عاصم غفور.. إخواني يلطخ ثوب المحاماة بجرائم فساد
ملطخا ثوب المحاماة الذي يطلق عليه "القضاء الواقف" الساعي للحقيقة والمدافع عن أي مظلوم..
ومتخذا من طرق الفساد أقصرها، مطوّعا دراسته للقانون لأجل الإرهابيين والدواعش تحت مظلة "الإخوان".. عاصم غفور أحد الوجوه الإخوانية الخبيثة.بجنسية أمريكية وملامح هندية بارزة تعود لجذوره، نال عاصم عبدالرحمن غفور شهادة القانون في جامعة تكساس الأمريكية، منتظرا تحقيق حلم الجمع بين القانون والسياسة.
وكغيره من الإخوان أصحاب "الابتسامات الصفراء" نجح غفور في القفز إلى مكتب حاكم تكساس عام 1990 كمستشار قانوني له لتبدأ رحلة الصعود من الأبواب الخلفية للمحاكم.
تسع سنوات كانت كافية لدراسة "السوق القانونية" للدفاع عن المدانين بالإرهاب في الولايات المتحدة، ليبدأ المحامي الأشهر بالأوساط الإخوانية رحلة النشاط الشخصي في هذا المجال، وفقا لتقارير إعلامية.
إدانة رسمية
كشفت دولة الإمارات نتائج التحقيقات التي أجرتها في قضية المحامي عاصم غفور، مشيرة إلى أن التحقيقات أثبتت إدانته في قضيتين وهما "التهرب الضريبي وغسل الأموال".
وأصدرت سفارة دولة الإمارات في العاصمة الأمريكية واشنطن، الإثنين، بيانا جاء فيه، إنه في إطار التعاون المكثف لمكافحة غسل الأموال عبر الحدود والتمويل غير المشروع، تبادلت دولة الإمارات والولايات المتحدة المعلومات في قضية عاصم غفور منذ أكثر من عامين.
وكانت دولة الإمارات المتحدة بدأت تحقيقها عام 2020 في أنشطة "غفور" بعد تلقيها طلبًا رسميًا من السفارة الأمريكية في أبو ظبي نيابة عن وزارة العدل الأمريكية، ومكتب التحقيقات الفيدرالي وقسم التحقيقات الجنائية في دائرة الإيرادات الداخلية للحصول على المساعدة القانونية المتبادلة المتعلقة بتحقيق جارٍ مع غفور من قبل السلطات الأمريكية.
وبناءً على هذا التحقيق، أدانت محكمة إماراتية غفور بتهم غسل الأموال والتهرب الضريبي في 25 مايو/ أيار 2022.
وبحسب البيان، فقد كشفت التحقيقات عن أن غفور ارتكب جنايتين وهما التهرب الضريبي، وغسل الأموال عبر تنفيذ تحويلات مالية دولية بقيمة 4.9 مليون دولار من خلال النظام المصرفي الإماراتي.
وأشار البيان إلى أنه تم تنفيذ التحويلات من خلال حسابات مصرفية متعددة فتحها بقصد إخفاء مصدر الأموال عن السلطات الضريبية، ووفقا للبيان، فقد تم فتح حساب واحد في وقت مبكر من عام 2013، وأغلق آخر في عام 2020 بعد اكتشاف نشاط مشبوه.
طريق من الفساد
لم يكذب الشاب الأمريكي عاصم غفور خبرا وطرق أبواب التنظيم الإخواني حتى بات الذراع القانونية الأولى للجمعيات الإسلامية المتطرفة، والتي فتحت له أبواب السياسة على مصراعيها فظهر إلى جوار رجال البيت الأبيض كالرئيسين الأسبقين بيل كلينتون وجورج دبليو بوش.
وقبل إدانته من قبل محكمة غسل الأموال بأبوظبي غيابيا بالتهرب الضريبي وغسل الأموال، وإنزال عقوبة الحبس 3 سنوات وغرامة 3 ملايين درهم مع الإبعاد عن دولة الإمارات العربية المتحدة، كان "غفور" قد مهد الطريق لـ"سُمعة" سيئة وشبهة فساد غير مسبوقة.
يحتفظ عاصم غفور بسجل أسود من المعاملات المشبوهة مع منظمة كير الذراع الإخوانية في الولايات المتحدة أو ما يعرف بمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية والذي تم إنشاؤه عام 1994.
مصلحة شيطانية مشتركة جمعت غفور وكير في قارب واحد مقابل مجموعة من الخدمات القانونية وعلاقة مشبوهة مع نهاد عوض المدير التنفيذي والمؤسس المشارك لـ"كير" الإخوانية تحت مزاعم الدفاع عن الحقوق.
وما لبث أن فاحت روائح الإرهاب الكريهة من ثياب غفور وعوض وآخرين في العام 2010 حتى تم توجيه لهم اتهامات بتمويل الإرهاب.
وكعادة "إخوان الأفاعي" ومحاولة تغيير جلودهم هربا من المساءلة حاول عاصم غفور خلق مساحة لنفسه كمستشار قانوني لمنظمة داون الإخوانية، والتي ذاع صيتها داخل الولايات المتحدة وتدار من قبل قيادات التنظيم الإرهابي.
ولم يكن هناك دليل أفضل من وجود عبدالله العودة - نجل المتطرف سلمان العودة - كمؤسس لمنظمة داون رغم تصريحات والده التي لا تتوقف عن وصف الولايات المتحدة بأنها "سيدة الإرهاب" في العالم.
ولا يتوقف "العودة الابن" عن استخدام منظمته ومنظرها القانوني الأول "غفور" في توسيع دائرة العلاقات مع الفاعلين في الغرب من أجل الدفاع عن المتطرفين والإرهابيين إضافة إلى والده.
ومع محاولات التواري بين الشبكة العنكبوتية للإخوان، انضم عاصم غفور إلى منظمة "ذوينا" كداعم لها في الدفاع عن المتطرفين والموالين لتنظيم داعش الإرهابي. وهي منظمة تتخذ من فرجينيا الأمريكية مقرا لها للدفاع عن الموقوفين في جرائم تتعلق بالإرهاب.
تاريخ قانوني لعاصم غفور مشبع بالدفاع عن المتهمين عن كل ما هو إرهابي وإن اختلفت المسميات من "القاعدة" في أحداث 11 سبتمبر إلى داعش.
رحلة فساد في كهوف الإخوان لم يكن غريبا أن يظهر عاصم غفور في ظلماتها كناشر لمحتوى جنسي للأطفال عبر مواقع التواصل بالمخالفة للقانون الأمريكي وعلى عكس الصورة التي يصدرها الإخوان دائما في التدين.
ومع كل هذا "المشوار الملوث" باسم القانون أن ينتهي المطاف مع عاصم غفور بصدور حكم من محكمة غسل الأموال في أبوظبي بإدانته بجريمتي التهرب الضريبي وغسل الأموال بطلب مساعدة قضائية قدمته السلطات الأمريكية للاستعلام عن حساباته المصرفية المستلمة لحوالات ومعاملات مشبوهة.
تعاون قضائي مثمر
تعكس قضية المحامي عاصم غفور تعاونًا قضائيا موسعًا بين دولة الإمارات والولايات المتحدة في مكافحة الجرائم المالية العابرة للحدود.
وفى وقت سابق، أشار بيان مشترك أعقب الاجتماع الثنائي الإماراتي الأمريكي في 16 يوليو/ تموز الماضي إلى أن الرئيس جو بايدن أقر بجهود دولة الإمارات لتعزيز سياساتها وآلياتها التنفيذية في مكافحة الجرائم المالية والتدفقات المالية غير المشروعة".