عرض مقتنيات أميرية من النمسا في أبوظبي لأول مرة بالشرق الأوسط
المعرض يضم لوحات يعود تاريخها إلى القرن الـ15 وبعضها ينتمي للحركات الفنية لعصر النهضة المتأخر والحقبة الباروكية، مثل أعمال لوكاس كراناخ
انطلق معرض الفنون التشكيلية المصاحب لمهرجان أبوظبي للفنون، الثلاثاء، الذي يقام في العاصمة الإماراتية تحت رعاية الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التسامح الإماراتي، وراعي المهرجان، بحضور محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، والأمير فيليب والأميرة إزابيل من إمارة ليختنشتاين، وهدى إبراهيم الخميس - كانو، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، والدكتور جوهان كرافتنر مدير المجموعة الأميرية، وحمد الكعبي سفير الإمارات في النمسا.
يضم المعرض لوحات يعود تاريخها إلى القرن الـ15 وبعضها ينتمي إلى الحركات الفنية لعصر النهضة المتأخر والحقبة الباروكية، بما في ذلك أعمال لوكاس كراناخ الأكبر، وجو دي مومبر، وجان بروجل الأصغر، وبيتر بول روبنز، وغيرها الكثير من الأعمال التي جمعها وحفظها متحف لختنشتاين عبر الأجيال.
وقال الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التسامح الإماراتي، إن "قيم التسامح والتعايش كانت دائماً جزءاً أساسياً في عمل مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، التي تحرص في كل أعمالها وبرامجها على الإسهام الكامل في تحقيق جودة الحياة لجميع السكان، وتمكينهم من العيش في محبة وأمان واستقرار".
وأكد وزير التسامح الإماراتي أن المهرجان الذي تنظمه المجموعة سنوياً منذ 2004، أصبح حدثاً ثقافياً مهماً في أبوظبي وفي الإمارات كلها، يسهم في دعم رؤية أبوظبي أن تكون منارات عالمية للثقافة والفنون ومجالات رحبة لنشر قيم التسامح والتفاعل الفني والثقافي والحضاري.
وأوضح أن المعرض التشكيلي للمقتنيات الأميرية من لختنشتاين "آفاق بعيدة" يمثل احتفالاً مهماً بتلك الفنون، من خلال استعراض القدرات والمهارات الفنية التي تراكمت لأكثر من 400 عام من الإسهامات الفنية العالمية، بما يتيح أمام المشاهد فرصة التعرف على تاريخ الفنون في العالم بشكل جيد.
فيما قالت هدى إبراهيم الخميس-كانو، المدير الفني لمهرجان أبوظبي: "يسهم المهرجان في إثراء الرؤية الثقافية لأبوظبي، ويكملُ في عام التسامح 2019 مسيرته التي بدأها منذ 2004 في بناء جسور التلاقي بين الشعوب والثقافات، واستكشاف آفاق التواصل والحوار برسائل التسامح التي تحملها الفنون، وتوصلها بجمالياتها التي تجتمع حولها الإنسانية على اختلاف الثقافات واللغات والجنسيات".
وتابعت: "يستضيف المهرجان المقتنيات الأميريّة من لختنشتاين، إحدى أهَمّ وأعرق المجموعات الخاصة في أوروبا والعالم، ترجمةً لرؤية مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون في الالتزام بوعد الثقافة والاستثمار في الشباب، وتحفيز الإلهام واحتضان الإبداع لديهم بهدف تعزيز الصناعات الثقافية والإبداعية في الإمارات".
وأوضح الأمير هانز آدم الثاني، أمير إمارة ليختنشتاين، أن "جمع الصور واللوحات وأعمال الفنون من التقاليد العريقة المتبعة في عائلتنا، لأن هذه الكنوز القابلة للنقل تعد استثماراً متحركاً ذا قيمة عالية؛ لكن السبب الأول والأهم لاهتمام العائلة بجمع الأعمال الفنية عبر أجيالها المتعاقبة يكمن في تقديرنا لقيمتها الفنية حتى يومنا هذا".
وأضاف: "في قلعتي في فادوز وقصور فيينا نعيش مع تلك الكنوز حالة تبعث على السكينة والهدوء، عبر مشاهد البحر والصيد وقصائد الرعاة من حقبة بيدرمير، ويسعدني شخصياً أن أقدّم للجمهور في منطقة الشرق الأوسط تلك اللوحات لمشاهدتها عن قرب ومشاركة تلك المتعة".
فيما قال الدكتور جوهان كرافتنر مدير المجموعة الأميرية: "تعد تلك فرصة رائعة لنقل الجمهور في أبوظبي إلى أوروبا عبر مشاهدة تلك اللوحات التي تعكس المناظر الطبيعية في أوروبا، وآمل أن يستفيد الجميع من هذه الفرصة ومشاركتنا هذه المتعة بالتجول في تلك العوالم القادمة من الماضي التي يقدمها هذا المعرض اليوم هنا".
وأضاف: "يفتح هذا المعرض عبر تلك اللوحات عالماً صغيراً يتضمن أولى اللوحات الصغيرة التي تجسد المشهد النموذجي من إيطاليا، وحوار المشاهد الطبيعية من هولندا التي تزخر بعدد لا نهائي من الأشكال الصغيرة وكذلك لوحات المشاهد الطبيعية التي تبعث على السكينة والهدوء وأخرى تجسد مشاهد درامية من البحر وأرض المعارك".
وبالتوازي مع المعرض، ينظم مهرجان أبوظبي عبر برنامجه الخاص بتعليم الفنون والتشكيلية مجموعة من الأنشطة التي توفر مصادر إلهام للفنانين الناشئين، وتتضمن سلسلة من الندوات الحوارية وورش العمل التفاعلية والجولات الإرشادية وورش عمل للرسم من وحي معروضات المعرض.
aXA6IDE4LjIyMS45MC4xODQg جزيرة ام اند امز