محللون غربيون: 3 ملفات تغذي أزمة ليبيا على رأسها قطر وتركيا
خبراء ومحللون يؤكدون أن تدخلات قطر وتركيا وملفات الهجرة والنفط وراء تفاقم الأزمة الليبية المستعرة من نحو 8 سنوات.
رأى محللون غربيون أن هناك 3 ملفات رئيسية تغذي الأزمة الليبية المستعرة منذ نحو 8 سنوات، على رأسها التدخلات الخارجية من قبل الدول الدخيلة، مثل قطر وتركيا اللتين تمولان المليشيات والإرهابيين، لإملاء أجندتهما الخاصة على الدولة الليبية.
يأتي ذلك على خلفية الحادث الإرهابي الذي استهدف مقر وزارة الخارجية الليبية وأسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة ما لا يقل عن 10 آخرين.
- خارجية الوفاق: 3 قتلى في هجوم إرهابي مزدوج على مقرنا بطرابلس
- خبراء لـ"العين الإخبارية": قطر تنهب ثروات ليبيا بواسطة المليشيات المسلحة
وأفردت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية ملفا خاصا للأزمة الليبية، اعتبرت فيه أنه "منذ سقوط نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي عام 2011 تعيش البلاد في حالة فوضى، بسبب الأزمات السياسية بفعل ضعف حكومة السراج وملف النفط والهجرة والدول الدخيلة التي تتسبب في تأجيج الأزمة".
وأشارت الصحيفة إلى أن "المليشيات المسلحة والإرهابيين التابعين لتنظيمي (داعش) و(القاعدة) قد استفادوا من انهيار الدولة الليبية، فضلا عن شحنات الأسلحة التي يحصلون عليها من الخارج".
صحيفة "لوموند" الفرنسية أكدت أن "التوترات الأمنية نتيجة حتمية للتوترات السياسية التي جعلت البلاد أرضا خصبة للهجمات الإرهابية، وانتشار الأسلحة في أيدي المليشيات".
وكانت السلطات الليبية بميناء الخُمس (غرب) قد اعترضت سفينة أسلحة قادمة من تركيا، وبعد تفتيش الحاوية تبين أنها تحمل أكثر من 2 مليون و518 ألف طلقة مسدس تركي عيار 9 مم.
قطر وتركيا
من جانبه، اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة "لوزان" السويسرية منصف جزيري أن "قطر وتركيا تقدمان الدعم للمليشيات الإرهابية، وتمليان عليهما سياستهما، لممارسة النفوذ الاقتصادي والسياسي في ليبيا"، بحسب موقع "آر تي" الناطق بالفرنسية.
وأوضح الباحث السياسي أنه "رغم اختلاف الأجندات التركية والقطرية في ليبيا، فإنهما تقومان بالاستراتيجية نفسها بتقديم الأموال والأسلحة إلى المليشيات والإرهابيين، لتنفيذ سياستهم، الأمر الذي يتسبب في تعقيد الأزمة".
إيطاليا وفرنسا وملف الهجرة
ولفت جزيري إلى أن "الأمر الآخر الذي يعقد الأزمة أيضاً تضارب المصالح ووجهات النظر الفرنسية والإيطالية تجاه الأزمة، حيث ترى إيطاليا الأزمة الليبية فقط من منظور ملف المهاجرين الذي يتسربون من الحدود الليبية إلى إيطاليا، كما تقدم إيطاليا الدعم المالي إلى حكومة فايز السراج في طرابلس ومصراتة.. بينما لا تفكر فرنسا من خلال مختلف المؤتمرات الدولية إلا في الانتخابات الرئاسية دون توفير المناخ السياسي اللازم لتلك الخطوة".
وأشارت "لوباريزيان" إلى أن "أحد الملفات التي تغذي الأزمة الليبية وتؤرق الجانب الآخر من البحر المتوسط ملف الهجرة، وذلك بتدفق المهاجرين غير الشرعيين من دول أفريقية، متخذين ليبيا بوابة لهم للعبور إلى أوروبا عبر إيطاليا".
وأضافت الصحيفة إلى أن "عشرات اللاجئين يصلون أسبوعياً إلى إيطاليا من الساحل الليبي الذي يقع على بعد 300 كيلومتر من جزيرة لامبيدوسا الإيطالية"، لافتة إلى "فشل حكومة طرابلس في التصدي لتلك الأزمة".
"الذهب الأسود" في قلب الصراع
وبحسب سياسيين ومحللين فإن من بين الملفات التي تؤجج الأزمة وتثير الصراعات السياسية في البلاد الذهب الأسود الليبي (النفط)، حيث تمتلك ليبيا أكبر احتياطي نفطي في أفريقيا بنحو 48 مليار برميل، ما يزيد مطامع الدول الخارجية.
ووفقاً للصحيفة فإن كعكة النفط تقتسمها المؤسسة الوطنية للنفط مع مجموعات أخرى على صلة بشركة "إيني" الإيطالية، وبدرجة أقل شركة "توتال" الفرنسية.
وكانت ليبيا تنتج أكثر من 1.6 مليون برميل نفط قبل عام 2011، ولكن تم تخفيض هذا الرقم إلى الخمس خلال الصراع، وذلك قبل الارتفاع تدريجياً، والتوقف في بعض الأحيان بسبب اشتباكات المليشيات المدعومة من قطر وتركيا ومحاولاتها السيطرة على النفط الليبي.