قصة صفقة.. ستام "صخرة" ندم عليها فيرجسون
حكايات انتقال اللاعبين بين الأندية تمتلئ بالعديد من القصص المثيرة، علما بأن سوق التعاقدات أصبح من العلامات الرئيسية في كرة القدم
تعج حكايات صفقات انتقال اللاعبين بين الأندية بالعديد من القصص الغريبة والمثيرة، علما أن سوق التعاقدات، أصبح من العلامات الرئيسية في كرة القدم الحديثة.
"العين الرياضية" تستعرض في التقرير التالي، أحد أغرب الصفقات التي حدثت بالقرن الـ21، بالنظر إلى السيناريو الذي صاحبها، وهنا الحديث عن المدافع الهولندي ياب ستام وانتقاله من نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي إلى لاتسيو الإيطالي.
أزمة كتاب
كان ستام من أبرز المدافعين في أوروبا، وهو ما دفع مانشستر يونايتد للتعاقد معه في صيف 1998 من آيندهوفن الهولندي مقابل 10.6 مليون جنيه إسترليني، الأمر الذي جعله حينها أغلى لاعب كرة قدم هولندي في التاريخ وأغلى مدافع أيضا.
وبالفعل أثبت ستام جدارته، وكان له دور رئيسي في الثلاثية التاريخية التي حققها مانشستر يونايتد بموسم 1998-1999، وهنا الحديث عن تحقيق الشياطين الحمر لبطولات الدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الاتحاد الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا.
واصل ستام التألق مع الفريق وساهم في تحقيق الفريق لثلاث بطولات أخرى، وهي لقبين للدوري الإنجليزي بالإضافة إلى بطولة كأس إنتركونتيننتال.
هذا التألق دفع مانشستر يونايتد لتوقيع عقد جديد مع "الصخرة" الهولندية في أوائل العام 2001 مدته 5 سنوات، لكن جاءت عاصفة كتاب أصدره ستام في صيف نفس العام يحكي سيرته الذاتية، لتكون تلك الخطوة بمثابة بداية النهاية لمسيرة اللاعب مع الشياطين الحمر.
الكتاب، تحدث فيه ستام بشكل وصف بغير اللائق عن عدد من زملائه بالفريق، فضلا عن كشفه، قيام السير أليكس فيرجسون مدرب مانشستر يونايتد الأسطوري بذلك الوقت، بالتفاوض معه وقت أن كان لاعبا في آيندهوفن دون الحصول على إذن النادي الهولندي.
مفاجأة لاتسيو وندم فيرجسون
تسارعت وتيرة الأحداث بشكل مثير للغاية، وحدثت صفقة بشكل مفاجئ وصادم لأنصار مانشستر يونايتد، حيث أعلن لاتسيو اتفاقه على ضم ستام مقابل 16.5 مليون جنيه إسترليني.
موافقة يونايتد شكلت صدمة لكل عشاق النادي، كما أن ستام نفسه أكد تفاجئه من استغناء النادي عنه، قائلا في تصريحات صحفية: "كل ما يمكنني قوله هو أنني لم أرغب في المغادرة، هذه صدمة بالنسبة لي مثل أي شخص، لقد فوجئت تماما بموافقة النادي على رحيلي، لأنني استقريت في يونايتد ووقعت عقدًا جديدًا مدته 5 سنوات في وقت سابق من العام الحالي 2001".
وأضاف: "حدث ما حدث، الآن يجب أن أتطلع إلى المستقبل وتجربتي مع لاتسيو، لأنه ببساطة عندما يوافق النادي على بيعك، فمن الواضح أن ذلك إشارة مهمة على ضرورة البحث عن مكان آخر".
بدوره، حاول فيرجسون توضيح موافقته بهذه السرعة على لاعب وصف بـ"الصخرة" في دفاع الفريق، نافيا أن يكون الكتاب الخاص بستام هو السبب في موافقته على رحيله صوب لاتسيو.
قال فيرجسون: "لا علاقة لرحيل ستام بأي من هذا الهراء الذي تم ذكره في كتابه، أعتقد أن الوقت حان للتغيير لدينا، لقد شرحت له أسبابي، وأكدت له عدم رغبتي في رؤيته على دكة البدلاء، صحيح أنه لم يكن قرارا سهلا، ولكني أتحمله".
وأضاف: "المبلغ الذي قدمه لاتسيو نظير ضمه، كان من الصعب رفضه، ويمكن استخدامه لجلب مدافع آخر"، وبالفعل استطاع فيرجي ضم الفرنسي لوران بلان من إنتر ميلان لتعويض رحيل ستام.
أنهى ستام إجراءات انتقاله إلى لاتسيو ووقع على عقدا براتب سنوي بقيمة 2.3 مليون جنيه إسترليني، لكن بعد شهرين على بدء مغامرته بقميص نادي العاصمة الإيطالية، تم إيقافه لمدة 5 أشهر، بعد أن أثبتت التحاليل التي خضع لها اللاعب عقب مباراة لاتسيو ضد أتالانتا في الدوري الإيطالي، تناوله لعقار ناندرولون المحظور.
قام لاتسيو وستام بالتظلم على تلك العقوبة، ليتم تخفيفها لشهر واحد فقط، ليواصل اللاعب مسيرته مع النادي العاصمي، الذي استمر معه حتى صيف 2004، حين قام ميلان بالحصول على خدماته.
مسيرة ستام مع لاتسيو لم تكن ناجحة، عكس الحال رفقة مانشستر يونايتد، إذ اكتفى بالفوز بلقب كأس إيطاليا في آخر مواسمه مع النادي العاصمي، وكذلك الأمر حين انتقل لميلان إذ حقق معه فقط لقب السوبر المحلي عام 2004.
وبعد سنتين في ميلان، قرر ستام العودة إلى هولندا، ولكن عبر بوابة أياكس، الذي استمر معه لعام واحد فقط، ليعلن في أكتوبر/ تشرين الأول 2007، اعتزاله لعب الكرة بشكل نهائي.
وفي السنة التي أعلن فيها ستام اعتزاله كرة القدم، استعاد فيرجسون ذكريات رحيل المدافع الهولندي، معلنا ندمه على ترك اللاعب يغادر مانشستر يونايتد، قائلا: "لقد كان عائدا من إصابة خطيرة، وقدم لاتسيو عرضا ماليا لا يمكنني رفضه للاعب في سن الـ29 عاما، ولكن الحقيقة هي أن ذلك القرار كان خاطئا من الناحية الكروية، أعترف بذلك".