400 وجبة يوميا من أشهر مطاعم نيويورك لأبطال معركة كورونا
مطعم "لو برناردان" الشهير في نيويورك، الحاصل على 3 نجوم من "دليل ميشلان نيويورك"، يعد أحد أفضل مطاعم السمك في العالم
أعاد طاه فرنسي شهير، الأربعاء، فتح أحد مطابخ مطعمه الواقع بحي الأعمال في مانهاتن ليس لخدمة زبائنه المعتادين، وإنما لتحضير الطعام وتوزيعه على الطواقم الطبية.
ويعد مطعم "لو برناردان" الشهير في نيويورك، الحاصل على 3 نجوم من "دليل ميشلان نيويورك"، أحد أفضل مطاعم السمك في العالم.
ومنذ فترة، كان الطاهي الفرنسي إريك ريبير يخطط لمشروع لمساندة الطواقم الصحية بدعم من الجمعية الخيرية "ورلد سنترال كيتشن" التي أسسها خوسيه أندريس، وهو طاه شهير آخر.
وبات 4 من موظفي المطعم الـ180 المتوقفين عن العمل حاليا يحتلون هذا المطبخ من الإثنين إلى الجمعة لتحضير 400 وجبة يومية موجهة إلى أفراد طواقم رعاية صحية أتوا لتعزيز الفرق المحلية لمحاربة الوباء في نيويورك، وينزلون في فنادق قريبة من مطعمه.
ويقول الطاهي البالغ 55 عاما وهو يضع قناعا وقفازات أمام العلب التي يملأها طعاما: "المهم حاليا هو مساعدة المجتمع برمته وتحديدا الأطباء والممرضين، هدفنا هو أن نقوم بذلك بشكل جيّد والسهر على أن يتمكّن هؤلاء الأشخاص الذين يجازفون كثيرا ويرون أشياء رهيبة خلال النهار من الاستراحة عندما يعودون إلى فندقهم وتناول طعام لذيذ نسبيا".
ووضعت قوائم الطعام للأسبوعين المقبلين وتتضمن الدجاج واللحم والأرز والمعكرونة والكوسكس، ويشدد الطاهي على أن كل وجبة تحوي بروتينات من خلال اللحم والخضار، فضلا عن الباستا أو الأرز.
ويشهد انتشار وباء كورونا تباطؤا في عاصمة الولايات المتحدة الاقتصادية، لكنها لا تزال البؤرة الأساسية مع أكثر من 19 ألف حالة وفاة مؤكدة أو محتملة جراء الفيروس ومن دون أي موعد لبدء تخفيف إجراءات الحجر.
ورغم غياب المعلومات حول احتمال إعادة الفتح، لا يسع ريبير إلا التفكير بمطعمه في مرحلة ما بعد الجائحة.
وهو لا يفكر بتغيير كل شيء كما يفعل طهاة فرنسيون كبار باتوا يعدون أطباقا لذيذة يحملها الزبون ليتناولها خارج المطعم "لكن لو برناردان لن يكون كما كان عليه قبل الإغلاق"، وفقا لما يؤكد الطاهي الذي لا يزال يحتفظ بلهجة جنوب فرنسا رغم وجوده في الولايات المتحدة منذ 31 عاما.
ويمضي قائلا: "لو برناردان مطعم فاخر من 3 نجوم وسنحاول الاستمرار في توفير هذه التجربة لزبائننا".
وسيضطر إلى ترك مسافة فاصلة أكبر بين الطاولات وخفض عدد الكراسي المتاحة، وكان مطعمه يتسع لـ120 شخصا من دون احتساب قاعتي الاستقبال، يضاف إلى ذلك العمل مع أقنعة وقفازات ومواد معقمة.
لكن يبقى على الطاهي وهو أحد مالكي المطعم أن يجد حلا للمعادلة الاقتصادية للمؤسسة التي كان معتادا على رؤيتها محجوزة بالكامل ظهرا ومساء.
ويتوقع ألا يعود قريبا زبائنه الأجانب الذين كانوا يشكلون 30 إلى 40% من إجمالي رواد المطعم طالما أن الرحلات بين الدول غير محبذة.
ويضيف: "لا أعرف إن كان زبائن من ولايات أمريكية أخرى سيأتون ولا إن كان أبناء نيويورك سيخرجون ويشعرون بالراحة والأمان في مطعم".
ويتابع ريبير: "سنبذل قصارى جهدنا وسنعمل على إسعاد زبائننا لكي يمضوا وقتا مسليا في المطعم وأن يحصل موظفونا على عمل".
ويختم قائلا: "لن نفتح بين ليلة وضحاها واستعادة طاقتنا السابقة كاملة سيستغرق وقتا، إلا أن نيويورك تبقى نيويورك وستعود إلى المستوى الذي كانت عليه مع إبداع وطاقة يميزانها".