كبار مسؤولي «إف بي آي» في «اختبار ولاء»

«اختبار ولاء» يجريه مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» لكبار مسؤوليه لكشف مدى ولائهم الشخصي لمدير الجهاز.
وذكرت تقارير متعددة، بينها تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، أن عددا من كبار الموظفين وجهت لهم أسئلة عما إذا كانوا قد قالوا شيئًا سلبيًا عن مدير المكتب الحالي كاش باتيل نفسه، في خروج واضح عن الاستخدام التقليدي لهذه الاختبارات التي كانت تقتصر عادة على قضايا الخيانة أو فقدان الثقة في حماية الأسرار الوطنية.
وأشار التقرير إلى أنه، منذ تولي باتيل رئاسة مكتب التحقيقات الفيدرالي، شهد المكتب تصاعدًا ملحوظًا في وتيرة اختبارات كشف الكذب، حيث خضع عشرات الموظفين، بمن فيهم كبار المسؤولين، لجلسات استجواب تركز أحيانًا على مدى انتقادهم لباتيل أو تسريبهم معلومات غير مرغوبة للإعلام.
وفي إحدى الحالات، أُجبر مسؤولون على الخضوع للاختبار لتحديد مصدر تسريب خبر طلب باتيل سلاحًا، رغم أنه ليس من عملاء الميدان، وهو أمر غير معتاد في تقاليد المكتب.
إعادة هيكلة القيادة
يأتي هذا التصعيد ضمن حملة أوسع يقودها المكتب لقمع تسريبات الأخبار، ما يعكس حساسية باتيل الشديدة تجاه صورته في الإعلام. وقد وصف مسؤولون سابقون هذه الإجراءات بأنها ذات طابع سياسي وغير ملائمة، معتبرين أنها محاولة لفرض الولاء الشخصي داخل مؤسسة يفترض أن تكون ولاءاتها للدستور، لا للأفراد.
وقال جيمس ديفيدسون، عميل سابق قضى 23 عامًا في المكتب: "ولاء موظف مكتب التحقيقات الفيدرالي يجب أن يكون للدستور، وليس للمدير أو نائبه".
وقد رفض مكتب التحقيقات الفيدرالي التعليق على هذه التقارير، مكتفيًا بالإشارة إلى أن الأمر يتعلق بشؤون الموظفين ومداولات داخلية.
تغييرات واسعة في المناصب القيادية
تزامنًا مع تشديد قبضة الإدارة الجديدة، شهد المكتب موجة من الإقالات والتقاعد والنقل، حيث تشير التقديرات إلى أن نحو 40% من مكاتب الميدان فقدت مديريها الكبار منذ بداية ولاية باتيل، إما بسبب ضغوط سياسية أو مخاوف من الانتقام على خلفية تحقيقات لم ترق للرئيس ترامب أو مؤيديه.
وأدى هذا الزلزال الداخلي إلى صعود وجوه جديدة إلى مناصب قيادية، بعضها يفتقر إلى الخبرة الطويلة في العمل الأمني الفيدرالي.
أجواء من الشك والخوف
أثارت هذه الإجراءات حالة من الشك وعدم الثقة بين الموظفين، إذ رأى كثيرون زملاءهم يُطردون أو يُنقلون بعد الخضوع لاختبارات كشف الكذب، ما عزز الشعور بوجود "شبكة مخبرين" داخل المكتب.
وأشار بعض المسؤولين الحاليين والسابقين إلى أن هذه الأساليب انتقامية ومتطرفة، وتغذي ثقافة الخوف والرقابة الذاتية.
في إحدى الحالات، تلقى مايكل فاينبرغ، العميل البارز في مكتب نورفولك، تهديدا بالخضوع لاختبار كشف الكذب بسبب صداقته مع بيتر سترزوك، المسؤول السابق الذي طُرد من المكتب بعد انتقاده ترامب.
وكتب فاينبرغ أن بقاءه في منصبه كان مشروطًا "بالركوع، وطلب المغفرة، وتعهد الولاء"، في ظل ما وصفه بـ"ثورة ثقافية" يقودها باتيل ونائبه دان بونجينو.
حساسية باتيل تجاه صورته العامة
منذ بداياته في العمل الحكومي، أظهر باتيل حساسية مفرطة تجاه صورته العامة، ورفع دعاوى قضائية ضد من انتقدوه أو صوّروه بشكل سلبي، كان آخرها ضد مسؤول سابق في المكتب ومعلق في شبكة إم إس إن بي سي، مطالبًا بتعويض مالي بتهمة التشهير.
كما سبق أن رفع دعاوى ضد وسائل إعلامية كبرى، قبل أن يسحب بعضها لاحقًا.
ويختم مسؤولون سابقون بأن مجرد طرح سؤال كهذا في اختبار كشف الكذب يُعد أمرًا غريبًا وغير مسبوق في تاريخ المكتب، مشيرين إلى أن النقد البنّاء للرؤساء كان دائمًا جزءًا من ثقافة العمل، دون أن يؤدي ذلك إلى إجراءات انتقامية أو اختبارات ولاء شخصية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjI4IA== جزيرة ام اند امز