قتيلان و1600 نازح حصيلة السيول في غات الليبية
المجلس البلدي غات يشير إلى أن البلدية تحتاج إلى إغاثات عاجلة في ظل ضعف الإمكانات وأن مراكز الإيواء التي تم إنشاؤها لا تكفي.
قال المركز الإعلامي للمجلس البلدي بمدينة غات الليبية إن نحو 1600 شخص اضطروا إلى النزوح نتيجة للسيول التي ضربت المدينة.
وأكد المجلس البلدي بغات -في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"- أن السيول أسفرت عن مقتل شخصين فيما فقد نحو 26 آخرين، مضيفا أن السيول دمرت نحو 65% من مدينة غات نتيجة المعاناة من ضعف البنية التحتية أصلا.
ونفى المجلس البلدي بغات أن تكون وصلته شحنات إغاثة من أي من الحكومتين الموجودتين في ليبيا، مشيرا إلى أن الإغاثات التي وصلتهم جاءت من المدن المجاورة والحملات الأهلية فقط.
وأشار المجلس البلدي بغات إلى أن البلدية تحتاج إلى إغاثات عاجلة في ظل ضعف الإمكانات، وأن مراكز الإيواء التي تم إنشاؤها لا تكفي المتضررين.
وأوضح أن المدينة تحتاج إلى جانب مواد الإعاشة إلى زوارق نجاة ومولدات كهرباء ومضخات سحب المياه لمواجهة السيول.
ولفت إلى أن مكتب الشؤون الإنسانية بالبعثة الأممية عرض تقديم المساعدات، لكنه يحتاج إلى وقت لتأمين إرسالها.
واختتم المجلس البلدي بغات: "مستمرون في إجلاء العائلات إلى مراكز الإيواء في ظل تحذيرات هيئة الأرصاد من ازدياد السيول".
كان المركز الوطني للأرصاد الجوية الليبي نوه باستمرار توقع هطول الأمطار على مدينة "غات" المنكوبة والمناطق المحيطة بها حتى الأربعاء والخميس.
ونبه المركز في بيان أن السيول ستستمر في التدفق من الحدود الجزائرية بسبب الوضع الطبوغرافي للأرض وهطول الأمطار الغزيرة على المناطق الجبلية بجنوب شرقي الجزائر بمحاذاة مدينة غات.
وأوضح أنه من المحتمل أن تزداد حدة معاناة سكان مدينة غات من السيول، مشددا على وجوب أخذ الحيطة والحذر، حتى لا تزداد الأوضاع الإنسانية تدهورا.
ونوه بضرورة التنسيق مع جهاز التنبؤات الجوية بمطار معيتيقة قبل إقلاع طائرات الإغاثة والمساعدات وتوخي الحيطة والحذر.
وكان المجلس البلدي لمدينة غات قد حذر من كارثة إنسانية في بعض أحياء البلدية، نتيجة اختلاط مياه الأمطار بالمياه السوداء والمخلفات العضوية، ما ينذر بكارثة صحية خاصة مع ارتفاع منسوب المياه في تلك الأحياء.
وأكد أن الأحوال الجوية تشير إلى حالة من عدم الاستقرار في بلدية غات الخميس والجمعة، مع تساقط غزير لمياه الأمطار.
وأشار إلى أن مراكز إيواء النازحين التي تم توزيعها على 4 مدارس تعاني نقصا في المياه والغذاء والخدمات.
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور عبدالمنعم الزايدي، الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان بليبيا، أن السيول التي ضربت مدينة غات جعلتها "منكوبة"، نتيجة كمية الدمار الذي لحق بالبنية التحتية الهشة بالأساس.
وأضاف الزايدي لـ"العين الإخبارية" أن المدينة الواقعة بأقصى الجنوب الغربي لليبيا تعاني انقطاع الاتصالات بمناطق آيسين وأبالول والبركت والفيوت.
ونوه الزايدي بأن فريق الهلال الأحمر الليبي يسعى لتقديم المساعدات الإنسانية والعاجلة للمتضررين، رغم ضعف الإمكانات وتعدد الجبهات التي يعملون عليها بين غات وطرابلس.
كما أشار إلى مناشدة المجلس البلدي الإنسانية لبلديات الجنوب المجاورة تقديم المساعدة الإنسانية والإعاشة وإخراج العالقين بالسيول.
ودعا الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان بليبيا جميع المنظمات المدنية العاملة في البلاد إلى تقديم المساعدات للهلال الأحمر الليبي لتوصيلها إلى المنكوبين في غات.
وقال المكتب الإعلامي للهلال الأحمر الليبي فرع مدينة غات إن مخيم النازحين بمدرسة أسماء بنت أبي بكر استقبل 600 شخص من أهالي المدينة.
وأضاف المكتب الإعلامي للهلال الأحمر الليبي، في بيان، أن المنظمة اضطرت إلى إنشاء المخيم بمدينة غات مع تزايد أعداد العالقين الذين يتم إجلاؤهم من حي الشركة الصينية.
وكشف الهلال الأحمر الليبي أن 45 عائلة تم إجلاؤها بمحلة "تنجرابين"، ليتم إيواؤها بمخيم النازحين بـ"البركة" بمعهد المتوسط للمهن الشاملة، في حين لا تزال بعض العائلات عالقة.
ونوه الهلال الأحمر بأن لجنة الطوارئ ومتابعة أزمة السيول استقبلت نداءات استغاثة من المواطنين في قرى "ابالول" و"أفود" و"تنزوفت"، وجارٍ العمل لإجلاء العائلات العالقة هناك.
وتابع: "معظم أحياء بلدية غات تعاني من انقطاع المياه النظيفة والكهرباء منذ أكثر من 48 ساعة".
ونوَّهت فرق لجنة الطوارئ بالهلال الأحمر الليبي بتعاون أهالي بلدية غات في مواجهة الأزمة ونجدة الأسر العالقة والاعتناء بالنازحين وإعداد وجبات الغداء والعشاء.