الصيام يطيل العمر ويحارب الشيخوخة.. اكتشاف علمي يضيف فوائد جديدة
![نتائج مشجعة للصيام على تحسين العمر الافتراضي](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/13/196-155733-fasting-prolongs-life-fights-aging-discovery_700x400.jpg)
كشف فريق بحثي من جامعة الملك سعود في السعودية عن نتائج مشجعة حول تأثير صيام رمضان على تحسين المؤشرات الأيضية والعمر الافتراضي.
الدراسة، التي أجراها باحثون من قسم علوم الأغذية والتغذية بكلية علوم الأغذية والزراعة بالجامعة، و نُشرت في دورية "ساينتفيك ريبورتيز"، استهدفت تقييم الفوائد الصحية لصيام رمضان باستخدام نموذج حيواني في الفئران لدراسة آثار الصيام على العديد من المؤشرات البيوكيميائية.
ركز الباحثون على التأثيرات طويلة المدى لصيام رمضان، الذي يتضمن الامتناع عن الطعام والشراب من الفجر حتى غروب الشمس، على الفئران البدينة وتلك ذات الوزن الطبيعي. تم تقسيم الفئران إلى مجموعتين، مجموعة تغذت على نظام غذائي عادي وأخرى على نظام غذائي عالي الدهون، ومن ثم تم اختبار تأثير الصيام على الفئران مع أوبدون تمارين رياضية أو تناول الجلوكوز، والذي يمثل تناول التمر عند الإفطار.
أظهرت الدراسة أن صيام رمضان أدى إلى تحسن ملحوظ في المؤشرات الأيضية والعمر الافتراضي، خصوصاً في الفئران التي اتبعت نظاما غذائيا عالي الدهون. وقد لاحظ الباحثون انخفاضا كبيرا في مستويات عامل النمو الشبيه بالأنسولين (IGF-1) وبروتين mTOR"، المسؤول عن تنظيم نمو الخلايا وإنتاج الطاقة داخل الجسم، مما يشير إلى تأثيرات إيجابية على صحة الخلايا والعمر الافتراضي.
وعادة ما يلعب عامل النمو ( IGF-1 ) دورا مهما في تحفيز النمو الخلوي وتكاثر الخلايا، وهو مفيد أثناء النمو ولكنه قد يكون ضارا إذا بقيت مستوياته مرتفعة باستمرار في مرحلة البلوغ، وارتفاع مستوياته يرتبط بزيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، مثل السرطان، لأن هذا العامل يحفز النمو السريع للخلايا، بما في ذلك الخلايا غير الطبيعية.
وأثناء الصيام يؤدي انخفاضه إلى إبطاء النمو الخلوي والتركيز أكثر على إصلاح الخلايا وتنظيف الخلايا التالفة، وهذا يساهم في تحسين الصحة العامة، حيث تقل فرص حدوث الانقسامات الخلوية غير المنضبطة التي قد تؤدي إلى أمراض مثل السرطان، بالإضافة إلى ذلك، فإن انخفاضه يحفز الجسم على تحسين استجابة الخلايا للإجهاد، مما قد يساعد في إطالة العمر وتحسين وظائف الجسم مع التقدم في العمر.
أما انخفاض نشاط بروتين mTOR يمكن أن يكون مفيدًا في سياق الصيام لأنه يساعد الجسم على تفعيل عمليات الإصلاح الخلوي ومكافحة الشيخوخة، فعندما ينخفض نشاطه أثناء الصيام أو تقليل تناول السعرات الحرارية، يتوقف الجسم عن التركيز على النمو والتكاثر، ويبدأ في التركيز على إصلاح الخلايا التالفة وإزالة المواد الضارة، وهذا يمكن أن يقلل من الالتهابات والإجهاد التأكسدي، وهما عاملان يسهمان في الشيخوخة وتطور الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب.
وبالإضافة إلى هذه التأثيرات، زادت مستويات المؤشرات المضادة للالتهاب والإجهاد التأكسدي، بما في ذلك زيادة في نشاط إنزيم AMPK المسؤول عن الطاقة الخلوية، كما أظهرت الفئران التي خضعت للصيام انخفاضا ملحوظا في مستويات المواد المسببة للالتهاب مثل إنترلوكين 6 (IL-6) وعامل نخر الورم ألفا (TNF-α)، مما يشير إلى دور الصيام في تقليل الالتهاب وتحسين الصحة العامة.
وعلى ذلك، فإن الدراسة تبرز أن صيام رمضان لا يقتصر فقط على فوائده الدينية، بل يمكن أن يكون له تأثيرات صحية ملموسة على العمر الافتراضي والوقاية من الأمراض المرتبطة بالالتهاب والإجهاد التأكسدي، مما يفتح المجال لمزيد من الأبحاث حول الفوائد الصحية للصيام في الإنسان.
aXA6IDMuMTQzLjIyMS4xMTUg جزيرة ام اند امز