السيناريو الأقرب للتنفيذ أن يواصل الفيفا التسويف والتأجيل لإعادة النظر في أي قرار يخص المونديال القطري حتى صيف العام المقبل..لماذا؟
من المؤكد وفقا لمعلومات من داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم أن سحب تنظيم المونديال من قطر قرار يريح أغلب مسئولي الفيفا الذين تعبوا من صداع الدفاع المستمر عن الدولة الخليجية وحقها في تنظيم المونديال طوال 6 سنوات ونصف السنة حين وقع عليها الاختيار لتنظيم البطولة.
ومن المؤكد أيضا أن هناك دولا غريبة كثيرة تريد استغلال الأزمة الدبلوماسية الحالية للضغط على الفيفا لسحب التنظيم من دولة يرون أن طموحها الكروي لا يقل مشاغبة ولا رعونة عن طموحها السياسي، حيث ترغب في أداء دور رياضي تفتقد للكثير من مقوماته الطبيعية وهي نفس مشكلة الدور الإقليمي الذي تبحث عنه دون أن تمتلك مقوماته.
الفيفا سيواصل تأجيل إعادة النظر في مونديال قطر حتى نهاية المونديال الروسي، ثم يمكنه وقتها طرح قرار سحب التنظيم بعد أن يكون تجنب غضب الدب الروسي
لكن هناك بعض العقبات تعترض سيناريو سحب تنظيم المونديال من قطر أولها إيجاد آلية مناسبة لتنفيذه في ظل أنه لم يسبق للفيفا أن قام بإجراء مماثل مع أي دولة استضافت المونديال عبر تاريخه، وحتى المرة الوحيدة التي تغيرت فيها الدولة المنظمة لكأس العالم للرجال عام 1986 كان سبب التغيير اعتذار كولومبيا عن استضافة البطولة لأسباب اقتصادية فتم اسناد التنظيم الى المكسيك.
العقبة الثانية تتمثل في وجود عقود ملزمة بين الفيفا والحكومة القطرية تتضمن غرامات باهظة في حالة سحب التنظيم منها، ما يعني أنه في حالة الاصرار على تجريد قطر من حق استضافة البطولة فيجب على إنفانتينو التفكير في كيفية تدبير المبالغ المطلوبة لتعويض الدولة الخليجية عن خسائرها بسبب القرار، علما بأن مبالغ الغرامات بحسب ما يتردد تناهز الميزانية التي اعلنت قطر عن تخصيصها للاستعداد للبطولة والتي تبلغ 70 مليار دولار، وهي أكبر بكثير من أن تتحملها ميزانية الفيفا السنوية، أو الطلب من الشركات الراعية له أن تدفعها.
العقبة الثالثة في سيناريو التضحية بقطر هي كيفية سحب مونديال 2022 فقط، دون التطرق الى مونديال 2018 رغم أن كل التحقيقات والاتهامات طالت الملفين معا، ما يعني أن أي محاولة لإعادة التصويت من جديد، يجب أن تتضمن البطولتين وليس مونديال قطر وحده، الأمر الذي سيغضب روسيا ورئيسها القوي بوتين مما ينقل الأزمة الى مناطق جديدة يتداخل فيها الرياضي بالسياسي وربما العسكري أيضا، وهو أخر ما تريده الدول الغربية التي تقصر اعتراضها على ملف المونديال القطري.
وفقا لهذا فأن السيناريو الأقرب للتنفيذ أن يواصل الفيفا التسويف والتأجيل لإعادة النظر في أي قرار يخص المونديال القطري الملعون حتى صيف العام المقبل أي بعد نهاية المونديال الروسي، ثم يمكنه وقتها طرح قرار سحب التنظيم بعد أن يكون قد حقق المراد والأهم وهو إرضاء الدب الروسي صاحب المخالب الحادة.
وفي حالة تزايد الضغوط واستمرار الحصار العربي على قطر وتأخر قادتها في مراجعة أنفسهم وسياساتهم الداعمة للإرهاب، يمكن تقديم سيناريو سحب الاستضافة إلى بداية العام المقبل بعد أن يكون الفيفا قد اطمأن على نجاح كأس القارات التي تستضيفها روسيا في يونيه الحالي كبروفة أخيرة قبل المونديال.
وفي حالة نجاح كأس القارات تنظيميا لن تجرؤ دولة من الدول المعترضة على المونديال الروسي الجهر باعتراضها، خصوصا في ظل ضيق الوقت وعدم قدرة أي دولة أخرى على تجهيز متطلبات الفيفا من الملاعب والفنادق والخدمات اللوجيستية في غضون ستة شهور قبل موعد المونديال.
aXA6IDE4LjIyNS41Ni43OCA=
جزيرة ام اند امز