بالصور.. الجحيم يجتاح جنة أستراليا وجزيرة الكلاب
يبذل رجال الإطفاء في أستراليا جهودا حثيثة للسيطرة على حريق غابات ضخم أتى على 40٪ من جزيرة فريزر المدرجة على لائحة التراث العالمي.
ويستعر الحريق الذي شب في أكبر الجزر الرملية في العالم والواقعة قبالة الساحل الشرقي لأستراليا، منذ أكثر من 6 أسابيع.
وقد أتى على مساحات واسعة من الغابات الفريدة في الجزيرة.
وتتوقع الأرصاد ارتفاع الحرارة إلى 34 درجة مئوية، الاثنين، في وقت تجتاح موجة حر المنطقة ما يثير القلق من ظروف أكثر حرا تؤجج النيران.
وقال المسؤول عن عمليات الإطفاء جيمس هيج لوكالة الأنباء الفرنسية إن "الغطاء النباتي في جزيرة فريزر بالغ الجفاف ولهذا السبب من السهل جدا أن يشتعل".
وقرابة ثلثي ولاية كوينزلاند ومن ضمنها جزيرة فريزر، تشهد حاليا موجة جفاف.
وبحسب تقرير حديث لأكبر وكالات العلوم والأرصاد في البلاد، يفاقم التغير المناخي الجفاف وحرائق الغابات والأعاصير في أستراليا، والتي تزداد سوءا مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة، حسب التقرير.
ورجال الإطفاء في جزيرة فريزر لا يكافحون فقط "ظروفا مناخية بالغة الصعوبة"، بل يواجهون أيضا صعوبة في الوصول إلى الحريق في الشمال النائي للجزيرة.
وقالت خدمة الحدائق العامة والحياة البرية في كوينزلاند إن الحريق يشتعل في جبهتين على امتداد 74 ألف هكتار، أو ما يوازي 42 بالمئة من الجزيرة، لكنه لا يهدد الممتلكات.
لكن مع اقتراب النيران من تجمعات سكنية في الأيام الماضية، منعت السلطات الزوار من التوجه إلى مقصد العطلات وحدت من خدمات العبارات حتى إشعار آخر.
وقال هيج إن ما يصل إلى 10 طائرات إطفاء تم نشرها لمكافحة النيران، مع تعليمات لعدد منها بحماية مواقع ذات أهمية ثقافية للسكان الأصليين.
وأسقطت الطائرات قرابة 250 ألف ليتر من المياه يوم السبت وحده، لكن هيغ قال إن تلك الجهود "لن توقف النيران" إنما ستبطئ تقدمها فحسب.
وقال "نحتاج للأمطار ولسوء الحظ لن نحصل عليها على الأرجح قبل فترة من الوقت".
ظروف مناخية صعبة
وأعلنت خدمة الحرائق والطوارئ في كوينزلاند حظر إشعال النيران لمدة 7 أيام في المنطقة اعتبارا من مساء الإثنين، فيما استعدت فرق الإطفاء لمواجهة ظروف مناخية صعبة لفترة مطولة.
وجزيرة فريزر التي تضم أعدادا كبيرة من الكلاب البرية المعروفة بالدينجو، مدرجة على قوائم اليونسكو للتراث العالمي بغاباتها المطرية وبحيرات المياه العذبة ونظامها المعقد من الكثبان الرملية التي لا تزال تتشكل.
ويطلق عليها أيضا اسم كجاري، أي الجنّة، بلغة السكان المحليين وتجذب مناظرها الخلابة مئات آلاف السياح سنويا.
وقال هيج إن فرق الإطفاء يحاولون توفيق جهود مكافحة النيران التي يعتقد أنها نجمت عن إشعال حريق في مخيم بصورة غير قانونية، مع ضرورة عدم إلحاق مزيد من الخسائر البيئية.
وتستعر حرائق غابات أصغر حجما في أماكن أخرى في كوينزلاند مع ارتفاع درجات الحرارة خلال عطلة نهاية الأسبوع تجاوزت أرقاما قياسية في مناطق جنوب الشرق الأسترالي ومن بينها سيدني التي سجلت ليومين درجات حرارة تخطت 40 مئوية.
ويشتعل أكثر من 50 حريق غابات في أنحاء ولاية نيو ساوث ويلز، الاثنين، حيث تتوقع الأرصاد عودة موجة حر.
ولا تزال استراليا تسعى لتجاوز آثار الحرائق المدمرة التي اندلعت في 2019-2020، والتي التهمت مساحة تساوي تقريبا مساحة المملكة المتحدة، وأودت بحياة 33 شخصا وأجبرت عشرات الآلاف على الفرار من منازلهم.
وتسبب موسم الحرائق التي يؤججها التغير المناخي، بنفوق أو نزوح قرابة 3 مليارات من الحيوانات، وكبّد الاقتصاد الأسترالي نحو 7 مليارات دولار أمريكي.
وأستراليا إحدى أكبر الدول المصدرة للوقود الأحفوري، وتتباطأ الحكومة المحافظة في التصدي لانبعاثات الكربون رغم استطلاعات أجريت مؤخرا أظهرت أن الأستراليين يشعرون بقلق متزايد إزاء التغير المناخي.