"العين الإخبارية" تتابع بورصة سعادة المصريين.. السر في البانيه

تشهد أسعار السلع الغذائية وغيرها في مصر حالة من عدم الاستقرار، نتيجة ظروف ومتغيرات اقتصادية ألقت بظلالها على مختلف الأسواق.

ووسط الارتفاع الملحوظ الذي شهدته أسعار الذهب مؤخراً، ركّز عدد واسع اهتمامه على سلعة غذائية هي بالنسبة إليه مقياس ومؤشر لحركة السوق صعوداً وهبوطاً، وهو ما وجدوه في البانيه، الذي تحوّل إلى ما يُشبه "بورصة لسعادة المصريين"، فيحتفلون حال انخفاض سعره، ويحزنون حال ارتفاعه.

• "إعدام الكتاكيت".. تحرك حكومي مصري لإنقاذ ثروة الدواجن

ما سبق، انعكس بشكل ملحوظ على مواقع التواصل الاجتماعي، فبين حين وآخر يطرح مستخدمون استفسارات خاصة بما وصلت إليه أسعار "الفراخ البانيه"، ومن أبرز الأسئلة المتداولة خلال عدد من المنشورات ما يلي: "الأهم من سعر الذهب الآن البانيه.. وصل إلى كم حالياً؟"، و"سعر البانيه في منطقتكم كم للكيلو؟"، و"نقدر القلق على سعر الذهب، لكن نشعر بنسيان شيء أهم.. بكم أصبح البانيه؟".

لمعرفة تفاصيل أكبر عن هذه "البورصة"، أجرت "العين الإخبارية" جولة في الأسواق المصرية، وفيها توجهنا بالحديث إلى عدد من ربات البيوت والتجار.

وجبة لا غنى عنها

"على أقل تقدير يجب إعداد البانيه مرة أسبوعيًا"، بهذه العبارة افتتحت السيدة ناهد إسماعيل، ربة منزل، حديثها لـ"العين الإخبارية"، فتقول إن هذه الوجبة مفضلة لدى أطفالها، كما أنها تسعفها في إعداد الغداء سريعًا، نظرًا لضيق وقتها كونها سيدة عاملة.

ونوهت "ناهد" بأن آخر مرة اشترت فيها البانيه كان سعر الكيلوجرام الواحد منه 98 جنيهاً (حوالي 4 دولارات)، ورغم تكلفة إعداده التي ارتفعت، من منطلق زيادة الأسعار بشكل عام، فهي تطهو هذه الوجبة، أو على أقل تقدير تشتريها لتستفيد منها بشتى الطرق: "من الممكن أن نعدّ الشاورما منها والفاهيتا".

ما سبق اتفقت معه السيدة حنان محمد، ربة منزل، فأكدت، لـ"العين الإخبارية"، أن آخر مرة اشترت فيها البانيه كان سعر الكيلوجرام الواحد منه 98 جنيهًا.

تعتبر "حنان" البانيه وجبة سهلة التحضير، كما يسعفها في حال استقبالها لضيوف في منزلها من حيث سرعة إنجاز الطهي، وهذا بخلاف عشق الصغار والكبار في أسرتها لهذا الصنف.

أما السيدة نشوى إبراهيم، قالت إنها تطهو البانيه لأسرتها على سبيل التغيير لا أكثر، فلا يمر الأسبوع إلا وقد أعدته لمرة على الأكثر.

وأضافت "نشوى"، أن إعداد البانيه من تتبيل وغيرها بات مكلفًا، إلى جانب استهلاكه لوقت طويل في تحضيره بحسب قولها، وهو ما تغلبت عليه من خلال تغيير طريقة طهيه: "لجأت إلى تسخينه على الجريل حتى يكون صحيًا بشكل أكبر، لخلوه من الزيوت".

إلى محال الطيور

كشفت وسائل إعلام محلية أن أسعار الدواجن ومشتقاتها شهدت تبايناً، حيث بلغ سعر الكيلوجرام الواحد من البانيه 110 جنيهات، وهو ما أكده لـ"العين الإخبارية" تاجر الدواجن أحمد جابر.

وأوضح "جابر" أنه يبيع الكيلوجرام الواحد من البانيه مقابل 100 جنيه فقط، مشيراً إلى أن أسعاره سابقاً كانت تتراوح ما بين 85 إلى 90 جنيهاً، مرجعاً هذا الارتفاع إلى زيادة أسعار العلف على المزارعين، وهو ما ينعكس بطبيعة الحالة على حركة السوق.

وذكر "جابر" أن ربات البيوت تقبلن على البانيه كونه سهل التحضير، ويحظى بحب الأطفال والشباب على حد سواء، لكن الظروف الأخيرة أثّرت سلباً على حركة بيعه.

الحال لم يتغير داخل متجر "أبو عبده"، الذي قال إن ارتفاع أسعار العلف أدى إلى تغيّر شكل سوق الدواجن مؤخراً، موضحاً: "سعر الكيلوجرام من الدجاج بلغ 46 جنيهاً وهو سعر مرتفع".

وكشف "أبو عبده" أنه يبيع البانيه مقابل 98 جنيهاً للكيلوجرام الواحد، رغم تضرره من بعض الأمور الجانبية، اللازمة لإتمام هذه العملية، وعلى رأسها التغليف.

وقال فارس عثمان، تاجر دواجن، إنه يبيع الكيلوجرام من البانيه مقابل 95 جنيهاً فقط، مؤكدًا أن هذه الوجبة تحظى بإقبال جماهيري رغم "التكلفة الكبيرة لإعدادها" بحسب رأيه.

وأرجع "عثمان" سر ارتفاع أسعار الدواجن والبانيه إلى غلاء العلف، الذي زاد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، وأثر بطبيعة الحال على حركة السوق.

سر ارتفاع الأسعار

من جانبه، كشف عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية في مصر، أن مقياس ارتفاع أسعار الدواجن والبانيه هو الأعلاف".

وأضاف "السيد" لـ"العين الإخبارية": "ارتفعت أسعار العلف بسبب الوضع غير المستقر فيما يخص سعر الدولار في مصر، فالتجار المستوردون للمواد الخام يتعاملون بسعر يتجاوز السعر الرسمي للعملة الأمريكية في البنوك".

ورأى أن الدولة عليها التحرك سريعاً خلال الفترة المقبلة: "أتمنى أن تتدخل للتعامل مع مَن يستغلون المواطنين. الارتفاعات غير منطقية ويجب أن يُحاسبوا".