اليوم العالمي للنوتيلا.. نابليون وهتلر وراء اختراعها
النوتيلا تباع في أكثر من 75 دولة حول العالم، وتمتلك شركة نوتيلا حوالي 11 مصنعا، وتنتج 365 طنا كل عام
يحتفي العالم في 5 فبراير باليوم العالمي للنوتيلا، الذي بدأته مدونة أمريكية تدعى سارة روسو عام 2007 بسبب حبها الكبير للمنتج وشاركه معها عشاق الشوكولاته القابلة للدهن حول العالم.
وفي عام 2015 نقل اليوم من المدونة الأمريكية إلى شركة "فيريرو" الإيطالية التي تصنع "نوتيلا" لتعتمد هذا اليوم وتدعمه ليصبح أكبر وأشمل، من خلال موقعها الرسمي، كإعطائها فرصة لبعض الأشخاص بأن يصبحوا سفراء النوتيلا حول العالم.
قصة اختراع النوتيلا
تعود رحلة اختراع النوتيلا إلى القرن التاسع عشر (1806) حين حاول نابليون بونابرت إنهاك التجارة البريطانية كوسيلة للظفر بالحروب التي يشنها فأوقف استيراد الكاكاو من جميع أوروبا، مما تسبب في ارتفاع سعر الشوكولاتة، فاضطر تجار الشوكولاتة في تورينو الإيطالية إلى إضافة البندق المطحون لزيادة الإنتاج، وكان المنتج الجديد معجون أطلق عليه اسم Gianduia، لكنه توقف بعد أن عاد التبادل التجاري مجددا.
وبعد أكثر من قرن من الزمن، ارتفع سعر الشوكولاتة مرة أخرى بسبب الحرب العالمية الثانية وغزو هتلر الزعيم الألماني وقتها لمعظم أوروبا، توجه صانع المعجنات الإيطالية "بيترو فيريرو" إلى البندق لإنقاذ شركته في عام 1946 وأنتج معجون Gianduja وابتكر وصفة كانت عبارة عن مزيج من السكر ومسحوق البندق وقليل من الكاكاو، وصنعها في قوالب صلبة يمكن كسرها واستعمال أجزاء وقطع منها لحشو المخبوزات، وأطلق عليها اسم "جيانتوجت".
وفي عام 1951 طور "ميشيل فيريرو" ابن بيترو، وصفة أبيه ليجعلها قابلة للدهن بإضافة لمسته الخاصة، ليطلق عليها عام 1964 اسم "نوتيلا".
وفي 1965 وصلت نوتيلا إلى ألمانيا، ووقع الألمان في حبها، ثم في عام 1966 توسع انتشارها في اتجاه أوروبا، ثم انتشرت في استراليا من مدينة سيدني عام 1978، ثم في أمريكا.
وأصبحت النوتيلا تباع في أكثر من 75 دولة حول العالم، حيث تمتلك شركة نوتيلا حوالي 11 مصنعا، وتنتج 365 طنا كل عام، وأصبحت عائلة فيريرو الأغنى في إيطاليا، حيث تقدر ثروتها بـ15 مليار دولار.
استخدامات غريبة
إلى جانب أكل شوكولاتة النوتيلا قرر بعض الأشخاص استخدامها بطرق أخرى حيث أصبحت تستخدم لعلاج البشرة لاحتوائها على الحليب، وبودرة الكاكاو والجيلاتين إضافة إلى عسل النيم الذي يأتي من غابات وسط الهند، مما جعل البعض يعتقدون أن البشرة يمكن أن تستفيد منها.
كما يستخدم آخرون النوتيلا اليوم كعلاج لتساقط الشعر حيث أصبحوا يدهنون رؤوسهم بالنوتيلا لما يقال عنها أنها يمكن أن تعالج التهابات فروة الرأس وتجعل الشعر رطب ولا تعرضه للتقصف والهيشان، كما أنها فعالة جدا في تأخير علامات الشيب المبكر على الشعر من خلال المداومة على استخدامها.
أضرار شوكولاتة النوتيلا
من المعروف عن الشوكولاتة أنها سبب رئيسي للوزن الزائد بسبب احتوائها على كميات كبيرة من السكر والدهون وبالتالي فهي تعرض المفرطين في تناولها لخطر السمنة المفرطة مما قد يسبب مشاكل أخرى كأمراض القلب.
وإلى جانب السمنة، حذر تقرير أصدرته هيئة سلامة الأغذية الأوروبية، عام 2016، أن زيت النخيل المستخدم في شوكولاتة "نوتيلا" قد يسبب مرض السرطان.
وقال التقرير، إن شركة فيريرو المصنعة لشوكولاتة نوتيلا تستخدم زيت النخيل، لأنه أرخص أنواع الزيوت المتوفرة في الأسواق، فالتحول إلى أي نوع آخر أقل خطراً من الزيوت سيكلف الشركة ما يقارب 22 مليون دولار إضافية سنوياً.
ولكن شركة "فيريرو" أصرت على قرار الإبقاء على زيت النخيل في "نوتيلا"، على الرغم من مخاوف السلامة، بحجة أنه يرتبط بالجودة وليس التكلفة، حيث يستخدم لإعطاء المعجون القابل للدَهن ملمسه الناعم، التي تقول إنه لا يمكن تحقيقه باستخدام الزيوت الأخرى.
وقال مدير المشتريات في "فيريرو" فينتشنزو تابيلا: "تصنيع نوتيلا بدون زيت النخيل سينتج بديلا أقل جودة للمنتج الأصلي، وسيكون بمثابة خطوة إلى الوراء".
ويمكن استخدام الزيوت البديلة، المشتقة من عباد الشمس أو بذور اللفت، ولكنها ستزيد من تكلفة تصنيع المنتج بنسبة تصل إلى 22 مليون دولار، ولكن "فيريرو" لم تؤكد هذه الأرقام.
وتتمحور المخاوف من السرطان على مركب يعرف باسم استرات جليسديل والأحماض الدهنية (GE)، التي ينتج في زيت النخيل عند تسخينه فوق درجة حرارة 200 مئوية، كما هو حال كثير من الأطعمة.
وهذه الملوثات يمكن العثور عليها في بعض منتجات الزيوت النباتية والسمن النباتي الأخرى، والأطعمة المصنعة ولكنها تنتج بكميات أكبر، يحتمل أن تكون أخطر، في زيت النخيل.
وقد أعربت منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أيضًا عن مخاوفهما بشأن مادة (GE)، ولكن لم يصل إلى حد إصدار تحذيرات بشأن استهلاكها.
aXA6IDM1LjE3MS4xNjQuNzcg جزيرة ام اند امز