أبو الفضاء المصري لـ"العين الإخبارية": الإمارات نجحت قبل وصول المسبار
"وصلت أمريكا إلى القمر من خلال (أبولو 11)، بعد عشر محاولات".. بهذه الحقيقة يؤكد خبير فضائي أن رحلات الفضاء ليست بالأمر السهل.
وقال الخبير الفضائي الدكتور محمد بهي الدين عرجون، وهو أستاذ ديناميكا المركبات الفضائية والطيران بكلية الهندسة جامعة القاهرة، ومدير برنامج الفضاء المصري السابق، والملقب إعلاميا بـ"أبو الفضاء المصري"، إن الرحلات الإماراتية والأمريكية والصينية التي تم إطلاقها باتجاه كوكب المريخ في شهر يوليو/تموز الماضي، تظل فرص الإخفاق فيها قائمة، حتى وإن كانت البدايات ناجحة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية": "بحكم انتمائي العربي، فأنا مهتم بشكل خاص برحلة مسبار الأمل الإماراتي، وأرى أنه تم الاستعداد للمهمة جيدا، وأجريت دراسات أكثر من رائعة على المسبار، وتم تصميم المركبة الفضائية بشكل جيد، وتمت مرحلة الإطلاق، ثم مرحلة التوجيه باتجاه المريخ بشكل أكثر من رائع، ويتبقى المرحلة الأخيرة والأصعب، وهي ولوج المسبار إلى مدار المريخ".
وتابع: إذا كانت البدايات الناجحة تشير إلى أن المهمة تسير بخطوات جيدة نحو تحقيق مبتغاها، إلا أن نجاح المرحلة الأخيرة يعتمد على حسابات دقيقة جدا، لإبطاء سرعة المسبار حتى يتمكن من استلام مدار المريخ، دون أن تدفعه جاذبية الكوكب الأحمر إلى الفضاء السحيق.
وواصل: "هذه حسابات دقيقة جدا، والخطأ فيها وارد، ولكن هذا لا يعني– إذا لا قدر الله– حدث ذلك، أن الإمارات قد خرجت من هذه المهمة بدون فوائد، بل يمكنني القول إنها حققت نجاحا قبل أن يصل مسبار الأمل إلى مدار المريخ".
وحتى تقوم بمهمة كهذه، لابد أن تمتلك التكنولوجيا التي تساعدك على ذلك، والقدرات البشرية التي تصمم المهمة وتتابع تنفيذها، وتحقيق كل ذلك، حتى ولو لم تصل المهمة إلى هدفها النهائي، فهو في حد ذاته نجاحا، كما يؤكد "عرجون".
وأضاف: "كما قلت في البداية، لا يوجد ما يدعو للقلق، ولكن لا يجب أن يصيبنا إحباط، في حال عدم اكتمال المهمة، فيكفي الخبرة التي اكتسبت من المحاولة، وهذا سيساعد في أن تكون المحاولات التالية أكثر نجاحا، فالمهام الفضائية تتحقق بالخبرات المتراكمة".
وعن تساؤل قد يطرحه البعض بشأن جدوى الإنفاق على مهام فضائية لاستكشاف المريخ، قال "عرجون" بنبره ساخرة: "كانوا يسألون لماذا تقوم أسبانيا بتمويل رحلات المستكشف كريستوفر كولومبوس، ولكن كانت النتيجة اكتشاف أمريكا".
وكما كان ينظر لهذا الأمر على أنه صعب، فقد تكون نفس النظرة السائدة الآن لدى البعض تتعلق بصعوبة اكتشاف المريخ، ولكن هذا الأمر ليس ترفا، ولكنه ضرورة، كما يؤكد "عرجون".
وقال: "المريخ أقرب الكواكب إلى ظروف الأرض، لعدة أسباب، منها اكتشاف علامات به على وجود مياه، ووجود لأشكال بدائية من الحياة، ولذلك فهو المرشح لأن يستعمره البشر، ولا بد من فهم كل ما يتعلق به من حيث الطقس والمناخ واحتمالات الحياة على الكوكب.. الإمارات بتنفيذ هذه المهمة تسهم في تقديم خدمة للبشرية، وليس لدولة الإمارات فقط".
وأعلن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ أن "مسبار الأمل" أنهى بنجاح ثالث المراحل الست من رحلته التاريخية، وهي "الملاحة في الفضاء".
وكانت مرحلة "الملاحة في الفضاء" قد بدأت عقب انتهاء مرحلتي الإطلاق والعمليات المبكرة، وبلغ متوسط سرعة المسبار خلالها نحو 121 ألف كيلومتر في الساعة، وشهدت ثلاث مناورات رئيسية لتوجيه المسار حتى يكون المسبار في المسار الصحيح صوب مدار المريخ.
وبعد إنهائه مرحلة الملاحة في الفضاء بنجاح، يبدأ مسبار الأمل في مرحلة الدخول إلى المريخ، وهي أصعب مراحل المهمة الفضائية وأكثرها خطورة، وتستغرق 27 دقيقة قبل وصول المسبار بنجاح إلى مداره المحدد حول الكوكب الأحمر، ويواجه المسبار في هذه المرحلة 5 سيناريوهات رئيسية ثلاثة منها تكلل المهمة بالنجاح، والرابع يعد نجاحاً جزئياً للمهمة بوصولها إلى هذه المرحلة المتقدمة، والخامس قد يعني فقدان المسبار في الفضاء أو تحطمه.