لأول مرة.. الأقمار الصناعية تكشف أسرار بركان سعودي صامت (خاص)
في اكتشاف علمي رائد، تمكن فريق بحثي من تطوير طريقة مبتكرة لمراقبة النشاط البركاني في حقل حرة لونير شمال غرب السعودية.
وباستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد وبيانات الأقمار الصناعية، بما فيها بيانات قمر "جريس" الخاص بمراقبة الجاذبية الأرضية، نجح فريق بحثي مشترك يضم الباحثين د.كارم عبدالمحسن من جامعة أريزونا بأمريكا ود.عبد الله عثمان من قسم الهندسة المدنية والبيئية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة بالسعودية، من تقديم رؤية دقيقة لحركة الصهارة تحت سطح الأرض، بما يعزز القدرة على التحذير المبكر من أي نشاط بركاني محتمل في المنطقة.

وقال د. كارم عبدالمحسن، الباحث في جامعة أريزونا، والباحث الرئيسي في الدراسة لـ"العين الإخبارية": "حقل حرة لونير شهد عام 2009 سلسلة زلازل أثارت المخاوف من احتمال حدوث ثوران بركاني، لكن طبيعة المنطقة النائية والصعبة جعلت المراقبة التقليدية على الأرض تحديا كبيرا، و باستخدام تقنيات الأقمار الصناعية الحديثة، استطعنا رصد تغيرات دقيقة في سطح الأرض، بما في ذلك ارتفاع الأرض وظهور مؤشرات حرارية دقيقة، تعكس تحرك الصهارة تحت القشرة الأرضية".
وأضاف عبدالمحسن: "الدمج بين صور الأقمار الصناعية التقليدية وبيانات (جريس)، الخاص بمراقبة الجاذبية الأرضية، تمكننا من الحصول على رؤية مزدوجة، تجمع بين مراقبة التغيرات على السطح وفهم ديناميكيات الصهارة في أعماق الأرض، وبفضل هذه الطريقة، تمكنا من تحديد أن الصهارة تحت المنطقة تقع على عمق يتراوح بين 5 و10 كيلومترات تقريبا، وأنها مسؤولة عن التغيرات الأرضية التي رُصدت خلال الفترة من 2009 إلى 2015".

وأشار الباحث إلى أن هذه التقنية لا توفر فقط وسيلة فعالة لرصد البراكين في مناطق نائية، بل يمكن تطبيقها عالميا على أي بركانية تفتقر إلى المراقبة الأرضية المكثفة، بما يسهم في تعزيز نظم الإنذار المبكر وتقليل المخاطر على المجتمعات المحيطة.
واختتم بالقول: "استخدام البيانات الفضائية الحديثة في رصد البراكين يمثل تحولا نوعيا في علوم الأرض، إذ يتيح لنا فهم التفاعلات البركانية بشكل أكثر تفصيلا، ويوفر أدوات قوية لحماية الأرواح والممتلكات من المخاطر الطبيعية المحتملة".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز