مليون فرنسي من أصول جزائرية يثيرون مخاوف باريس
انعكاسات الأوضاع في الجزائر ستؤثر على فرنسا سياسياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً.
عكست تحذيرات وسائل الإعلام الفرنسية من زعزعة استقرار الجزائر التي تشهد حراكاً شعبيا منذ أسابيع، احتجاجاً على إعلان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ترشحه لولاية رئاسية خامسة، المخاوف الفرنسية نظراً لطبيعة العلاقات المعقدة بين البلدين.
ووفقاً لما طرحه الإعلام الفرنسي فإن انعكاسات الأوضاع في الجزائر ستؤثر على باريس سياسياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً.
وذكرت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية أن الحذر الفرنسي من زعزعة استقرار الجزائر يرجع إلى طبيعة العلاقة المعقدة بين فرنسا والجزائر، كما تعد الأخيرة أكبر بلد أفريقي، وأحد أكبر القوى العسكرية في القارة الأفريقية".
- ترقب بالجزائر لموعد إغلاق باب الترشح للرئاسة اليوم وغموض حول عودة بوتفليقة
- مظاهرات الجزائر وولاية بوتفليقة الخامسة.. "العين الإخبارية" ترصد مسار الأحداث
وحذرت الصحيفة من أن أي محاولة زعزعة استقرار في الجزائر ستكون لها بالضرورة نتائج وخيمة على فرنسا، أولها على المستوى الاقتصادي، لافتة إلى أن باريس لها روابط اقتصادية مهمة مع الجزائر.
ونوهت "لوباريزيان" بأن فرنسا تعتمد بشكل كبير على الغاز الذي توفره الجزائر، كما أن أي تدهور للوضع في الجزائر ستكون له نتائج كارثية على المستوى الإنساني، موضحة أن باريس ستجد نفسها مجبرة على استيعاب عدد كبير من الجزائريين وعائلاتهم ممن يحملون الجنسية المزدوجة.
من جانبها، أوضحت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن "فرنسا تتعامل بكثير من الحذر مع ملف يشكل أولوية مطلقة بالنسبة لها، مشيرة إلى أن "باريس تخشى أن تتهم بدعم النظام إذا ما سكتت وبالتدخل بالشأن الجزائري الداخلي إذا ما تكلمت".
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن "الصمت الرسمي للإليزيه لم يمنع باريس من إطلاق إشارات واضحة تعبر عن متابعتها الوضع الجزائري عن كثب".
في المقابل، تخشى السلطات الفرنسية خروج الوضع عن السيطرة نظراً للحضور الجزائري في فرنسا، إذ يحمل نحو مليون فرنسي الجنسية الجزائرية، كما يعيش على الأراضي الفرنسية فعليا بين 150 إلى 200 ألف جزائري يحملون الجنسية الفرنسية، وإذا حدث أي اضطرابات سياسية في الجزائر فستضطر باريس استضافة رعاياها من الجزائريين الذين يحملون الجنسية المزدوجة، وفقاً لـ"لوموند".
وعادت صحيفة "لوباريزيان" وحذرت باريس التي تشهد أزمة احتجاجات "السترات الصفراء" منذ أكثر من 4 أشهر أن تشهد بالضرورة "السترات الخضراء" في إشارة إلى الجزائريين، قائلة: "سيكون الوضع كارثياً على باريس أكثر من أي دولة أخرى".
وأمنياً، فإن باريس تخشى التداعيات الأمنية على دول المنطقة، في ظل التوترات في ليبيا ودول الساحل الأفريقي الذي وقع ضحية التنظيمات الإرهابية، وبوكو حرام في نيجيريا، خاصة وأن الجيش الجزائري يؤدي دوراً حيوياً في مكافحة الإرهاب في المنطقة بالتعاون الأمني مع المخابرات الفرنسية، بحسب "لوباريزيان".
وعلى الصعيد الاقتصادي، أشارت صحيفة "لوفيجارو" إلى أن تأجج الوضع الاقتصادي في الجزائر سينعكس سلبياً على الاقتصاد الفرنسية الذي يعد شريك رئيسيِ للبلاد.
ووفقاً للتقييم الذي أجراه معهد الدراسات الفرنسية "زيرفي"، فإن اقتصاد الجزائر يحتضر"، مشيرة إلى أن تدهور الاقتصاد لا يعود إلى الاحتجاجات، ولكن لمعظم المنتجين للمواد الهيدروكربونية، مثل فنزويلا، لكون لجزائر بين صفوف العشرين الأوائل المصدرين للذهب الأسود في العالم، ولكن الاحتياطي النفطي لا يشكل الرخاء الاقتصادي لطالما لم يكون مصحوباً بالتنمية.
aXA6IDE4LjE5MS4xODkuMTI0IA== جزيرة ام اند امز