعت قيمة Tesla هذا الأسبوع دون قيمة شركة ExxonMobil.
وكان سهم الشركة هبط بنحو 9% أمس الخميس بعدما كشفت عن خطة لتقديم خصم بقيمة 7500 دولار لعملائها في أميركا عن اثنين من موديلات سياراتها.
وبعد تلك التراجعات صرح إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لـ Tesla بأنه لن يبيع المزيد من أسهم الشركة خلال العامين المقبلين.
وكان ماسك باع أسهماً بقيمة 40 مليار دولار في الشركة خلال آخر 14 شهراً.
aXA6IDE4LjExNi45MC4xNjEg
جزيرة ام اند امز