بعد 40 عاما على أول تلقيح اصطناعي في العالم.. لويز تزوجت وأنجبت
لويز الآن أم لطفلين وتخصص الكثير من الوقت لحضور مؤتمرات حول الخصوبة حول العالم، كما تحدثت في البرلمان الأوروبي حول التلقيح الاصطناعي
ولدت لويز براون البريطانية الجنسية في 25 يوليو/تموز عام 1978، وتعد أول طفلة في العالم تولد بتقنية التلقيح الاصطناعي، في مستشفى أولهام العام بمدينة مانشيستر .
وأصبحت لويز محل اهتمام الصحافة العالمية آنذاك، باعتبارها معجزة طبية بريطانية، وبارقة أمل للذين يعانون من مشاكل في الخصوبة.
وبعد مرور 40 عاما، غيرت عمليات التلقيح الاصطناعي دون شك حياة الملايين من البشر، بمنحهم فرصة لإنجاب الأطفال.
ووفقا لما أوردته صحيفة "الإنديبندنت" تعود قصة إنجاب لويز عندما واجه والداها جون براون، العامل في سكك حديد بريستول، وزوجته ليزلي، تأخر الإنجاب لـ9 سنوات، إلى أن التقيا بطبيب الأمراض النسائية والولادة في أولدهام، الدكتور باتريك ستوبتو وشريكه في البحث عالم الفيزيولوجيا في كامبريدج الدكتور روبرت إدواردز، عام 1977، حيث كانا يعملان في المجال التجريبي للتخصيب في المختبر.
وتمكن إدواردز وستوبتو من زراعة جنين في رحم الأم بنجاح، تم تلقيحه في طبق بتري بدلا من أنبوب اختبار في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 1977.
وبعد 9 أشهر، ولدت لويز براون طفلة سليمة عن طريق عملية قيصرية مخططة في مستشفى "أولدهام آند ديستريكت" في 25 يوليو/تموز 1978 وكان وزنها عند الولادة أكثر من 2 كلغ..
وجاءت ردود الفعل الشعبية على هذا الاختراق الطبي في علاج الخصوبة و"طفل القرن" متضاربة بلا ريب، وكان تواجد وسائل الإعلام المختلفة والمصورين الذين توافدوا على المستشفى، كافيا لنشر الفوضى، ما تسبب في إخلاء المستشفى.
واصطف ضباط الشرطة في ممرات المؤسسة مع وصول جون براون لمقابلة ابنته للمرة الأولى، وعندما وصلت العائلة الجديدة إلى منزلها في بريستول، قام 100 مراسل بإغلاق الشوارع المحاذية للمنزل، وتجمع السكان والأطفال المحليون، وكان من بينهم ويسلي موليندر، البالغ من العمر 7 سنوات آنذاك، والذي تزوج من لويز عام 2004، وكان الدكتور إدواردز أحد الحاضرين.
وتلقت عائلة براون كميات هائلة من الرسائل والطرود خلال الأشهر التالية لولادة لويز، من قبل الأشخاص المهتمين بذلك الاختراق الطبي، حيث تحتفظ أول طفلة ولدت بواسطة التلقيح الاصطناعي بمعظمها.
ولم تكن جميع الرسائل التي وصلت لويز وعائلتها للتهنئة، بل شملت رسائل مخيفة ومعارضة لهذا الإنجاز العلمي بعض الشيء.
ورغم الضغوط الاجتماعية التي واجهتها العائلة بسبب النظرة العامة للتلقيح الاصطناعي، أصرت على مشاركة طفلتها المعجزة مع العالم.
واليوم، تخصص لويز، وهي أم لطفلين، الكثير من الوقت لحضور مؤتمرات حول الخصوبة في جميع أنحاء العالم، كما تحدثت في البرلمان الأوروبي حول موضوع التلقيح الاصطناعي في فبراير/شباط 2017 .