صحف فرنسية تحذر: تمسك السراج بالمليشيات يهدد "نتائج برلين"
"ليبراسيون" تقول إن القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر لم يجلس على طاولة مفاوضات مع السراج، بسبب دعوة الأخير للتدخل الأجنبي في ليبيا.
حذرت صحف فرنسية، الإثنين، من أن تمسك فايز السراج، رئيس ما يسمى بحكومة "الوفاق" في طرابلس بالمليشيا المسلحة، من شأنه إفشال مخرجات ونتائج مؤتمر برلين للسلام في ليبيا.
- ماكرون: يتعين منع إرسال مرتزقة سوريين موالين لأردوغان إلى ليبيا
- جوتيريس من برلين : لا يمكن حل النزاع الليبي عسكريا
وقالت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية إن القمة الدولية في برلين لم تحقق النتائج المرجوة، ولم يجلس السراج والقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، على طاولة مفاوضات واحدة، خاصة بعد تجديد السراج دعوة التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا وتمسكه بالمليشيات رغم توصية المؤتمر بحلها ونزع أسلحتها.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه "كما هو متوقع، لم يؤدِ المؤتمر الذي استضافته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، برعاية الأمم المتحدة، لاتفاق بين الليبيين، لكونه تم تفريغه من فحواه بسبب عدم امتثال أحد أطرافه (السراج) لتوصيات البيان النهائي للمؤتمر، وهي حل المليشيات ووقف الدعم العسكري والتدخل الأجنبي، في حين تدعم تركيا السراج عسكرياً ومالياً".
ودعا المشاركون بقمة برلين الأطراف الليبية إلى مضاعفة جهودها من أجل وقف دائم للأعمال القتالية ووقف إطلاق النار، لكسر دوامة الإفراط في التصعيد، وتعهدوا باحترام صارم للحصار المفروض على التسليح و"كبح أي نشاط يفاقم الصراع، بما في ذلك تمويل القدرات المسلحة وتجنيد المرتزقة.
ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أنه رغم تلك الدعوات فإن تركيا تنتهك بالفعل الحظر، كما أرسلت خبراء وعناصر سوريين (مرتزقة)، فضلاً عن تزويد مليشيا السراج بالطائرات بدون طيار ومركبات قتالية.
استمرار الدعم التركي للسراج
وأشارت صحيفة "لاكروا" الفرنسية إلى الوعد الذي قطعته دول في المؤتمر باحترام حظر الأسلحة، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، في محاولة لاستعادة السلام في البلد الذي مزقته الحرب الأهلية.
وأضافت الصحيفة أنه "مع ذلك، فإن نتائج هذا الالتزام لا تزال غير مؤكدة، نظراً لاستمرار تلقي مليشيا السراج الدعم التركي".
وكان ماكرون طالب تركيا بالتوقف عن إرسال مرتزقة سوريين لدعم حكومة السراج، قائلاً: "يجب أن أخبركم عن القلق البالغ من وصول العناصر السورية والأجانب إلى مدينة طرابلس، يجب أن يتوقف ذلك".
ودعت صحيفة "لوموند" الفرنسية في افتتاحيتها، المجتمع الدولي لاتخاذ مبادرات لمحاولة منع التصاعد الخطير على الجانب الآخر من البحر المتوسط.
وقالت الصحيفة إن برميل البارود الليبي، الذي بات على أبواب أوروبا، يهدد بالتحول إلى صراع دولي وكارثة إنسانية مماثلة لتلك الموجودة في سوريا.
وأضافت الصحيفة: "لقد حان الوقت للمجتمع الدولي، خاصة الأوروبيين، لاتخاذ مبادرات لمحاولة منع هذه الدوامة الخطيرة، وكبح جماح مغامرة السراج".
وانطلقت، أمس الأحد، فعاليات مؤتمر "السلام في ليبيا" بالعاصمة الألمانية برلين، بمشاركة دولية رفيعة، وسط مساعٍ لإيجاد حل دائم وشامل للأزمة.
وسعى مؤتمر برلين إلى التزام جميع الأطراف المعنية بالحظر المفروض على تصدير الأسلحة لليبيا، الذي ينتهك بشكل صارخ، تمهيداً لفتح الطريق أمام حل سياسي، وفق تصريحات سابقة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وأضافت ميركل أن "استمرار دخول الأسلحة من شأنه أن يفاقم الأزمة في ليبيا"، معتبرة أن المؤتمر ليس النهاية، وإنما مجرد بداية لعملية سياسية تقودها الأمم المتحدة.
وشارك في المؤتمر أكثر من 10 دول عربية وغربية، بالإضافة إلى قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج.
وخلال الأشهر الماضية، جرت 5 اجتماعات تحضيرية للمؤتمر في برلين، بمشاركة ممثلي عدة دول ومنظمات دولية، نوقشت خلالها المسودة الأممية.
واتفق المشاركون، في البيان الختامي لقمة برلين، الذي وقّعت عليه 16 دولة ومنظمة، على بذل جهود دولية لتعزيز مراقبة حظر تصدير السلاح، مطالبين بتسريح ونزع سلاح المليشيات وفرض عقوبات على الجهة التي تخرق الهدنة.
وطالب البيان الختامي بإصلاح قطاع الأمن في ليبيا، للعمل على قصر استخدام القوة على الدولة وحدها، واحترام القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، ومحاسبة كل من يتورط في شن هجمات على مدنيين أو القيام بأعمال خطف والقتل خارج إطار القانون.