قصة صفقة.. حلم توريس يتوج 4 محاولات فاشلة لتشيلسي
حكايات انتقال اللاعبين بين الأندية تمتلئ بالعديد من القصص المثيرة، علما بأن سوق التعاقدات أصبح من العلامات الرئيسية في كرة القدم
تعج حكايات صفقات انتقال اللاعبين بين الأندية بالعديد من القصص الغريبة والمثيرة، علما أن سوق التعاقدات، أصبح من العلامات الرئيسية في كرة القدم الحديثة.
"العين الرياضية" تستعرض في التقرير التالي، إحدى الصفقات المثيرة التي حدثت في الكرة الإنجليزية بالقرن الـ21، بالنظر إلى السيناريو الذي صاحبها، وهنا الحديث عن المهاجم الإسباني فرناندو توريس وانتقاله من نادي ليفربول إلى تشيلسي.
4 محاولات فاشلة
كان توريس من أيقونات أتلتيكو مدريد الإسباني الذي بدأ معه مسيرته منذ قطاع الناشئين، وصولا للفريق الأول في 2001، وقد استطاع التألق معه بصورة لافتة، بعدما أحرز 19 هدفا في أول موسمين مع النادي العاصمي في الدوري الإسباني، لتبدأ أعين الأندية الأوروبية في ترصده، وعلى رأسها تشيلسي ذو الطموحات الكبيرة منذ استحواذ رجل الأعمال الروسي رومان أبراموفيتش عليه في 2003.
بدأت أول محاولة من تشيلسي لجلب توريس في يوليو/ تموز 2003، بعد وقت قصير من استحواذ أبراموفيتش على النادي اللندني، حيث قدم الأخير عرضا قيمته 28 مليون جنيه إسترليني لضم المهاجم الإسباني الشاب.
تلك المحاولة باءت بالفشل لرفض إدارة الأتلتي التفريط في موهبتها، حتى أنها أغرته ومنحته في سن صغير، شارة قيادة الفريق، ليواصل "النينو" التألق بقميص نادي العاصمة الإسبانية.
لم يستسلم تشيلسي وحاول من جديد ضم توريس، وهذه المرة في صيف 2005، بعد تتويج "البلوز" بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الأولى بعد غياب 50 عاما، وذلك تحت قيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، لكن إنريكي سيريزو رئيس أتلتيكو مدريد أعلن بشكل واضح عدم وجود أي نوايا لبيع اللاعب.
يواصل توريس رحلته مع أتلتيكو مدريد، ويفتح تألقه مع النادي، فرصة انضمامه لمنتخب إسبانيا في كأس العالم 2006، والتي ودعها "لاروخا" من ثمن النهائي أمام فرنسا بالخسارة 1-3.
خرج توريس بعد نهاية رحلة إسبانيا المونديالية، وأعلن أن تشيلسي حاول ضمه مجددا، ولكنه رفض تلك الخطوة، مفضلا الاستمرار في أتلتيكو مدريد، لتكون تلك المحاولة الثالثة الفاشلة لـ"البلوز" لضم "النينو".
وبالفعل، خاض توريس موسم 2006-2007، لكن عدم قدرة النادي على الفوز بالألقاب، دفعت "النينو" للتفكير جديا هذه المرة في المغادرة، ولكن من كان على طاولة المفاوضات هو ليفربول وليس تشيلسي.
وبعد عدة مباحثات، نجح ليفربول في الظفر بتوقيع توريس في يوليو 2007 مقابل 20 مليون جنيه إسترليني، بحسب تصريحات رافائيل بينيتيز لصحيفة "تايمز" البريطانية.
تألق توريس في موسمه الأول 2007-2008 مع ليفربول، حيث سجل 33 هدفا في 46 مباراة خاضها بمختلف المسابقات، ليحاول تشيلسي للمرة الرابعة ضمه، ولكن هذه المرة من "الريدز"، حتى أن التقارير الصحفية ذكرت أن "البلوز" مستعدون لدفع 50 مليون جنيه إسترليني نظير ضمه.
لم تفلح محاولة تشيلسي هذه المرة أيضا، حيث خرج توم هيكس، مالك ليفربول حينها مصرحا أنه يرفض حتى مجرد التفكير في إمكانية مغادرة من يعتبروه في ملعب "أنفيلد"، الفتى المدلل للنادي والجماهير.
نجاح المحاولة الخامسة
تناسى توريس محاولات تشيلسي المستمرة لضمه، وذهب لخوض كأس أمم أوروبا "يورو 2008" رفقة إسبانيا وساهم في تحقيق "لاروخا" للقب ، علما أنه سجل هدف الفوز 1-0 على ألمانيا في المباراة النهائية.
عاد توريس لليفربول وخاض موسم 2008-2009، ولكن معدل أهدافه كان قليلا، حيث بلغ 17 هدفا فقط في 38 مباراة، لتتواصل رحلة "النينو" الفاشلة سواء رفقة الأتلتي أو الليفر فيما يخص تحقيق أي بطولة مع الأندية.
صيف 2009، بدأ توريس يشعر بعدم ارتياح في النادي، بعدما قررت الإدارة الاستغناء عن عدة أسماء قوية على غرار الثنائي تشابي ألونسو وألفارو أربيولا، اللذين رحلا صوب ريال مدريد.
حالة عدة الارتياح بلغت ذروتها في صيف 2010، حينما قرر ليفربول الاستغناء عن بينيتيز، ثم تبعه بيع الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو إلى برشلونة، ليشعر توريس أن طموحات النادي لم تعد تناسبه، ويبدأ التفكير جديا في الرحيل، خاصة وأنه عائد من التتويج مع إسبانيا بكأس العالم للمرة الأولى في تاريخ "لاروخا".
قيام ليفربول بالاستغناء عن جواهره، دفع كبار أوروبا لبحث ضم "النينو" وعلى رأسهم تشيلسي الذي فشل خلال 4 مرات سابقة في ضمه.
لم يقدم تشيلسي أي عروض رسمية، لكن الصحافة البريطانية، تحدثت عن عدم استسلام إدارة "البلوز" لحلمها القديم، ليخرج المدرب روي هودجسون عقب توليه تدريب الليفر في صيف 2010، ويعلن بشكل واضح عدم وجود نية لديه لبيع توريس، قائلا: "هو ليس للبيع ولا نرحب بأي عروض له، نريد الاحتفاظ به، ولقد أبلغنا أنه يتطلع للعب في ليفربول الموسم المقبل".
حاول توريس إنهاء الجدل، قائلا في تصريحات صحفية يوم 3 أغسطس/ آب: "التزامي وولائي لليفربول وللمشجعين هو نفسه مثلما كان عليه في أول يوم وقعت فيه للنادي".
قضى توريس النصف الأول من موسم 2010-2011، في حالة ليست بالجيدة، إذ اكتفى بتسجيل 9 أهداف فقط بكل البطولات، وبدى واضحا أن اللاعب أصبح راغبا بالرحيل حتى لو صرح بعكس ذلك.
شعر تشيلسي مع مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي أن تلك فرصته لتحقيق حلمه القديم، وبدأ في 27 يناير/ كانون الثاني 2011 التفاوض على ضم توريس، عبر تقديم عرضا بقيمة 40 مليون جنيه إسترليني.
رفض ليفربول ذلك العرض، ليقوم توريس بتقديم طلب رسمي لإدارة النادي يتضمن رغبته في الرحيل صوب تشيلسي، وهو ما تم رفضه أيضا.
تسارعت الأحداث، وقرر تشيلسي إنهاء الأمور بعرض، كان صعبا على ليفربول رفضه، وذلك في اليوم الأخير من سوق الانتقالات الشتوية.
وبالفعل، أعلن تشيلسي يوم 31 يناير، نجاح محاولته الخامسة لضم توريس، بعدما اتفق مع ليفربول على التعاقد معه بعقد مدته 5 سنوات مقابل 50 مليون جنيه إسترليني ، ليصبح "النينو" حينها أغلى صفقة انتقال بين الأندية البريطانية.
حقق تشيلسي حلمه، ورغم بداية توريس المتواضعة مع النادي، لكنه بدأ يتأقلم على الأجواء في ملعب "ستامفورد بريدج" وحقق ما كان يفتقده وهي البطولات على صعيد الأندية، واستطاع الفوز مع "البلوز" بدوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي وكأس الاتحاد الإنجليزي.
لم يستمر توريس مع تشيلسي سوى 3 سنوات، حيث رحل في 2014 صوب ميلان الإيطالي ومنه عائدا لأتلتيكو مدريد بيناير 2015، حيث استمر معه حتى 2018، حين انتقل إلى نادي ساجان توسو الياباني، والذي كان الأخير بمسيرته الكروية، حيث أعلن اعتزاله اللعب العام الماضي.
aXA6IDE4LjE5MS4yMTIuMTQ2IA==
جزيرة ام اند امز