في اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة طالبت المتظاهرات بإجراء تحقيق في جرائم حفيد مؤسس الإخوان الإرهابية.
شارك آلاف النساء في عدة عواصم بالعالم، في مظاهرات حاشدة بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، واحتجاجا على أعمال العنف ضدها.
وطالبت المتظاهرات بإجراء تحقيق عادل في الجرائم التي ترتكب ضد حواء، فيما نددت حركات نسائية بإجرام طارق رمضان حفيد مؤسس الإخوان الإرهابية بحق أكثر من امرأة.
واندلعت الشرارة الأولى للمظاهرات، في باريس، حيث نظمت عدة تظاهرات في فرنسا، التي لم تنج من أزمة التحرش بالنساء في مواقع العمل، التي انطلقت في أعقاب فضيحة المنتج الهوليوودي "هارفي واينستين"، وطارق رمضان، حفيد حسن البنا مؤسس الإخوان الإرهابية، الذي اتهمته عدة سيدات بالاغتصاب، والعنف، والتهديد بالقتل، فيما فدمت ثلاثة سيدات، شكوى رسمية ضده.
- ضحية حفيد البنا المعاقة: حاولت الانتحار أكثر من مرة
- ضحية حفيد البنا الثانية تروي تفاصيل اغتصابها رغم الإعاقة
وسار المتظاهرات فى شوارع العاصمة، وهن يهتفن ويرفعن لافتات منددة بالعنف الجسدي والتحرش ضد النساء، وذلك خلال مشاركتهم في إحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، في مظاهرات نظمتها مجموعات حقوقية نسائية.
فيما أفادت محطة "بي إف إم.تي. في" الفرنسية، بأن "نحو ألف ممثل عن منظمات حقوقية نسائية، بالإضافة إلى مواطنين فرنسيين خرجوا إلى شوارع العاصمة باريس للتظاهر بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة".
وأشارت المحطة الفرنسية، إلى أن المتظاهرين، خرجوا إلى الشوارع وهم يرتدون ملابس سوداء، وحملوا لافتات كتب عليها أسماء نساء فرنسيات قتلن في العام 2017 بسبب العنف، إضافة إلى ملصقات حملت عبارات "دائما وفي كل مكان ضد العنف".
وفي هذا السياق، ذكر موقع "faire face " النسوي الفرنسي، المتخصص في حقوق المرأة المعاقة أنه بمناسبة اليوم العالمي للمكافحة العنف ضد المرأة وجب التذكير بحقوق المرأة المعاقة، التي تتعرض للعنف والعدوان، والإهانات"، لافتاً إلى السيدة المعاقة التي اغتصبها طارق رمضان، حفيد مؤسس جماعة الإخوان.
وأوضح الموقع الفرنسي أن هذه الفتاه التي أطلقت عليها وسائل الإعلام الفرنسية، كريستيل، تعرضت لأبشع أنواع الاعتداء، لأن مغتصبها لم يراع إعاقتها.
ولفت الموقع إلى رواية السيدة حول واقعة الإغتصاب" بأن طارق رمضان، ضربها بالعكاز التي تتكئ عليه"، كما نوه الموقع بروايات الضحايا الأخريات لطارق رمضان، اللائي تعرضن للاعتداء الجنسي والعنف والإهانات.
وبحسب الموقع النسوي، فإنه في فرنسا تعرضت نحو 3 ملايين امرأة للاعتداء الجنسي في العمل، كما تتعرض نحو 1500 امرأة يوميا للتحرش، و200 امرأة للاغتصاب، وأن 90 % من الحالات تكون من أشخاص محيطين بهن، كما أشارت الإحصاءات إلى أن 100 امرأة تموت سنوياً جراء العنف من شريكها، وأن هذه الإحصاءات لا تخلو من المرأة المعاقة.
وبموازاة ذلك، ألقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطاباً، أمام مئتي شخص يمثلون جمعيات ومؤسسات وأحزابا سياسية، وبحضور رئيس الوزراء إدوار فيليب وخمسة أعضاء آخرين في الحكومة، ووضع خطة لمكافحة العنف ضد المرأة، وقال فيها إنه "يعتبر العمل الرئيسي لرئاسته هو الكفاح من أجل المساواة بين الجنسين والقضاء على العنف الذي تتعرض له المئات من النساء الفرنسيات".
وأشار ماكرون، إلى أنه "في العام الماضي في فرنسا، توفيت 123 امرأة على يد أزواجهن بسبب العنف، إضافة إلى نحو 225 ألف حاله اعتداء جسدي وجنسي".
وبدأ رئيس الدولة خطابه بدقيقة حداد على أرواح النساء اللواتي قتلن على يد شريكهن سنة 2016 في فرنسا والبالغ عددهن 123، كما استعرض ماكرون سلسلة من التدابير للحد من هذه الظاهرة، من بينها "ستحداث جنحة (المس بسمعة المرأة) قريبا التي سيعاقب عليها بغرامات "رادعة".
ولتشجيع النساء على رفع الشكاوى، سيخصص موقع على الإنترنت لضحايا العنف والتحرش والتمييز يتيح لهن التواصل مباشرة مع أشخاص في مراكز الشرطة للاطلاع على الإجراءات الواجب القيام بها.
وأوضح الرئيس الفرنسي أنه بدءاً من 2018، سيتم إنشاء وحدات في المستشفيات، تكون متخصصة في علاج ضحايا الاغتصاب والعنف نفسياً وجسدياً، وسيتم دعمها من الضمان الاجتماعي".
وأعلن الرئيس الفرنسي عن "تعديلات تشريعية" من المرتقب إجراؤها في 2018 "لملاحقة مستخدمي الإنترنت الضالعين في مضايقات"، فضلا عن اعتماد "منهج دراسي في كل المدارس" لمكافحة التمييز ضد المرأة.
وطالب المجتمع المدني الرئيس الفرنسي بإعداد خطة طارئة لحل مسألة العنف ضد المرأة في عريضة حصدت 129 ألف توقيع على الإنترنت.
وفي بروكسل، احتشدت ألفا امرأة في العاصمة البلجيكية، للتنديد بالعنف ضد المرأة، ولدعم حقوق المرأة.
وفي مدريد، تظاهر المئات في شوارع العاصمة الإسبانية، وفى ليما عاصمة بيرو خرجت آلاف السيدات في مظاهرات حاشدة احتجاجا على أعمال العنف ضد المرأة، وطالبت المتظاهرات بإجراء تحقيق عادل في الجرائم التي ترتكب ضد المرأة.
وفي أوتوا، قال رئيس الوزراء الكندي، جاستن توردو، بهذه المناسبة، إن "العنف ضد المرأة يعد انتهاكا لحقوق، شخص يعد عصب الحياة".
تحتفل المنظمات النسوية في مختلف دول العالم باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، والذي يتم الاحتفال به فى يوم 25 نوفمبر من كل عام، وخلف هذا اليوم قصة تعود إلى57 عاماً، دشنتها الأمم المتحدة، بعد مسيرة نظمتها جمهورية الدومنيكان مساء 25 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1960، على خلفية اغتيال ثلاث فتيات أخوات، بالسكين، وإلقائهن في الشارع، وبتكرار حوادث العنف ضد المرأة، أدى ذلك إلى انتفاضة الشعب والخروج في الشوارع، ما جعل الأمم المتحدة تحديد هذا اليوم في اليوم العالمي، للعنف ضد المرأة.