وزير خارجية تركي سابق يهاجم مقامرة أردوغان في ليبيا وسوريا وأوروبا
يشار ياكش يعتبر أحد المؤسسين التاريخيين لحزب العدالة والتنمية الحاكم
ليس فقط مقامرته على دماء الليبيين، وإنما أيضا إخلاله بالتعهدات، وعلاقته بالإرهابيين، وتدخله في السياسة الداخلية لدول الاتحاد الأوروبي، والتجسس على المعارضة.. هذا هو الرئيس رجب طيب أردوغان، بعيون تركية.
وزير الخارجية التركي الأسبق يشار ياكش، الذي يعتبر أحد المؤسسين التاريخيين لحزب العدالة والتنمية الحاكم، فنّد تلك الخصال للرئيس أردوغان، في حوار مع صحيفة "لوبينيون" الفرنسية.
عملية ليبيا تفتقد للحاضنة الشعبية
ففي الملف الليبي، قال ياكش إن أردوغان أرسل مرتزقة سوريين لليبيا للقتال إلى جانب مليشيات حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، لافتا إلى أن هذا التدخل لا يحظى بشعبية لدى الرأي العام التركي.
رفض شعبي للعدوان التركي في ليبيا ينبع من قناعة الغالبية العظمى من هذا الشعب بأنه لا حاجة لهم في هذه العملية، لا سيما بعد استنزاف جيش بلادهم في الجارة سوريا، يضيف الوزير الذي عمل أيضا سفيرا لتركيا في دول عدة بينها السعودية ومصر.
بيد أن للرئيس أردوغان أسبابا أخرى للتدخل في ليبيا، كما يؤكد الوزير ياكش، وهي دعم تنظيم الإخوان هناك.
ورأى وزير الخارجية الأسبق، الذي تولى هذا المنصب خلال الفترة (200٠-2004)، أن أردوغان يخاطر بعلاقته مع دول الجوار مثل تونس والجزائر، الرافضة لأي تدخل خارجي في المنطقة، خوفاً من أن يُفضي الصراع الليبي إلى "سوريا جديدة".
أردوغان ونقض العهود
وفيما يتعلق بالأزمة السورية، قال يشار ياكش إن أردوغان شارك إلى جانب الروس والإيرانيين في مفاوضات "سوتشي" و"أستانة" لضمان السلامة الإقليمية للسيادة السورية، لكن تدخله العسكري في إدلب "لا يتوافق مع الالتزامات التي تعهد بها في تلك الاجتماعات".
وأشار إلى أن الرئيس التركي يعتمد على بعض الفصائل المسلحة في العمليات العسكرية التي يشنها ضد الأكراد في شمال سوريا وضد الجيش السوري نفسه.
وأضاف أنه "بينما تصنف الأمم المتحدة جبهة النصرة وتنظيم داعش جماعات إرهابية فإن أردوغان لديه تعريف مختلف لهذه الجماعات الإرهابية المشاركة في الصراع بسوريا".
أوروبا وأردوغان.. ثقة مفقودة
وعلى صعيد علاقة أردوغان بالأوروبيين، نبّه ياكش إلى أن الأول فقد منذ فترة طويلة ثقة هؤلاء.
وتابع "العلاقات مع أوروبا لا يمكنها أن تتحسن في المستقبل القريب، بسبب الخلافات حول عدة ملفات كاللاجئين، ومستقبل قبرص، والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وثروات شرق البحر المتوسط".
كذلك "يُتهم أردوغان باستخدام هياكل الدولة التركية للتدخل في السياسة الداخلية لدول الاتحاد الأوروبي، والتجسس على خصومه السياسيين في هذه القارة"، وفق ما يقوله وزير الخارجية التركي الأسبق.
aXA6IDMuMTUuNi4xNDAg جزيرة ام اند امز