اليوم العالمي لرفض ختان الإناث.. خبراء: الحظر القانوني لا يكفي (خاص)
رغم الجهود المبذولة لحظر ختان الإناث في العديد من الدول حول العالم، تظل هذه الممارسة منتشرة على نطاق واسع في العديد من المجتمعات، ما يعكس تعقيدات ثقافية واجتماعية عميقة الجذور.
رغم تبني قوانين تحظر هذه الممارسة وتفرض عقوبات على مرتكبيها، فإن ختان الإناث لا يزال يُمارس في كثير من المناطق، خصوصاً في المجتمعات الريفية والتقليدية.
ويرجع ذلك، بحسب خبراء تحدثوا لـ"العين الإخبارية" بمناسبة اليوم العالمي لرفض هذه الممارسة، إلى ارتباطها الوثيق بمعتقدات اجتماعية ودينية، إلى جانب اعتبارها رمزا للأنوثة والشرف والانتقال إلى مرحلة البلوغ في بعض الثقافات.
ووفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، يؤثر ختان الإناث على نحو 200 مليون فتاة وامرأة حول العالم، معظمهن في بلدان أفريقيا والشرق الأوسط وبعض أجزاء آسيا.
وتتنوع الممارسات بين إزالة أجزاء من الأعضاء التناسلية الأنثوية إلى إعادة خياطة الجروح، والمعروفة باسم "الختان الفرعوني".
وعلى الرغم من أن هذه الممارسة تعتبر "تشويها" للأعضاء التناسلية الأنثوية، لما تسببه من آلام وأضرار صحية طويلة المدى مثل الالتهابات المستمرة، مشكلات الولادة، والاضطرابات الجنسية، فإنها تظل جزءا من الثقافة الراسخة في العديد من المجتمعات.
وحظرت العديد من الدول ختان الإناث قانونيا، مثل مصر ونيجيريا، وشهدت تلك الدول تحديات كبيرة في تنفيذ هذه القوانين على أرض الواقع، ففي مصر، ورغم الحظر القانوني الذي بدأ في عام 2008 وتجريمه لاحقا في عام 2016، لا تزال النسبة المئوية للنساء اللاتي خضعن لهذه العملية مرتفعة، خاصة في المناطق الريفية، ويعود ذلك بحسب الدكتور عثمان عبدالحي، الباحث في علم الاجتماع الريفي بجامعة جنوب الوادي، إلى تمسك بعض العائلات بالقيم التقليدية، حيث يُنظر إلى ختان الإناث على أنه وسيلة لحماية شرف الفتاة وضمان فرص الزواج.
ويقول عبدالحي إنه "في بعض الحالات، يدفع الحظر القانوني لهذه الممارسات إلى الانتقال إلى الخفاء، مما يجعل من الصعب مراقبة تطبيق القوانين وضمان حماية النساء والفتيات".
ويرى أن "تلك القوانين وحدها لا تكفي لتغيير العادات التي استمرت لقرون، بل تتطلب حلولا أكثر تعمقا تشمل توعية المجتمع، وتعزيز دور التعليم، والعمل مع القادة المحليين والدينيين الذين يلعبون دورا رئيسيا في تشكيل الرأي العام".
ويؤيد أسامة البهنسي، الباحث في علم الاجتماع الريفي بجامعة المنوفية ما ذهب إليه عبدالحي، ويقول إن معالجة هذه الممارسة بفعالية تستلزم فهما شاملاً للدوافع الثقافية والاقتصادية التي تؤدي إلى استمرارها، مشيرا إلى أن "ختان الإناث يرتبط بمعتقدات تتعلق بالطهارة والأنوثة والتحكم في رغبات الفتاة، وهو جزء من طقوس الانتقال إلى مرحلة البلوغ في العديد من المجتمعات، كما أن الحوافز الاقتصادية تلعب دورا أيضا، حيث يمكن أن يُنظر إلى الفتاة غير المختونة على أنها غير مرغوبة للزواج في بعض الثقافات، مما يزيد من الضغط على العائلات لمواصلة هذه الممارسات".
وينطلق البهنسي من ذلك إلى القول إن "إحداث التغيير الحقيقي يتطلب جهودا شاملة تتجاوز مجرد إصدار القوانين".
ويضيف أن "الحلول الفعالة تحتاج إلى إشراك المجتمع بأكمله في عملية التغيير، من خلال حملات التوعية، تعزيز دور النساء في اتخاذ القرارات المتعلقة بأجسادهن، ودعم المبادرات المحلية التي تعمل على إعادة تعريف معاني الأنوثة والكرامة بطرق تضمن احترام حقوق المرأة وصحتها".
aXA6IDMuMTMzLjEzNC42MyA= جزيرة ام اند امز