17 بلدا تشارك في معرض دولي للشريط المرسوم بالجزائر
المهرجان الدولي الـ 11 للشريط المرسوم بمشاركة أكثر من 100 فنان من 17 بلدا، والفنانون يبدعون في قضايا الهجرة والمرأة والحروب.
تحت شعار "العيش معا"، تستضيف العاصمة الجزائرية هذه الأيام المهرجان الدولي الـ 11 للشريط المرسوم المعروف اختصارا بـ "فيبدا" بساحة رياض فتح، الذي يقام في الفترة من 2 إلى 6 أكتوبر الجاري.
والشريط المرسوم هو عبارة عن رسوم متتابعة تحكي لنا قصة معينة غالبا ما تكون مصحوبة بنص على شكل فقاعات bulles لتمثيل الحوارات والأصوات، فهي خليط من الفنون: القصة ،المسرح والسينما ثم التشكيل. كما أن للشريط المرسوم قيمة تربوية إذ يمثل مساحة شاسعة لمعالجة الأفكار وتبليغها بطريقة ممتعة وشيقة.
- أغنية "ماديبا الطريق" هدية الجزائر في مئوية نيلسون مانديلا
- بالصور.. انطلاق تصوير فيلم عن الشخصية التاريخية الجزائرية أحمد باي
وشهدت نسخة هذا العام مشاركة عربية ودولية واسعة، ضمت 17 بلدا، وتمثل مصر والمغرب وتونس ولبنان العرب في "فيبدا 2018"، فيما كانت كندا ضيف شرف هذه الدورة، وبمشاركة دول أخرى وهي الولايات المتحدة، إيطاليا، إسبانيا، بلجيكا، فرنسا، السويد، فنزويلا، كولومبيا، كوبا، مالي، توجو والكاميرون.
كما عرفت الدورة الـ11 مشاركة أزيد من 100 فنان من بينهم بعض عمالقة الشريط المرسوم، مثل الأمريكية أليثا مارتينيز التي جاءت بفيلم "الفهد الأسود"، والإسباني أنطونيو ألتاريبا أوردونيث، والجزائرية نوال لوارد صاحبة كتاب "صلاة الغروب الجزائرية".
فيما شاركت ضيفة الشرف كندا بـ 8 رسامين، أشهرهم وأقدمهم جولي روشرو الذي يشارك بفيلم "مونتريال في فقاعات"، وجان بول إيد بمجموعة "25 رمزا للشريط المرسوم من الكيبك" وفي دليل الذي يشارك بفيلمين، وهما "مهن الشريط المرسوم" و"عرض للواقع الافتراضي أو الشريط المرسوم بأبعاد ثلاثية".
"الفن التاسع" حضر بقوة في طبعته الـ 11، سواء من ناحية الدول المشاركة أو عدد الفنانين المشاركين فيه، ما جعل نوعية القضايا التي سُلِّط عليها الضوء في هذه النسخة أكثر جدية من 2017، خاصة وأنها لمست قضايا سياسية واجتماعية وثقافية دولية حساسة، مثل قضايا الهجرة السرية واللاجئين والحروب، إضافة إلى المناخ وتلوث البيئة.
قضية الهجرة السرية في إفريقيا، أخذت حيزا مهما من إبداعات الفنانين، حيث نظموا "كتابا مشتركا" تضمن مجموعة من الرسوم عن المهاجرين القادمين من الجنوب إلى الشمال.
الكتاب المشترك ألفه مجموعة من فناني الفن التاسع من أفريقيا عام 2017 بتونس، وصوَّر الظروف الصعبة التي يواجهها المهاجرون القادمون من مختلف الدول الأفريقية.
إضافة إلى معاناة مهاجري الضفة الشمالية، خاصة ما تعلق منها بالعنصرية، غلب عليها طابع الحزن، بلونين فقط وهما الأبيض والأسود، أخرجت في الأخير "أرواحا ميتة"، عبرت حتى عن رفض هؤلاء الفنانين الأفارقة لواقع مفروض وغامض.
وستكون قضايا المرأة أيضا حاضرة في "فيبدا 2018" بالجزائر العاصمة، من خلال ورشات تدريبية تركز على "المرأة والشريط المرسوم" بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للتنمية، إضافة إلى موضوع "العنف ضد المرأة".
ومن المرتقب أن تحتضن ساحة رياض الفتح بالعاصمة الجزائرية معرضا سويديا بمناسبة مرور 60 عاما على ظهور المسلسل الكرتوني "عالم السنافر" الذي لازال من أكثر الرسوم المتحركة الناجحة إلى يومنا هذا، ومعرضا آخر تقيمه إيطاليا بمناسبة مرور 100 عام على ظهور الشريط المرسوم في إيطاليا.
وعلى غرار الدورات السابقة، خصصت مسابقة لفئتين من هواة صناعة الأفلام المتحركة، الأولى لمن تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما، والثانية للفئة ما بين 16 و18 عاما.
فيما خصصت المسابقة الثانية للتنكر "كوسبلاي" التي ينظمها الديوان الجزائري لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، ومنشورات "زاد لينك" المتخصصة في "المانجا".
وخلال افتتاحه المهرجان الدولي الـ 11 للشريط المرسوم، اعتبر وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي في تصريحات صحفية أن "فيبدا تمكن من فرض نفسه كموعد ثقافي سنوي ناجح في الساحة الجزائرية"، وبأن اختيار كندا ضيف شرف الدورة الـ 11 "لكونها بلدا عريقا في الشريط المرسوم، وهو ما سيسمح للشباب الجزائري بالاستفادة من تجربتها".