أول اكتشاف لأورام المبيض المسخية في مصر القديمة
وصفت دراسة حالة أجرتها جامعة جنوب إلينوي الأمريكية، أول اكتشاف لورم مسخي في المبيض، وهو نوع من الورم يحتوي على أنسجة متمايزة جيدا تم تطويرها من ثلاث طبقات من الخلايا الجرثومية (الأديم الظاهر، والأديم المتوسط، والأديم الباطن).
ويمكن أن يظهر الورم المسخي على شكل شعر وأسنان وعظام، وفي الحالات القصوى، أطراف جزئية وأعضاء، وربما يكون هذا هو المكان الذي حصل فيه الورم على اسمه "مسخي"، مشتق من الكلمة اليونانية "teras"، والتي تعني الوحش.
وفي ورقة بحثية بعنوان "ورم مسخي مبيضي ناضج من مملكة العمارنة الحديثة بمصر" نشرت في "المجلة الدولية لعلم الأمراض القديمة"، قام الباحثون بتفصيل الاكتشاف الأثري لورم مسخي مبيضي ناضج في العمارنة، يعود تاريخه إلى منتصف القرن الرابع عشر قبل الميلاد.
وهذه الحالة، هي الخامسة المعروفة لورم مسخي مبيضي ناضج تم العثور عليه في السجل الأثري، والحالة الوحيدة التي تم الإبلاغ عنها في مصر الفرعونية أو أفريقيا، والتي سبقت الحالات الأخرى المبلغ عنها بعدة قرون.
وارتبط الورم المسخي بشابة تبلغ من العمر 18-21 عامًا، دُفنت في واحدة من أكثر المدافن المزخرفة لفئة غير النخبة في العمارنة.
وعثر على الرفات في مقبرة تحت الأرض متعددة الغرف بمقبرة الصحراء الشمالية بالعمارنة، مصحوبة بكتلة متكلسة وسنين مرتبطين داخل تجويف الحوض، ومن غير الواضح ما الذي كان معروفًا عن حالة المرأة في ذلك الوقت، على الرغم من أن صغر سنها وقت الوفاة يمكن أن يشير إلى أنها ماتت بسبب عدوى مرتبطة بهذه الحالة.
وتاريخيًا، تم إساءة فهم اكتشافات الأورام المسخية بعد الوفاة على أنها علامات على سلوك غير أخلاقي أو سحر، أو تم إساءة فهمها علميا على أنها نتائج حمل مشوهة، وليس أي منهما صحيحا، حيث إنه من المفهوم الآن أن الآفات عبارة عن أورام تتشكل من طبقات خلايا جرثومية متعددة ويمكن أن تحدث عند الأشخاص العذارى، ذكورًا وإناثًا على حد سواء، مع كون المبيضين والخصيتين الموقع الأكثر شيوعا لحدوثه.
واليوم، يمكن رؤية مثل هذه الحالة بالأشعة السينية، ومن المحتمل علاجها عن طريق الجراحة، ولكن قبل آلاف أو حتى مائة عام، ربما لم يتم اكتشاف الورم، مما يترك المرضى والأطباء يعالجون أعراض حالة لم يكن من الممكن أن يتخيلوا وجودها.