بالصور والفيديو.. أول فتاة مصرية تقتحم عالم الفضاء بطائرة بدون طيار
فتاة مصرية تعشق النظر إلى السماء منذ طفولتها، لتعتزم بعد ذلك دراسة الفضاء، وتبدع في صنع إنسان آلي وطائرة بدون طيار.
ماذا يوجد في الغلاف الجوي؟ كيف تحلق الطائرات في السماء ولا تقع رغم الجاذبية الأرضية؟ لماذا تشع النجوم ضوءًا في حين أن الكواكب أجسام معتمة؟ ماذا يوجد خارج كوكب الأرض؟ هل توجد حياة على الكواكب الأخرى؟
ميار وائل فهيم٬ فتاة مصرية دار في خلدها الكثير من التساؤلات حول ما يدور في عالم الفضاء٬ واستهواها النظر والتأمل إلى السماء ساعات طوال منذ صغرها، لتعتزم دراسة ذلك المجال والتخصص فيه وتبدع في تصميم طائرة بدون طيار بعد تجارب علمية سابقة مثل تصميم إنسان آلي.
وعن بداية اهتمامها بالفضاء، تقول ميار لبوابة "العين" الإخبارية إنها عشقت النظر إلى السماء منذ صغر سنها، ما انعكس على تفضيلها لأفلام الكارتون والقصص التي تتحدث عن الفضاء.
وأضافت أنها كانت دائمة التساؤل عن عالم الفضاء، وكانت والدتها القارئ والشارح والمعلم الأول لها، تقرأ لها الكتب والقصص، وتبسط لها المعلومات.
ومع دخولها المدرسة، أوضحت ميار أن ما في السماء من نجوم وكواكب كان أولوية حديثها مع أصدقائها وزملائها لدرجة استغرابهم لميولها وطريقة تفكيرها البعيدة عن اهتمامات الفتيات في السن الصغير.
"بدأت منذ الثالثة عشرة من عمري أهتم بالفضاء كعلم بقراءة الكتب المتخصصة والاشتراك في دورات قريبة من المجال، وانتقلت إلى التطبيق العملي لأفكاري، وعرضتها على أصدقائي وأساتذتي بالمدرسة بشرح مبسط، فتحول الاستغراب والاندهاش إلى إعجاب وتشجيع، وأطلقوا علىّ اسم ناسا"، بحسب ميار.
وتتوقف ميار برهة لتشير إلى بداية تجاربها العملية٬ حيث اشتركت في مسابقة لتصميم الإنسان الآلي "الروبرت" في الصين، وهي مسابقة عالمية، وكانت في سن الرابعة عشرة، مؤكدة على قيامها بكل الخطوات من تصميم وتشكيل ووضع المهمة، والمتمثلة في حمل الحمولة بديلا عن الإنسان الطبيعي.
ورغم المزايا الكثيرة التي يتسم بها الإنسان الآلي من قدرة على القيام بمهام لا يقوي عليها الإنسان الطبيعي، لكن يظل العقل هو النور الذي يقود البشري إلى المزيد من الابتكارات والاختراعات في مختلف المجالات، خاصة إذا توفرت أو أتيحت له الفرصة والإمكانيات.
وتتابع الفتاة العشرينية أنها كثّفت اهتمامها ومصادر معرفتها عن الفضاء، خاصة بعد تجربة الروبرت الناجحة في الصين وعزمت على الالتحاق بجامعة تتخصص في ذلك المجال المفضل لديها.
وجاءت المشكلة، بعدم وجود ذلك التخصص المباشر في مصر، مع رفض الكثير من الجامعات العالمية المتخصصة استقبال طلاب أجانب؛ لاعتقادهم بسرية مجال الفضاء واقتصار تعليمه على أبناء البلد، حتى أتيحت الفرصة في جامعة حكومية أوكرانية.
وبعد الاستقرار على الجامعة الأوكرانية تواجه ميار مشكلة أخري تتمثل في رفض الوالد سفرها إلى أوكرانيا، لكن مع إصرارها ومحاولات والداتها بإقناعه بأن ابنتهما لن تدخر جهدا في تحصيل العلم بما يُفيدها ويخدم وطنها، ليوافق الأب أخيرا.
وتعبّر الفتاة عن عامها الأول بجامعة الطيران الوطنية الأوكرانية "خاي" بكثير من الزهو والاعتزاز بالنفس، مشيرة إلى كونها الفتاة الوحيدة بين زملائها الأجانب في الصف، ولكونها الأجنبية الوحيدة التي كُلفت بالاشتراك في مسابقة تنظمها الجامعة للأوكران والروس.
و"خاي" كانت مصنعا لصناعة الطائرات في العهد السوفيتي، لكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي تحول المصنع إلى جامعة متخصصة في علوم الفضاء والصواريخ.
اندهشت ميار عندما علمت من الجامعة أنها أول فتاة مصرية وعربية تدخل "خاي"، ولم يقل اندهاشها عن اندهاش أساتذتها وعميد الكلية الذين ظلوا يتابعون مستواها ودرجاتها العلمية التي كانت تحصل عليها.
وأمام تفوقها وجديتها العلمية، كلفتها الجامعة بالدخول في مسابقة (مُخصصة للطلاب الأوكران والروس) شاركت فيها بتصميم طائرة بدون طيار مزودة بكاميرات ونظام الـجي بي إس GPS، لتصوير الأماكن من مسافات عالية للترويج للسياحة.
ونجحت تجربة الطائرة، وكرمت ميار من أساتذتها وعميد الكلية، كما كرمتها قنصل مصر بأوكرانيا مروة محمود.
وتجتهد ميار، المتخصصة في هندسة الصواريخ، في محاولة الاستفادة من الصواريخ وتطويرها بما يتيح للبشرية استخدامها في مجال النقل كالطائرات، فضلا عن استخداماتها في الوصول إلى القمر واكتشافه واكتشاف الكواكب الأخرى.
وتأتي ميار إلي مصر لتلقي التدريب الصيفي في المراكز المصرية، خاصة في مركز بحوث الطيران التابع للمؤسسة العسكرية المصرية، متمنية أن يزداد الاهتمام بمجال الفضاء وأن تنشئ القاهرة وكالة متخصصة كالوكالة الأمريكية المتخصصة بالفضاء والملاحة "ناسا".