ماكرون يدعو إلى الهدوء خشية تجدد احتجاجات "السترات الصفراء"
استطلاع للرأي أجراه معهد "إيلاب" يظهر أن 78% من الفرنسيين يعتبرون إجراءات الحكومة لا تستجيب لمطالب "السترات الصفراء".
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، المسؤولين السياسيين والنقابيين إلى توجيه "دعوة للهدوء"، مع تصاعد احتجاجات "السترات الصفراء" الذين يهددون بشل باريس مجدداً، السبت المقبل، رغم تنازلات الحكومة.
- ماكرون يدعو لـ"اجتماع أزمة" بعد رفض "السترات الصفراء" التفاوض
- انتصار جديد لـ"السترات الصفراء".. فرنسا تراجع موقفها إزاء ضريبة الثروة
وأعلن بنجامين جريفو المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، ناقلاً مواقف الرئيس خلال مجلس الوزراء، أن "الوقت الذي نعيشه لم يعد وقت المعارضة السياسية بل الجمهورية".
وأضاف أن ماكرون "طلب من القوى السياسية والقوى النقابية وأرباب العمل توجيه نداء واضح وصريح إلى الهدوء واحترام الإطار الجمهوري"، موضحا أن هذا النداء موجه إلى "الذين يثبتون عن خبث وانتهازية، لا داعي لذكرهم بأسمائهم، فهم سيعرفون أنفسهم".
وشهدت فرنسا أحداثاً عنيفة، السبت الماضي، شملت إقامة حواجز وإحراق سيارات ونهب محلات واشتباكات مع قوات الأمن.
وقتل 4 أشخاص وأصيب المئات على هامش التظاهرات التي انطلقت في 17 نوفمبر/تشرين الثاني؛ احتجاجاً على سياسة الحكومة الاجتماعية والمالية، واتسعت لتشمل الآن التلاميذ والطلاب والمزارعين.
وتواصلت الإحالات القضائية على خلفية أعمال العنف لا سيما في باريس، ووجهت السلطات إلى 13 شخصاً بينهم قاصر، تهمة ارتكاب أعمال تخريب ضد قوس النصر، السبت الماضي، بحسب النيابة العامة في باريس.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد "إيلاب" ونشرت نتائجه، الأربعاء، أن 78% من الفرنسيين يعتبرون أن إجراءات الحكومة لا تستجيب لمطالب "السترات الصفراء".
ودعا وزير الداخلية كريستوف كاستانير، مساء الثلاثاء "السترات الصفراء العقلانيين" إلى التخلي عن الدعوة إلى تجمع جديد في باريس، السبت المقبل، لكن ذلك لم يلق استجابة حتى الآن، إذ لا تزال الدعوات قائمة إلى يوم جديد من التعبئة في جميع أنحاء فرنسا.
ويعتبر المحللون أن هذه القرارات تسجل أول تراجع لإيمانويل ماكرون الذي يتفاخر بعدم التراجع أمام الشارع منذ وصوله إلى قصر الإليزيه في مايو/أيار 2017.
وواجه ماكرون هتافات استهجان وشتائم خلال زيارة مفاجئة قام بها، مساء الثلاثاء، لمقر شرطة أحرقه المتظاهرون، السبت الماضي، في بوي آن فيليه وسط شرق فرنسا.
وتهكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على التنازلات التي قدمها نظيره الفرنسي بشأن الضريبة على الوقود، معتبراً أنها "تؤكد فشل اتفاق باريس حول المناخ"، وهو هجوم مباشر يتزامن مع انعقاد المؤتمر الدولي الرابع والعشرين حول المناخ بمشاركة حوالي 200 بلد منذ الأحد في كاتوفيتسه.
aXA6IDE4LjExNi4xNC40OCA= جزيرة ام اند امز