المعارض الافتراضية وسيلة الفنانين التشكيليين للهروب من "واقع كورونا"
الفنان التشكيلي الدكتور طه القرني يقول إنَّ النشاط التشكيلي تأثّر كثيراً خلال فترة الإغلاق وتراجعت الأعمال بصورة واضحة
دفعت جائحة كورونا الفنانين التشكيليين كغيرهم إلى الهروب من واقع الإغلاق الذي يفرضه الوباء وتنظيم معارضهم على الإنترنت، في محاولة للتعايش مع الأمر الواقع خلال الفترة التي تستلزم اتخاذ تدابير احترازية ووقائية لكبح جماح فيروس "كوفيد-19".
وينطلق مساء الإثنين، معرض افتراضي لـجاليري "لمسات" للفنون بعنوان "دعوة للتفاؤل"، وذلك عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك" ويستمر حتى 28 يونيو/حزيران.
وتدور رسالة المعرض حول تسليط الضوء على دور الفن التشكيلي في بث الأمل والتفاؤل خصوصاً في أوقات الأزمات، ويشارك فيه 27 فناناً تشكيلياً.
وتقام هذه المعارض بالتقنية ثلاثية الأبعاد (3D) لتقديم تجارب متفردة، ومن بينها معرض للفنانة المصرية هنا حلمي، صاحبة ومديرة جاليري "جاردن أوف أرت"، أقيم نهاية مايو/أيار الماضي، بعنوان "روح الشباب"، وضم 38 لوحة لـ27 فناناً شاباً.
وكان الدكتور صلاح المليجي، رئيس قطاع الفنون التشكيلية الأسبق في مصر، شارك بأربع لوحات من الأكريليك على الكانفاس في المعرض الجماعي "الفن ينشر الأمل" عبر الإنترنت، مطلع أبريل/نيسان الماضي.
المعرض دعت له ونظمته الفنانة التشكيلية شيرين بدر، بالتعاون مع الموقع الدولي "يورو أراب أرت تودي"، بهدف التشجيع على المشاركة الفنية واستمرار الإبداع خلال فترة الحظر والعزل.
وبعنوان "رغم الأزمة"، عرض الفنان التشكيلي حسين نوح، أعماله الجديدة من خلال معرض تشكيلي افتراضي عبر الإنترنت في أبريل/نيسان الماضي، واستمر لمدة خمسة أيام.
يقول الفنان التشكيلي الدكتور طه القرني إنَّ النشاط التشكيلي تأثّر كثيراً خلال فترة الإغلاق وتراجعت الأعمال بصورة واضحة جعلها "محدودة" للغاية.
وأضاف القرني لـ"العين الإخبارية" أنَّ عدداً كبيراً من الفنانين التشكيليين يتطلعون إلى إقامة أول معارضهم بعد انتهاء الأزمة، لكن المؤشرات تؤكد أن الفترة المقبلة ستكون للمعارض الافتراضية.
وتابع أن الحديث عن أي أعمال تتناول الأزمة حالياً لن تكون مكتملة النضوج، لافتاً إلى أن هناك أكثر من رؤية متداولة بشأن "ماذا بعد انتهاء الأزمة"، لكن تناولها لن يكون بالأمر الهين، إذ إن الأحداث الضخمة المؤثرة في حياة الشعوب تحتاج من الوقت ما يسمح لها بالاكتمال والنضج في عقل المبدع بشكل عام، لتخرج للمتلقي في صورتها الحقيقية والمعبرة عن قوة وحجم الحدث.
وأوضح أن فكرة المعارض التشكيلية الافتراضية "بسيطة" وهدفها المشاركة بعيداً عن الإنتاجية والربحية، لكن يلزم الأمر جدية في العمل من أجل تأصيل وتأريخ المرحلة.
وأشار إلى أنها فكرة لا تصلح كبديل للمعارض الواقعية، لأن الأخيرة فيها من المشاركة ما يحقق معادلة العرض والتناول والتفاعل الجمهوري.
وتبع أن معارض الفن التشكيلي "أونلاين" رمزيتها أضعف وتعد محاولات وتجربة مصغرة للمعارض الواقعية.
وعن رؤيته لطبيعة الأعمال التشكيلية في هذه المرحلة، قال القرني: "أرى أن نأخذ التجربة لزواية بعيدة تماماً عن السلبية، وتعزيز فكرة الطموح والبهجة، وإلا كل ما سيخرج سيكون مجرد إرهاصات لفكرة أو حدث غير مكتمل النضوج".
أما عن أعماله الأخيرة، فقال: "أعمل منذ فترة طويلة على مشروعي الخاص (رسم من مصر) ومن المقرر أن يخرج للنور مطلع العام الجديد، وإذ تطرقت لزاوية الأزمة الحالية سيكون من خلال حالة الوجد والإنسانية، لأن المشهد العام مربك ومخيف ومختلف وتفنيده يحتاج وقتاً أطول".
وقال الفنان التشكيلي الدكتور صلاح المليجي إنَّ معارض الفن التشكيلي الافتراضية تعتبر "حل مؤقت" لحين عبور الأزمة، موضحاً أنها مرضية وكافية للطموح خصوصاً في هذه الآونة.
وأضاف: "معارض الفن التشكيلي ليست مجرد صالة كبيرة لعرض اللوحات، لكن الأمر يحتاج لمزيد من التفاعل والمشاركة مع النقاد والفنانين والإعلاميين، ولذا المنظومة الآن ناقصة بشكل واضح للغاية".
وتابع: "خضت التجربة، وشاركت مع أصدقاء لي، مؤخراً، عبر أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي، وكان ذلك في بداية أزمة كورونا، وعرضت الأعمال افتراضياً في معرض فن تشكيلي بإيطاليا".
وأوضح أن الجائحة الحالية حدث عظيم ومؤثر في تاريخ البشرية، وإلى الآن لم تنته الأزمة، والتجربة تستلتزم لتناولها فنياً بشكل عام وقتاً أطول، ومرحلة أخرى تكون أكثر إلهاماً وليس إيلاماً".
ولفت إلى أنه يعمل الآن على مشروعه الخاص "رجل الصبار"، إذ بدأ في رسم أولى لوحاته قبل بداية أزمة كورونا.
aXA6IDMuMTQyLjUzLjE1MSA= جزيرة ام اند امز