الجيش الليبي يسير جسرا جويا لإغاثة مدينة "غات" المنكوبة
الناطق الرسمي باسم الحكومة المؤقتة حاتم العريبي أعلن، في وقت سابق، تسيير رحلة مساعدات جوية من مطار بنينا الدولي إلى مدينة غات المنكوبة.
أعلن اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، أن القائد العام المشير خليفة حفتر كلّف بتسيير جسر جوي إلى مدينة غات المنكوبة.
وقال المسماري، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن القائد العام كلّف القيادة العامة للقوات المُسلحة -بالتنسيق مع الحكومة المؤقتة- بتسيير جسر جوي لمدينة غات.
- "غات" الليبية لـ"العين الإخبارية": 1600 نازح وقتيلان حصيلة السيول
- استمرار السيول على غات الليبية.. وتحذيرات من كارثة إنسانية
وأضاف المسماري أن التكليف يأتي انطلاقاً من الواجب الوطني والإنساني للجيش الوطني الليبي واستجابة لنداءات المواطنين في مدينة غات وضواحيها.
وكشف المسماري عن أن الجسر الجوي لمدينة غات يعمل على نقل مواد الإغاثة والمواد الغذائية المستعجلة والأدوية والمولدات الكهربائية إلى المتضررين في المدينة.
وتابع المسماري: "كما سيتم –من خلال الجسر الجوي- نقل المُصابين والمرضى من مدينة غات للحصول على الرعاية الطبية اللازمة.
وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة الليبية المؤقتة حاتم العريبي أعلن، في وقت سابق، تسيير رحلة جوية من مطار بنينا الدولي إلى مدينة غات المنكوبة تحمل على متنها احتياجات "لوجستية" من أغطية ومفروشات ومولدات كهربائية وأدوية.
وأشار العريبي، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" عليه، إلى انطلاق قافلة طبية من مدينة سبها بسيارات إسعاف مجهزة بالكامل ومصحوبة بفريق طبي لكل التخصصات وأدوية خاصة للأطفال ولمرضى السكري وأدوية ضغط الدم.
وأوضح العريبي أنه تم تجهيز معدات ومضخات غاطسة لتوفير مياه الشرب ومضخات سحب المياه وهي الآن في طور الشحن من مخازن الحكومة في مدينة سبها.
وأكد العريبي أن الحكومة الليبية المؤقتة لن تتأخر عن أداء واجباتها تجاه أي مدينة أو منطقة أو قرية ليبية مهما كلفهم ذلك رغم الحصار وانعدام الموارد وعبث ما يسمى المجلس الرئاسي بأموال الشعب وجلب الأسلحة والمرتزقة الأجانب الذين يقاتلون الجيش الليبي.
لجنة طوارئ
كانت لجنة الأزمة بالمنطقة الجنوبية التابعة للحكومة الليبية المؤقتة قد أعلنت، أمس الأربعاء، عملها على تسيير قافلة إغاثة من أدوية ومواد غذائية من الحكومة الليبية المؤقتة في بنغازي بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر الليبي ووزارة الشؤون الاجتماعية والهيئة العامة للإغاثة ووزارة الصحة بالحكومة الليبية المؤقتة من أدوية ومعدات طبية للمساهمة في رفع المعاناة عن أهالي مدينة غات المنكوبة.
وأعلنت الحكومة الليبية المؤقتة، الأربعاء، انطلاق قوافل المساعدات الإنسانية من المخازن الاستراتيجية للحكومة في مدينة بنغازي، ومخازنها بمدينة سبها باتجاه بلدية غات التي اجتاحتها السيول.
ورفعت الحكومة المؤقتة حالة التأهب القصوى للتصدي لأزمة السيول التي اجتاحت بلدية غات من خلال تكوين لجنة وزارية ترأسها رئيس مجلس الوزراء المكلف الدكتور عبدالرحمن الأحيرش.
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة حاتم العريبي إن لجنة الأزمة في حالة انعقاد دائم بمقر الهيئة الليبية للإغاثة بمدينة بنغازي بحضور عضو مجلس النواب محمد الجديد، لمعالجة الأزمة في غات.
وأكد العريبي أن الحكومة المؤقتة فتحت خطا عاجلا لإرسال قوافل الإغاثة إلى غات متضمنة سلعا تموينية وأدوية طبية بما فيها الأمصال المضادة للدغ الزواحف السامة، والأغطية والمفروشات.
وأضاف العريبي أن القافلة اشتملت أيضا على حليب وحفاضات للأطفال وكبار السن والأغطية لمساعدة الأسر النازحة من بيوتها جراء الفيضانات، بالإضافة إلى مضخات لشفط المياه.
ولفت العريبي إلى أن القوات المسلحة الليبية وقوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية تعمل على إجلاء العالقين في مناطق الفيضانات بغات، وكذلك تعمل على تسهيل حركة السير وتأمين قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة لتلك المنطقة.
وقال المركز الإعلامي للمجلس البلدي بمدينة غات الليبية إن نحو 1600 شخص اضطروا إلى النزوح نتيجة للسيول التي ضربت المدينة.
مقدار الضرر
أكد المجلس البلدي بغات، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن السيول أسفرت عن مقتل شخصين فيما فُقد نحو 26 آخرين، مضيفا أن السيول دمرت نحو 65% من مدينة غات نتيجة المعاناة من ضعف البنية التحتية أصلا.
ونفى المجلس البلدي بغات، الأربعاء، أن تكون وصلته شحنات إغاثة من أي من الحكومتين الموجودتين في ليبيا، مشيرا إلى أن الإغاثات التي وصلتهم جاءت من المدن المجاورة والحملات الأهلية فقط.
وأشار المجلس البلدي بغات إلى أن البلدية تحتاج إلى إغاثات عاجلة في ظل ضعف الإمكانات، وأن مراكز الإيواء التي تم إنشاؤها لا تكفي المتضررين.
وأوضح أن المدينة تحتاج -إلى جانب مواد الإعاشة- إلى زوارق نجاة ومولدات كهرباء ومضخات سحب المياه لمواجهة السيول.
ولفت إلى أن مكتب الشؤون الإنسانية بالبعثة الأممية عرض تقديم المساعدات، لكنه يحتاج إلى وقت لتأمين إرسالها.
واختتم المجلس البلدي بغات: "مستمرون في إجلاء العائلات إلى مراكز الإيواء في ظل تحذيرات هيئة الأرصاد من ازدياد السيول".
كارثة مقبلة
كان المركز الوطني للأرصاد الجوية الليبي نوه باستمرار توقع هطول الأمطار على مدينة "غات" المنكوبة والمناطق المحيطة بها حتى الأربعاء والخميس.
ونبه المركز، في بيان، إلى أن السيول ستستمر في التدفق من الحدود الجزائرية بسبب الوضع الطبوغرافي للأرض وهطول الأمطار الغزيرة على المناطق الجبلية بجنوب شرقي الجزائر بمحاذاة مدينة غات.
وأوضح أنه من المحتمل أن تزداد حدة معاناة سكان مدينة غات من السيول، مشددا على وجوب أخذ الحيطة والحذر، حتى لا تزداد الأوضاع الإنسانية تدهورا.
ونوه بضرورة التنسيق مع جهاز التنبؤات الجوية بمطار معيتيقة قبل إقلاع طائرات الإغاثة والمساعدات وتوخي الحيطة والحذر.
وكان المجلس البلدي لمدينة غات قد حذر من كارثة إنسانية في بعض أحياء البلدية، نتيجة اختلاط مياه الأمطار بالمياه السوداء والمخلفات العضوية، ما ينذر بكارثة صحية خاصة مع ارتفاع منسوب المياه في تلك الأحياء.
وأكد أن الأحوال الجوية تشير إلى حالة من عدم الاستقرار في بلدية غات الخميس والجمعة، مع تساقط غزير لمياه الأمطار.
وأشار إلى أن مراكز إيواء النازحين التي تم توزيعها على 4 مدارس تعاني نقصا في المياه والغذاء والخدمات.
مدينة منكوبة
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور عبدالمنعم الزايدي، الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان بليبيا، أن السيول التي ضربت مدينة غات جعلتها "منكوبة"، نتيجة كمية الدمار الذي لحق بالبنية التحتية الهشة بالأساس.
وأضاف الزايدي لـ"العين الإخبارية" أن المدينة الواقعة بأقصى الجنوب الغربي لليبيا تعاني انقطاع الاتصالات بمناطق آيسين وأبالول والبركت والفيوت.
ونوه الزايدي بأن فريق الهلال الأحمر الليبي يسعى لتقديم المساعدات الإنسانية والعاجلة للمتضررين، رغم ضعف الإمكانات وتعدد الجبهات التي يعملون عليها بين غات وطرابلس.
كما أشار إلى مناشدة المجلس البلدي لبلديات الجنوب المجاورة تقديم المساعدة الإنسانية والإعاشة وإخراج العالقين بالسيول.
ودعا الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان بليبيا جميع المنظمات المدنية العاملة في البلاد إلى تقديم المساعدات للهلال الأحمر الليبي لتوصيلها إلى المنكوبين في غات.