صراع "الحمامة" و"الميزان" يؤخر تشكيل الحكومة المغربية
مشاورات تشكيل الحكومة المغربية مازالت جارية رغم مضي نحو شهرين على تكليف العاهل المغربي محمد السادس لعبد الإله بن كيران
"قبول حزب التجمع الوطني للأحرار بمشاركة حزب الاستقلال في الحكومة المغربية، لكن دون منح أمينه العام، حميد شباط، حقيبة وزارية".. حل وسط جرى اقتراحه في البلاد مؤخرًا سعيًا نحو تجاوز الجمود الحاصل في تشكيل حكومة جديدة، بعد مضي نحو شهرين على تكليف عبد الإله بن كيران، بتشكيل حكومة جديدة.، بحسب صحيفة الصباح المغربية.
وذكرت "الصباح" أن مصير الحكومة بات معلقًا بيد رئيس حزب التجمع المعروف باسم "حزب الحمامة" عزيز أخنوش.
وكان بن كيران قد أجرى مباحثات عديدة مع أخنوش، لكنها انتهت بالفشل بسبب شرط "الحمامة" بإبعاد الاستقلال، وهو ما رفضه رئيس الحكومة.
وفي اجتماع جمعه بالمجلس الإقليمي لحزب العدالة والتنمية بالرباط، يوم الأحد الماضي، قال بن كيران إنه لا يزال ينتظر القرار النهائي لحزب الحمامة لدخول الحكومة، بعيدًا عن أي شروط مسبقة.
كما شدد على أنه سيرفض الخضوع لأي ابتزاز، مؤكدًا أنه سيبقى مصرًا على عدم التخلي عن أحزاب الاستقلال والتقدم والاشتراكية بحكومته المقبلة.
ولمح في ذات الاجتماع إلى أن حزب الاتحاد الاشتراكي موقفه إيجابي من دخول الحكومة حتى الآن، وهو ما يعني أنه يتوفر حتى الآن أغلبية بـ 203 مقاعد برلمانية، بوجود الاتحاد الاشتراكي بالحكومة، وفقًا لموقع "اليوم 24" المغربي.
وبينما يصارع بن كيران لتشكيل الحكومة، يبدو أن أخنوش أصبح منشغلًا ببناء حزبه أكثر من انشغاله بالحكومة.
ولم يحسم أخنوش، في لقائه مع أعضاء حزبه في "الرباط - سلا - القنيطرة"، قرار المشاركة في الحكومة من عدمها، مكتفيًا بالقول إن المرحلة للمشاورات ويمكن للحزب أن يشارك ويمكنه أن لا يشارك.
كما جدّد أخنوش التأكيد أمام التجمعيّين على ضرورة العمل إلى جانب المواطنين، داعيًا أعضاء الحزب الذين يمكن أن يتحملوا مسؤولية الاستوزار في حال مشاركة الحزب في الحكومة إلى تكثيف النزول إلى الميدان والتواصل المباشر مع المغاربة في كل الجهات.
وسجّل أخنوش بإيجابية ما اعتبرها "دينامية يشهدها الحزب في الفترة الأخيرة"، واصفًا ذلك بكونه يؤشر بشكل إيجابي على نية الحزب في تطوير هياكله خلال المستقبل.
وفي هذا السياق، نبّه أخنوش أعضاء الحزب بالعاصمة والمدن المجاورة لها، الذين حضروا اللقاء، إلى التحديات التي تواجه حزبهم والتي تنتظر منه عملًا جبارًا، مسجلًا أن "الرغبة التي أبداها أعضاء الحزب ستجعل التجمعيين ينجحون في مهمتهم".
كما شهد اللقاء بعض المشادات بين أعضاء التنظيم وبين محسوبين على محمد بولحسن، الذي غادر الحزب للترشح باسم حزب الاستقلال خلال الانتخابات التشريعية الماضية؛ لكن عودته إلى "حزب الحمامة" لم يكن مرحبًا بها، وفقًا لموقع هسبريس المغربي.
واستغرب العديد من التجمعيين الحاضرين في اللقاء عودة بولحسن إلى الحزب بدون سابق إشعار، وهو الذي اختار مغادرة صفوفه قبل شهرين، حيث حاول أخذ الكلمة قبل أن يواجه بشعار "ارحل"، ليدخل في مواجهات كلامية مع غاضبين، قبل أن يتدخل رئيس الحزب واعدًا إياه بلقاء للاستماع له.
ويرى متابعون، أن سعي حزب التجمع الوطني للأحرار إلى إبعاد الاستقلال يرجع إلى وجود تنافس محموم حول القطاعات الوزارية الاستراتيجية..
في المقابل، يقول قياديون من الاستقلال إن حزبهم المعروف باسم "الميزان" يدفع فاتورة مواقفه "المستقلة"، في إشارة إلى فك ارتباطه بحزب الأصالة والمعاصرة، وتقاربه الأخير مع حزب العدالة والتنمية.
وحتى الآن لم يظهر بوادر حقيقية لحل أزمة تشكيل الحكومة، ولكن ربما يحدث سلامًا بين "الحمامة" و"الميزان" وينتهي بن كيران من هذه الأزمة التي تقف عائقًا أمام تشكيل حكومته الجديدة.