"الهزة النذير".. لماذا لم تنجح في التنبؤ بزلزال شمال إيطاليا؟
هز زلزال بقوة 5.1 درجة شمال إيطاليا في الصباح الباكر من يوم 18 سبتمبر 2023، مما أدى إلى إيقاظ السكان، الذين يعيشون بالقرب من جبال أبنين الشمالية.
تم الإبلاغ عن هزة أرضية أقوى في الشمال الشرقي من الزلزال مقارنة بالجنوب الغربي، وقد يكون هذا بسبب الاهتزاز المتضخم في الرواسب الناعمة المترسبة في الشمال الشرقي من جبال الأبينيني.
وربما لم يشعر هؤلاء الأشخاص أنفسهم بالزلزال الذي بلغت قوته 3.3 درجة والذي وقع قبل نصف ساعة تقريبا في نفس الموقع، وهو زلزال يمكن تصنيفه على أنه "هزة نذير".
و"الهزات النذير" ليست شائعة، وتحدث عندما تسبب الزلازل الصغيرة تغيرات في الضغط على طول الصدوع القريبة التي يمكن أن تؤدي إلى أحداث أكبر، ولا يتم الاعتماد عليها كمؤشرات للخطر المستقبلي.
وتقول جوديث هوبارد، عالمة الزلازل بجامعة كورنيل الأمريكية في تقرير نشره الإثنين موقع "Substack": "لسوء الحظ، فإن هذه الهزات النذيرة ليست مفيدة للغاية كمؤشرات للخطر المستقبلي، لأن الزلازل الصغيرة تحدث بشكل متكرر للغاية، ولا يمكننا عادة التمييز بين التي تحدث بشكل متكرر، وتلك التي من المرجح أن تؤدي إلى حدوث زلازل أكبر، لا سيما أن الزلازل معتادة في إيطاليا".
وإيطاليا نشطة زلزاليا، وتنتج بانتظام زلازل صغيرة، وأخرى فوق الخمس درجات، وبشكل أقل تكرارا فوق الست درجات أو حتى 7 درجات، وعلى الرغم من أن الزلازل لا تميل هناك إلى أن تكون ضخمة، إلا أنها عادة ما تكون ضحلة جدا، مما يؤدي إلى اهتزازات أكثر شدة على السطح من الزلازل العميقة، علاوة على ذلك، تحتوي إيطاليا على العديد من المباني التاريخية التي لم يتم تصميمها باستخدام رموز الزلازل الحديثة، ولا تزال عرضة للخطر، ولحسن الحظ، فإن زلزال اليوم صغير الحجم؛ ولم يتم نشر أي تقارير عن حدوث أضرار.
وعن احتمالية أن يكون هذا الزلزال الذي بلغت قوته 5.1 درجة بمثابة نذير لزلزال أكبر، توضح هوبارد، أنه "أمر ممكن، ولكنه غير مرجح، فالغالبية العظمى من الزلازل ذات الخمس درجات، لا تؤدي إلى أحداث أكبر".
ومع ذلك، شهدت إيطاليا بعض الزلازل المدمرة مع تسلسلات الهزات النذيرة، بما في ذلك زلزال 6.3 لاكويلا المميت في عام 2009، وقد دفعت هذه الأحداث الأبحاث حول تسلسلات الهزات النذيرة لمحاولة تحديد الميزات التي قد تشخص بشكل أفضل مخاطر وقوع أحداث أكبر، ولكن كانت النتائج مختلطة، كما تشير هوبارد.
وزعمت ورقة بحثية رفيعة المستوى نُشرت في مجلة "نيتشر" عام 2019، أنها تقدم نهجا في الوقت الفعلي لتقييم مخاطر الأحداث المثارة، ومع ذلك، فإن محاولة تطبيق هذه الطريقة على زلزالين إضافيين لم تجد سوى نجاحا جزئيا، ومن المؤكد أن البحث حول هذا الموضوع سيستمر، وستوفر الشبكة الزلزالية الكثيفة في إيطاليا مجموعات بيانات ممتازة للسماح بإجراء دراسات تفصيلية للتسلسلات الزلزالية.
aXA6IDE4LjIxOS4yNTMuMTk5IA== جزيرة ام اند امز